رغم ضخامة الميزانية التي تخصصها السعودية لمجالات تطوير التعليم في المملكة التي تصل إلي 210 مليار ريال، إلا أن نشطاء يرون أن تلك المخصصات الباهظة لا تسفر عن نتائج مرجوة. بينما يعتبر آخرون أن تعلُّم التطوير في المقام الأول هو الأولى من تلك الميزانيات السخية.
نشر المستشار في التخطيط الاستراتيجي والكاتب في جريدة الجزيرة السعودية «برجس البرجس» تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، لفت فيها إلى ضخامة الميزانية المخصصة للتعليم في السعودية، والذي يفوق حاجة المملكة المحسوبة بناءا على كثافة التعدادا السكاني وحجم شريحة الطلاب من إجمالي مواطنيها، أو نسبة إلى ما هو مُطبق فعليا في نطاق تطوير التعليم بكافة مرافقه وخدماته.
وقال في تغريدته التي لاقت رواجا وإعادة تغريد واسعة عبر «تويتر»: «سكان تركيا 75 مليون وميزانية التعليم 132 مليار ريال لسنة واحدة، المملكة 20 مليون مواطن وميزانية التعليم 210 مليار»، مختتما تغريدته بقوله أن تلك الأرقام ليست للمقارنة ولكن لمعرفة الحجم المنفق في كلٍ منهما.
وتنفق السعودية على التعليم أكثر من 1.21 تريليون ريال خلال العقد الأخير، والتي تمثل 44% من إجمالي الإنفاق المخصّص لستة قطاعات كبرى في السعودية.
وهو ما علق عليه «البرجس» قائلا: « ميزانية التعليم بالمملكة 1350 مليار في 10سنوات، 3 أضعاف ماليزيا مع أن سكانهم 50% أكثر».
وأوضحت الإحصاءات الصادرة سابقا، والمنشورة على الموقع الإلكتروني لوزارة التربية والتعليم أن 48% من مدارس السعودية في 2011، مبان مستأجرة، حيث بلغ إجمالي المدارس حينها 20600 مدرسة، مستأجر منها 9857 مدرسة، فيما قال مسؤول سعودي مطلع العام الجاري إن 86.5% من ميزانية التعليم العام في المملكة تم تخصيصها أجورا للعاملين في هذا القطاع.
كما أصدر العاهل السعودي أمرا ملكيا، في مايو/أيار الماضي، بالموافقة على 9 مشاريع بتكلفة تزيد عن 80 مليار ريال سعودي، في إطار مشروعات المملكة خلال 5 أعوام لتطوير التعليم. فضلا عن ميزانية الإنفاق علي التعليم للعام الحالي بالمملكة، والتي تصل إلي 210 مليار ريال.
وبحسب نشطاء، يعتبر الكثيرون منهم أن تلك المخصصات الضخمة سيتم إهدارها ما بين إختلاس أو فشل توزيع واستخدام، نظرا إلى حاجة المملكة في معرفة ماهية التطوير وأساليبه في المقام الأول قبل أن يتم تخصيص ميزانيات قياسية من أجل تطوير المرافق، خاصة فى ظل استمرار تردي أحوال التعليم بالمملكة حيث تحتل أحد الثلاثة مراكز الأخيرة عالميا في الرياضيات، والسبعة الأخيرة في العلوم طبقا لتقرير «ماكينزي» الذي يهتم بمستوى التعليم العالمي.
ويقول أحد المغردين عبر تويتر تعليقا على الموضوع: «قبل أن تدفع مبلغاً طائلاً في سيارة جديدة .. تأكد أن مواصفات السيارة صالحة للوجهة التي ستسلكها».
فيما يقول آخر: «قبل أن نطور التعليم ، فلنتعلم التطوير!!». ويستنكر أحدهم قائلا: «بالقرب منّا دولاً لاتمتلك هذه الميزانيات ! – ومع ذلك تلاحظ مستوى خريجيهم لايقارن بخريجي مدارسنا!».
وتبدي إحدى المغردات تعجبها من عدم تناسب ناتج الإنفاق مع تحقيق الإنجازات الملموسة في مجال التعليم في السعودية، فتقول:« بحسب التقارير العالمية: بلدنا الثامن في الإنفاق على التعليم .. وفي ذيل القائمة في المخرجات التعليمية !».
ويختتم الأخير بقوله: «بعيداً عن ميزانية التعليم والتي هي الأعلى، ما أخبار هيئة تطوير التعليم وميزانيتها والتي أُنشئت منذ بضع سنين».
المصدر | الخليج الجديد