رأت صحيفة “نيويورك تايمز” أن الميليشيات الشيعية في العراق تمثل تحديا كبيرا للولايات المتحدة. ويقول “ديفيد كيرباتريك” مراسل الصحيفة إن ميليشيات عصائب الحق تتصرف بحرية، مما جعلها واحدة من أقوى الميليشيات التي تلقى دعما من إيران.
ويقول التقرير إن التنظيم الشيعي الذي كان يقاتل الأمريكيين في السابق يقود اليوم عمليات قتال «داعش» اليوم، مما يعني أنه يقاتل جنبا إلى جنب مع الجيش الأمريكي رغم ان الطرفين يؤكدان عدم تعاونهما.
كما يشكل دور وقوة واستقلالية «عصائب الحق» تحد أمام تشكيل حكومة موسعة وغير طائفية، خاصة أن الرئيس أوباما أكد أن الهجوم العسكري على «داعش» يعتمد على هذه الحكومة ونجاحها في اقناع السنة أنهم جزء من العملية السياسية وليسوا مهمشين كما كان الحال في أيام نوري المالكي، رئيس الوزراء السابق.
وفي الوقت الذي يرى فيه الشيعة العراقيون عصائب الحق حاميا لهم، ينظر السنة إليها باعتبارها جهات عميلة لإيران وحصلت على قوة من حكومة بغداد كي تقتل وبحصانة من العقاب.
فبعد عقد من تلقي الدعم من إيران وتدفق المتطوعين إليها بعد الأزمة التي أحدثها «داعش»، تحولت عصائب الحق لقوة يرى البعض أنها أكثر قدرة من القوات الأمنية العراقية، وهو ما يحدَ من قدرات الحكومة العراقية بالسيطرة عليها.
وينقل التقرير عن علاء مكي، وهو نائب سني في البرلمان، قوله: «أصبح للميليشيات دور أكبر كونها تقاتل داعش»، متسائلا: «من سيسيطر عليهم؟ فليس هناك جيش عراقي».
ويقول مكي إن عصائب الحق في ظل المالكي شجعت للقيام بالأعمال القذرة مثل قتل السنة وسمح لها بحرية العمل، مضيفا أن المجتمع الدولي شعر بالراحة لتنحية المالكي شخصيا لكن السياسة لم تتغير.
ورغم تبعية التنظيم لنوري المالكي إلا أن المتحدث باسمها يقول إنها ترى نفسها «معارضة موالية» لرئيس الوزراء العراقي الجديد حيدر العبادي. ويضيف “العبودي”، الناطق باسمها، أن عصائب الحق تتفاوض مع العبادي حول خياراته لحقيبتي الدفاع والداخلية الشاغرتين.
وتعتبر عصائب الحق الأقوى بين الميليشيات الشيعية، أما الثانية فهي كتائب حزب الله التي تحظى مثل الأولى بدعم إيراني ورعاية من حزب الله اللبناني، أما الثالثة فهي قوات بدر التي يقودها هادي العامري، النائب في البرلمان والذي عمل وزيرا للنقل في حكومة المالكي.
ولا يعرف عدد مقاتليها لكن أعدادهم زادت بشكل كبير بعد دعوة المرجعية الشيعية آية الله السيستاني الشيعة للدفاع عن بغداد وصد تقدم «داعش».
وقادت المجموعة المعارك في بلدة أيمرلي. ولم يستبعد المتحدث باسم عصائب الحق قبول مساعدة من الجيش الأمريكي أو دعما جويا ولكن بإشراف من الجيش العراقي. وتلعب هذه الميليشيات دورا تتمكن فيه إيران دمج قوات من الحرس الثوري فيها.
ومن جانب آخر، ذكرت صحيفة «لوس أنجليس تايمز» أن مشرفا عسكريا في قوات البيشمركة «مالا بختيار» كشف عن الدور البارز الذي تلعبه إيران في تسليح البيشمركة والمشاركة في المعلومات الأمنية معها.
وصرح قائلا: «قدموا مدافع وخرائط وصواريخ»، وهي أشياء كان الأكراد بحاجة إليها. وأكد العسكري الكردي وجود «مستشارين» من الباسداران أو الحرس الثوري الإيراني قد لعبوا دورا «مساعدا» في المعركة على جلولاء.
وتقول الصحيفة إن لإيران وجودا قويا قبل تقدم «داعش» في العراق، وتحركت سريعا لتقديم الدعم العسكري واللوجيستي لكل من القوات الكردية ذات العتاد الفقير والجيش العراقي المنهار. ويقول بختيار إن الأكراد يقبلون دعما أي جماعة تمد يدها بالمساعدة، مشيرا إلى أن «العراق الآن هو ساحة لتدخل دول كل العالم».
خدمة العصر