أطلق ناشطون إماراتيون وسما جديدا تحت اسم « #سجون_الإمارات_الإنسانية»، وحقق الوسم تفاعلا جيدا تجاوز نحو 3700 تغريدة، 75% منها خلال الأسبوعين الأخيرين، وتحديدا في الفترة من 29 أغسطس/آب الماضي وحتى 2 سبتمبر/أيلول الجاري، وهو ما لم يحقق حتى سدسه هاشتاجات أخرى تتهم « #سجون_الإمارات_ اللإنسانية»، بالتعذيب والإخفاء القسري لنحو 2000 معتقل من المنتمين في أغلبهم لـ«جمعية الإصلاح» في الإمارات أو«الإخوانجية» حسب تعبيرات المغردين في الهشتاج الأول.
المغردون المعارضون للهاشتاج يرون أن المتابعة الأمنية الحثيثة من قبل الأمن الإماراتي لكل ما يكتب عبر الشبكة العنكبوتية من داخل الدولة وخارجها يمس الداخل، سواء من خلال الحواسيب أو حتى من خلال أجهزة الهواتف النقالة، سبب في حساب ثمن التغريدة، وأنه لا أحد بعيد عن قبضتهم.
وهو ما يفسر برأيهم أن تجد هاشتاجات مثل «# الرزين_خارج_القانون»، و«#محمد_الصديق_في_الانفرادي»، و«#تعذيب_معتقلي_الإمارات»، لا تصل التغريدات فيها إلى كم كبير ولكنها في النهاية مؤثرة، وتأثيرها يظهر من خلال استعانة المنظمات الدولية كـ«العفو الدولية» و«أمنستي» و«المركز الدولي للعدالة» و«حقوق الإنسان في جنيف» بصور وتقارير أسر المعتقلين وتغريدات تفضح الوضع اللإنساني في «سجن الرزين» والذي اعتبرته المنظمات خارج القانون وأن التعذيب منهجي بحق 2000 نزيل إماراتي من الإسلاميين وأعضاء «جمعية الإصلاح» الإماراتية أو «الإخوانجية» كما يسميهم أغلب المغردين على هاشتاج «سجون الإمارات الإنسانية».
ولعل هذه التقارير قد تتحدث عن الصدمات الكهربائية، وتقليع الأظافر، والضرب المبرح وفي أماكن حساسة وبآلات حادة، والتهديد بالقتل والتخويف المستمر، والتعرض إلى الأضواء الساطعة لتدمير أعصابهم، والاعتداءات الجنسية، وتهديد العائلات.
فيما يرى مؤيديون أنه لا عجب أن ترى قيادات شرطية معروفة بالاسم تعمل في أجهزة الشرطة في الإمارات مهمتها الإعلام والتعامل معه بتكليف أو من أنفسهم، هذا التعامل يكون من خلال الصحف والمحاضرات وبرامج البث المباشر الإذاعية الصباحية أو من خلال المداخلات عبر نشرات أخبار الدار في التاسعة والعاشرة مساء في التلفزيونات المحلية أو يغردون على «تويتر»، وأن هذا الجهد هدفه الدفاع عن الوطن ضد الخونة والإخوانجية بغض النظر عن تفنيد حقيقة الاتهامات.
وقد فطنت الأنظمة في عالمنا العربي إلى لعبة الهاشتاجات، فبين الحين والآخر تطلق هاشتاجا هنا وآخر هناك للترويج لأفكارها، أو لمواجهة الأفكار المضادة لفكرتها، والحفاظ على الفئة الكبيرة المضللة والمغيبة بالإعلام الواحد الأوحد، ويبقى الهدف الرئيسي هو تلميع صورتها في نظر المنظمات الدولية، وطالما بقيت الأمور تحت السيطرة فلا بأس من واجهة للتعبير عن الرأي وإن شذ أحدهم فالهجوم الفاشي الإقصائي وطنيا ودينيا، جاهز للرد.
ومن أكثر المتابعين تغريدا ويمكن أن يحسبوا في فئة المؤيدين للوسم وإن قدموا ما نشرته الصحف احتراما لمتابعيهم، المغردان «حمد المري» و«بوحميد» وهما يشفعان تغريداتهما بشكل دائم بأخبار إخلاء سبيل محتجز حفظ القرآن وعمليات أسنان للنزلاء وتوفير المؤسسات العقابية لحلقات تحفيظ القرآن، ومعارض لنزلاء المؤسسات العقابية، فغرد «بوحميد» قائلا: «تقرير حقوق الإنسان أوصى باعتماد خدمات السجون المحلية عالميا».
وتقول المغردة «نور» :«الإمارات عضوة بمجلس حقوق الإنسان لسنوات ثلاث ابتداء من 2013، لذا « #سجون_الإمارات_الإنسانية وكل من فيها يتعامل بإنسانية»، ويسرد المغرد «بن يمعه» مميزات السجون في الإمارات قائلا: «عبارة عن فنادق، ورياضة، ودراسة، وتسديد ديون، وعناية بأسرة السجين، وفعاليات ترفيهية، وعلاج مجاني، وتأهيل للعمل».
وغرد «محمد الرئيسي» :«يتم إخراج عدد من السجناء في كل مناسبة شرعية أو وطنية ودفع المبالغ والمديونيات عنهم بغض النظر حتى عن جنسيتهم».
وتنقل «عائشة تجربتها مع الهاشتاج فتذكر أن: «كانت لي تجربه مع فعاليات النزيل الخليجي الموحد كانت تجربة مؤثرة، ولاحظت الرقي بالتعامل.
أما المغرد «شخصية فتاكة» فكتب «أكثر ما يغيظ الإخوان بأن #سجون_الإمارات_الإنسانية حقيقتها وواقعها تدحض كل الإشاعات والأكاذيب التي أطلقوها»، وأن من يعجب بالتغريدة القائد السابق لشرطة دبي «ضاحي خلفان» والإعلاميان «جمال بن حويرب» و«علي محمد شهدور».
ثم تجد «د/ راشد سيفdr_rashed_ad » يقول :«لدينا #تجار_الدين ولكن في سجن #الرزين، كشف شعب #الإمارات حقيقتهم وتسترهم بالدين والالتزام الديني»، ولكن تبحث عن شخصية المغرد فتجده يعرف نفسه بخبير وباحث في تنظيمات الإسلام السياسي للإخوان المفسدين!، فلا تستغرب.
وقال المغرد «فهد المحمود سفير #الهند»: «90% من السجناء الهنود فضلوا قضاء عقوبتهم في #الإمارات».
وبحكم عمل «أحـمـد بـن غـيـاث» مساعدا لرئيس شؤون الطلاب بمجلس دبي للطلاب، فهو يشير إلى أن :«النيابة العامة تسأل السجناء يومًا عن صحتهم؟ وهل تعرضوا لأي مضايقات أو مشادات كلامية أو تعرضوا للضرب؟».
أما صفحة «تويتر الإمارات» فدعت المغردين للمتابعة وقالت: «وسم يستحق المشاركة».
ويفخر القيادي الأمني في شرطة دبي «د.إبراهيم الدبل» قائلا: «بجهود دولتنا فقد حولت سجونها إلى مراكز إصلاحية اجتماعية فحفظة كتاب الله وهم في السجون خير من يجيب على ذلك».
المدرب «علي سلمان الحمادي» يقول :«حاضرت في بعض السجون وألقيت عدة دورات فوجدت النزلاء يتمتعون بروح معنوية عالية، ويقول زميله «أحمد موسى الإماراتي»: «قبل فترة..ألقيت محاضرة في السجون، يعلم الله أني رأيت تعامل راقي مع النزلاء».
وقد وصفت بعض الصفحات كـ«أحرار الإمارات» المغردين المؤيدين بـ«الرويبضة الذين يدعون الإنسانية، وينسون، #سجون_الإمارات_بين_الواقع_والإعلام».
ويتفق «وليد الطراد» مع ذلك فيغرد: «متى أصبح السجن يمتاز بالإنسانية، من في السجون قدوات البلد وتاريخهم مشرق عرفناهم بأفعالهم فاتقوا الله فيهم ».
وغرد «عبيد» عدة تغريدات تشير إلى أن هاشتاج سجون الإمارات الإنسانية يطلقه مرتزقة الأمن ردا على «#الرزين_تحت_سيطرة_جهاز الأمن»، وردا على «#سجون_الإمارات_بين_الواقع_والإعلام»، وردا على « #تعذيب_معتقلي_الإمارات»، خاتما «حملاتكم مؤثرة يا أحرار».
ونقلت صفحة «عرب برس» عن «العفو الدولية قولها: «انتهاك وتعذيب داخل سجن #الرزين الإماراتي»، و«أمنستي تخشى من تعرض صحة المعتقلين العقلية في « #الرزين للخطر».
المصدر | الخليج الجديد