خلال سنوات حكمه الثماني، لم يستطع رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، أن يتخلى عن “محابسه” الكبيرة والمميزة التي وضعها في خنصرَي وبنصرَي يديه، مما أضفى عليها شيئاً من لهجته “الجنوبية” مناغياً الحسّ الطائفيّ في العراق.
محابس المالكي كانت تثير الاهتمام في الأوساط الشعبية، ولطالما ركز عليها المصورون الصحافيون، والتقطوا صوراً جميلة للمالكي وهو “يطقطق بمسبحته” ويردّد: “وبعد ما ننطيها”.
ورغم سذاجة الظاهرة، لكنها لأبعاد خفيّة عُدّت تمسكاً برمز طائفة، حرص المالكي على إثارة عصبية أبنائها حتى في “محابسه” ولهجته، خصوصاً المتشددين منهم. لقد حرص المالكي خلال سنوات حكمه على إثارة الروح الطائفية لدى المحافظات الجنوبية، بكل الوسائل، حتى البسيطة منها، حرصا منه على بقائه في سدة الحكم.
انتهت الآن حقبة المالكي، بكل ما فيها من لمسات، لكن “روحها” تسللت إلى جنبات المقاهي الشعبية، وأصبحت كلمات المالكي مثار “نكات” وضحك مع كل ضربة دومينو أو لعب طاولة. حتى لدى لاعبي كرة القدم في الملاعب الشعبية، نرى بعض الشبان يخطفون الكرة خارج الساحة، وهم يردّدون: “بعد ما ننطيها” ..، وتتعالى أصوات ضحكاتهم.
ورغم أن رئيس الوزراء الجديد حيدر العبادي، ليس بمنأى عن نفس البيت، نراه مع بداية ترؤسه لمجلس الوزراء ينأى بنفسه عن كل تلك المظاهر، فلا “مسبحة” ولا “محبس” في يده.. ولا كلمات مثيرة للطائفية.
العربي الجديد