سلطات صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية الضوء على زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى القاهرة وسط حملة متصاعدة لتشكيل تحالف دولي واسع لشن “حرب” ضد متطرفي تنظيم “الدولة الإسلامية” المعروف إعلاميًا بداعش.
وذكرت الصحيفة الأمريكية- في سياق تقرير أوردته اليوم /الأحد/- أن كيري أكد على دور مصر كشريك مهم في التحالف الذي تؤسسه الولايات المتحدة لمحاربة “داعش” أينما كان، مشيرًا إلى ما سماه الدور المحوري التي تلعبه مصر في نبذ التطرف في المنطقة.
وقالت الصحيفة: إنه من المستبعد أن ترسل القاهرة قوات برية لمحاربة داعش، ولكنّه من المحتمل أن تقوم مصر بالدعم لوجيستي وإستخباراتي.
وأشارت إلى أن مصر في المقابل قامت بالضغط على وزير الخارجية الأمريكي لحشد جهود دولية أوسع لمحاربة المتشددين في ليبيا التي تعاني من الاضطرابات خلال الأشهر الماضية.
ونقلت الصحيفة عن مسئولين عسكريين قولهم -تحدثوا شريطة عدم الكشف عن اسمهم لأنهم غبر مخولين للإدلاء بتصريحات للصحافة- “في مقابل دعم مصر للائتلاف الدولي لمحاربة “داعش”، فإن القاهرة تريد ضمانات بأن الأزمة في ليبيا ستكون على رأس جدول الأعمال في الولايات المتحدة”.
ولفت وزير الخارجية الأمريكي إلى أن مباحثاته تركزت حول الحاجة للاستمرار في محاربة الإرهاب والتطرف منوهًا إلى أن مصر في الخطوط الأمامية في هذه الحرب، مشيرًا إلى أن واشنطن أعلنت الشهر الماضي عن عزمها تسليم ٨ طائرات حربية لمصر وأنها مجرد مسألته وقت وستسلم لمصر بعد أن أصبح الإرهاب خطر يهدد الجميع.
وأكد كيري أن تنظيم داعش في وحشيته لا يرى أي حدود ولا علاقة له بالإسلام، وقال إنه من الواضح أن رسالة الكراهية التي تبثها داعش مرفوضة من جميع المسلمين لافتا إلى أنه استمع لذلك من كل قائد ورئيس التقى به كما أنها واضحة من البيانات من رجال الدين على العالم الإسلامي.
وأشارت الصحيفة إلى أن تصريحات وزير الخارجية الأمريكية هذه تأتي على الرغم من أنه شدد على حاجة واشنطن للقاهرة لمحاربة “داعش” لن تؤدي إلى تجاهل بواعث القلق المتعلقة بحقوق الإنسان.
وشدد كيري على أن بلاده لن تقايض مخاوفها بشأن حقوق الإنسان في مصر بأي مطلب لها في المنطقة، مشيرا إلى أن المناقشة مع الرئيس المصري الذي يعي حجم المخاوف في هذا الشأن قد اتسمت بالصراحة والوضوح.
وأكد كيري أن العلاقة التي تجمع القاهرة وواشنطن جزء هام جداً من علاقة أمريكا بالشرق الأوسط، وقال «أكدت خلال مباحثات مع الرئيس السيسى والوزير شكري على رغبة أمريكا في نجاح مصر في التحولات الاقتصادية والسياسية التي تقوم بها حاليا، والانتخابات البرلمانية القادمة»، وأضاف أن بلاده سوف تدعم مصر وهى تقوم بهذه الإصلاحات وتعمل على تعهداتها في حماية حقوق الإنسان والاستقرار.
ووافقت 10 دول عربية حتى الآن على مساعدة واشنطن في قتالها ضد “الدولة الإسلامية” التي تقول وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية سي آي آيه إنها ربما يكون لديها ما يقرب من 31 ألف مسلح على الأرض.
وعرضت فرنسا أيضا دعمها للعمل العسكري ضد الجماعة المتشددة، كجزء من تحالف واشنطن، ومن المتوقع أن تستضيف العاصمة الفرنسية باريس الاثنين مؤتمرًا دوليًا لمناقشة الحملة.