ذكرت “الخليج” انه “واضح من خلال المواقف التركية الرسمية التي سبقت زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أنقرة، وخلالها وبعدها، إضافة إلى ما تنشره وسائل الإعلام التركية بشأن دور أنقرة في التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، أن حكومة العدالة والتنمية التي يرأسها داوود أوغلو ليست متحمسة للانخراط بأية مواجهة مع “داعش”، وتفضل أن تبقى على الحياد، ولن تسمح باستخدام أراضيها، وتحديداً قواعدها الجوية منطلقاً لغارات على مراكز قيادة وتجمعات “داعش” في العراق أو سوريا”.
واشارت الصحيفة الاماراتية في افتتاحيتها الى ان “حقيقة الأمر، أن تركيا ترفض مغادرة مواقفها السابقة في معاداة كل من العراق وسوريا، واتخاذها موقفاً صدامياً ضد البلدين بهدف تفتيتهما بعد أن فشل مشروع “الأخونة” الذي قادته في مصر وتونس، والذي كان يرى أن سقوط العراق وسوريا في المشروع “الإخواني” أمر مفروغ منه إذا ما نجح في مصر باعتبارها حجر الرحى في المشروع. وعمدت تركيا للانتقام من البلدين الجارين اللذين قاوما مشروع “الأخونة” وبالتالي العودة إلى نظام التتريك، إلى تحويل الأراضي التركية إلى مركز تجمع لكل مرتزقة العالم الذين استجابوا لنداء “داعش”، وكذلك إلى مركز للتخطيط والتآمر والعبور وتوفير كل المستلزمات اللوجستية والمادية، بل عمدت في الآونة الأخيرة إلى تسهيل عمليات بيع النفط العراقي والسوري المسروق لحساب “داعش”، من خلال شركات تركية”.
واوضحت ان “تركيا ترى أن استخدام “داعش” لم ينته بعد، وأن صلاحيته قابلة للاستعمال، ومهمته يمكن الاعتماد عليها، ولا يجوز التفريط بمثل هذه الورقة المهمة التي يمكن أن تغير المعادلة في سوريا والعراق إذا ما أعطيت الفرصة، إذا كان الهدف هو إسقاط النظام في كل من البلدين، وبالتالي تدمير بنيتهما وكل مقومات قوتيهما”. وتابعت “لعل تركيا تنظر إلى ممارسات “داعش” من قتل وذبح واستباحة للحرمات والمقدسات باعتبارها حالة طارئة يمكن ضبطها، وبالتالي هي لا تشكل تهديداً لها، فلماذا تبادر إلى إعلان الحرب عليها طالما هي تتولى رضاعتها ورعايتها وإيواءها وتلتزم بالخطوط الحمر التركية التي وضعت لها”.
وتابعت الصحيفة الاماراتية “إن إحدى الاشكاليات التي سيواجهها التحالف الجديد الذي تقوده الولايات المتحدة ضد “داعش” هي: هل يتم النظر إلى “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما من التنظيمات الإرهابية نظرة شمولية، وأنهما أينما وجدتا سوف تستهدفان باعتبارهما تشكلان خطراً واحداً؟ ثم، هناك الكثير من التساؤلات المتعلقة بهذه الحرب ومداها ومساحتها وأهدافها، ولماذا أرادتها الولايات المتحدة الآن فقط، رغم أن خطر الإرهاب والتكفير قديم وليس ابن ساعته؟ تساؤلات تحتاج إلى إيضاحات، كي لا تبقى الأمور مشوشة ومرتبكة ومنها الموقف التركي”.