نقل موقع “زمان الوصل” عن مصادر خاصة في مناطق انتشار “الدولة الإسلامية” في سوريا، أن التنظيم، وضع خطة مرحلية يعمل على استكمالها في اليومين المقبلين، تحسبا للضربة الدولية على مقراته في سوريا والعراق.
ووفقا للمصادر فإن التنظيم، ركّز على حماية مقرات التنظيم في العراق أكثر من اهتمامه بمقرات سوريا، باعتبارها الأكثر والأقدم، ومركز الخلافة الإسلامية بحسب الخطة.
ووضع التنظيم خطته على أن تستمر الحرب عليه لمدة عام، وحشد كل طاقاته على هذا الأساس، بحيث يستطيع التنظيم الصمود لمدة عام واحد فقط، معولا على تفكك هذا التنظيم واستمرار خساراته ونزيفه على غرار ما حدث في أفغانستان. حيث تسرب اليأس إلى قوات “إيساف”، في ظل تنامي قدرات طالبان.
وحتى يبقى الشريان المالي في مأمن من هذه الضربات، تتضمن خطة “الدولة” تأمين منابع النفط في دير الزور، وتشكيل وحدات خاصة لحمايتها، باعتبارها صمام الأمان المالي.. وخشية أن تتمكن قوات التحالف من تحييد النفط من منابع التمويل، يعمل التنظيم هذه الأيام على الاستفادة الكاملة من آبار النفط السورية.
وفي إطار تقسيم الأدوار، يتجه التنظيم لأن تكون سوريا خط الإمداد الرئيسي للتنظيم، وهذا ما فسر إخلاء العديد من المقرات في سوريا والاكتفاء ببعض الحواجز المتنقلة.
ورغم أن التنظيم نقل العديد من الأسلحة إلى العراق، إلا أنه احتفظ في الرقة والبوكمال تحديدا بأهم الأسلحة التي قد يعتمد عليها في مواجهة الضربات الدولية.
*مخابئ السلاح
وسيكون اعتماد خط الإمداد هذه المرة، على الطرق النهرية للفرات، التي يعتبرها أكثر أمنا من الطرق البرية المكشوفة، بحسب التجارب السابقة للتنظيم .. وهو في هذا الإطار أعد نخبة من المقاتلين الخبراء في مجال التهريب.. وترجع المصادر أن تكون بعض الغابات الكثيفة في نهر الفرات مستودعات للسلاح، خصوصا في الصيف، لما يشهده نهر الفرات من انحسار في فترة الصيف.
وتؤكد مصادر “زمان الوصل” أن التنظيم يعيش حالة من الاضطراب والرقابة الشديدة على المناطق التي يسيطر عليها، خشية من الاختراقات الاستخباراتية، أو ممن يسميهم بـ” العملاء”.
*انشقاقات في التنظيم
من جهة أخرى، ثمة توقعات قوية أن تزيد نسبة الانشقاقات السورية بين صفوف تنظيم “الدولة الإسلامية”، في حال تمت الضربة الأمريكية عليه في سوريا والعراق معا، وذلك لعدة أسباب أهمها:
1- غياب الدافع الأيديولوجي لدى المقاتلين السوريين المنتمين إلى “الدولة”، إذ إن غالبية هؤلاء، إما التحق بالتنظيم لغايات شخصية وغالبها نفعية مادية، والآخر التحق بهم بعد الانتصارات التي أظهرت التنظيم على أنه القوة الضاربة والقادرة على حمايتهم، وهو ما يطلق عليه “غرام المهزوم بالمنتصر”.
2- غياب الخاضنة الشعبية للتنظيم في معظم المناطق التي يسيطر عليها في دير الزور، خصوصا بعد مجازر الشعيطات وتهجيرهم، الأمر الذي أثار رعب المنطقة الشرقية.
3- خوض التنظيم حربا طويلة، وهذا أكثر الأسباب التي قد يجعل نسبة المقاتلين السوريين تتراجع.
*لماذ العراق؟
كل التوقعات وتحركات التنظيم، تشير إلى أن المعركة الكبرى بين التحالف الدولي و”الدولة الإسلامية” ستكون في العراق لا في سوريا.. وهذا يعود أيضا للأسباب التالية:
1- منشأ هذا التنظيم: باعتبار العراق هو البلد المنشأ لهذا التنظيم، فإنه من الأولى اللجوء إلى هذا المنشأ للاعتبارات الأمنية والشعبية.
2- معظم قيادات التنظيم تقيم في العراق، وهم عراقيون خصوصا الشخصيات المحيطة بأمير التنظيم “أبو بكر البغدادي”، فضلا عن أن مجلس القيادة المصغر كله عراقيون ولا يوجد أي شخص من أي جنسية أخرى.
3- المعركة الأساسية للتنظيم، ضد ما يسميهم بالشيعة الروافض، فحكم نوري المالكي الطائفي زاد من تطرف هذا التنظيم، بل وللحقيقة خلق تعاطف بعض السنة معه طوال السنوات الثماني من حكمه.
4- لا يأمن التنظيم على وجوده في سوريا، فالثأر من هذا التنظيم في كل مكان، من الجيش الحر والنصرة في حلب والحسكة .. ويدرك أن الحر يتربص به في أية لحظة على عكس العدو الواضح في العراق، المتمثل بالجيش والبيشميركة وبعض الميليشيات الشيعية.
*دور المعارضة السورية
نتيجة هذه الأسباب، فإن المتوقع أن يتقلص نفوذ التنظيم في سوريا مع بدء الضربة الدولية، إلا أن تحقيق ذلك يتطلب المزيد من التنسيق والتحرك المتزامن من كل المقاتلين على الأرض، وتوفير الدعم الدولي. ولكن على المعارضة المسلحة أن تقدم نفسها في هذه اللحظة الحرجة على أنها أداة فاعلة في تغيير موازين القوى على الأرض.. وأن تبتعد عن البكائيات على شاشات الإعلام بذريعة نقص السلاح، فالكل يعلم ما تكدسه كل من “جبهة ثوار سوريا” و”أحرار الشام” وحتى “جبهة النصرة” من السلاح بانتظار اللحظة الحاسمة، ولعل تشكيل تحالف دولي من 40 دولة لضرب “الدولة” هو الفرصة الحقيقية والأخيرة للتخلص من شبح هذا التنظيم على الثورة السورية، وتصحيح المسار.
وفي هذا السياق، نتساءل أين هو الجيش الحر، وأين التكشيلات المقاتلة الأخرى، بدءا من تشكيل “واعتصموا بحبل الله”، الذي تم تأسيسه مطلع الشهر الماضي وضم 18 فصيلا مقاتلا من أقوى الفصائل في الشمال السوري، إلى مقاتلي حركة “حزم” الذي صرحوا بأنفسهم أن لديهم 7 آلاف مقاتل.