“جماعة اﻹخوان المسلمين بات أكثر عزلة من ذي قبل، بعدما وصلت إلى قمة السلطة في المصر عبر سلسلة انتخابات ديمقراطية أعقبت ما يعرف بالربيع العربي”..
هكذا علقت وكالة اﻷسوشيتد برس على قرار قطر- الداعم الرئيسي للجماعة- ترحيل قيادات بالجماعة ودعاة ومناصر ين لها.
وقال قياديون بالجماعة ودعاة مناصرون للجماعة إنهم بصدد مغادرة قطر، التي لجأوا إليها بعد الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي وبعد حملة القمع الدموية ضد أنصاره.
أدى وجود قيادي الجماعة وأنصارها في قطر إلى توتر في العلاقات بين الدوحة وكل من مصر والسعودية والإمارات، التي تعتبر الجماعة التي يزيد عمرها على خمسة وثمانين عاما، تهديدا.
ومن شأن إبعاد تلك الشخصيات- بحسب اﻷسوشيتد برس- أن يزيد من عزلة الجماعة، التي وصلت إلى قمة السلطة، لكنها شهدت سقوطا دراميا من السلطة بعد عام من تولي مرسي السلطة، حيث سادت البلاد حالة من الانقسام في صفوف المجتمع.
وفي السياق ذاته ، قال الوزير السابق عمرو دراج، والذي كان أيضا مسؤولا عن الشئون الخارجية في حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين، والداعية المتحمس وجدي غنيم إنهما بصدد مغادرة قطر بناء على طلب من سلطات الإمارة الخليجية.
وقال غنيم في رسالة مصورة بثت على صفحته الرئيسية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، “قررت أن أنقل دعوتي إلى خارج قطر الحبيبة … حتى لا أسبب أي ضيق أو مشاكل أو حرج لإخواني الأعزاء في قطر”.
وقال دراج في بيان على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، “نقدر دور قطر في دعم الشعب المصري في ثورته ضد الانقلاب. ونتفهم جيدا الظروف التي تتعرض لها المنطقة”.
يعد أرفع مسؤول في الجماعة من المقيمين بقطر محمود حسين، الأمين العام للجماعة. ووفقا لشبكة “رصد” الإخبارية المنبثقة عن الجماعة، فإن حسين من ضمن الذين سيغادرون قطر. كما أشارت “رصد” إلى أنهم يعتزمون البحث عن مكان آخر بالخارج للإقامة فيه، ومن المحتمل أن يكون تركيا.
كانت قطر حليفا قويا لمرسي، وتوترت العلاقة بين القاهرة والدوحة منذ الإطاحة به، حيث تتهم مصر قطر بدعم الإخوان. كما تتهم مصر شبكة تليفزيون الجزيرة وفروعها بالعمل كناطق باسم الجماعة وحملتها المناهضة للحكومة الحالية.
وتنفي الجزيرة هذه المزاعم. لكن فرعها في مصر، “الجزيرة مباشر مصر”، يخصص بثه بالكامل تقريبا لتغطية تظاهرات شبه يومية متفرقة ينظمها أنصار مرسي، وغالبا ما تستضيف معلقين موالين للإسلاميين.
وفر العديد من قيادات الإخوان المسلمين بعد الإطاحة بمرسي، حيث شنت قوات الأمن حملة أمنية كاسحة ضد أنصاره، وقتلت الكثيرين في مصادمات بالشوارع وحبست الآلاف.
وكانت مصر قد صنفت الجماعة كمنظمة إرهابية، وحظرت حزبها السياسي، وأغلقت مكاتب الجزيرة في القاهرة. كما سجنت السلطات المصرية ثلاثة صحفيين يعملون لدى الجزيرة متهمة إياهم بالانضمام إلى ما اعتبرتها جماعة إرهابية ومساعدتها، وتلفيق لقطات إخبارية.
تسبب دعم قطر للإخوان المسلمين في إثارة سخط السعودية والإمارات، اللتين تعتبران الحركة الإسلامية تهديدا إقليميا وتعطيان مليارات الدولارات لمصر كمساعدة منذ الإطاحة بمرسي في يوليو تموز 2013 بواسطة خارطة طريق أعلن عنها قائد الجيش آنذاك عبد الفتاح السيسي وسط احتجاجات حاشدة طالبت مرسي بالاستقالة. ومنذ ذلك الحين، تقاعد السيسي وأصبح رئيسا للبلاد.
سحبت السعودية والإمارات سفيريهما من قطر في وقت سابق من العام الجاري، متهمة الدوحة بانتهاك اتفاقية موقعة بين دول الخليج بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. وتحظر كل من السعودية والإمارات الحركة الإسلامية، حيث سجن عشرات من أتباعها المزعومين. وقالت شبكة “رصد” إن قرار مغادرة قطر تم بشكل جزئي “من أجل تخفيف التوتر مع دول الخليج”.
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، اتهمت السلطات المصرية مرسي واثنين من مساعديه ومحرر في الجزيرة بالتآمر من أجل تسريب وثائق تتعلق بالأمن القومي إلى قطر. ووصفت النيابة العامة القضية “بأكبر قضية خيانة وتجسس في تاريخ البلاد”.
وثمة مزاعم بأن الوثائق المسربة تشمل معلومات عن انتشار وتسليح الجيش، فضلا عن سياسات خارجية ومحلية. وقالت النيابة إن مساعدي مرسي سربوا الوثائق بمساعدة من صحفيي الجزيرة إلى مسؤول في الاستخبارات القطرية مقابل مليون دولار أمريكي.