ثلاثة عشر عاماً منذ 9/11، وأمريكا لا تتصرف كأمة هزمت أسامة بن لادن. وبعد حروب دموية لا نهاية لها، وإنفاق تريليونات الدولارات على الأمن، وتجاوز الدستور، وإقامة دولة مراقبة عسكرية، يبدو أن المواطنين الأمريكيين، على أقل تقدير، هم الخاسرون في الحرب على الإرهاب.
الرئيس السابق جورج دبليو بوش أطلق الحرب في أفغانستان حتى قبل انقشاع الدخان في مركز التجارة العالمي، وتلاها بعد فترة وجيزة بفتح جبهة ثانية في العراق. كلمة “مستنقع” ما زالت تستخدم مراراً وتكراراً بعد أن أصبحت الحرب على الإرهاب أطول الصراعات في تاريخ الولايات المتحدة. بن لادن قتل 2996 شخصاً في 11 سبتمبر، وفي السنوات التي تلت، قُتل ضعف هذا العدد من الجنود الأمريكيين بينما كانوا يستجيبون لما فعله بن لادن، وقُتل أيضاً من المدنيين ما هو أكثر بمئة مرة.
والقوات الأمريكية تقاتل الآن في جميع أنحاء العالم. وفي حين أن قتالها من شأنه أن يجعل أمريكا أكثر أمناً، ولدت هذه الحروب الفوضى، والتي ولدت بدورها عدداً لا يحصى من الجماعات الإرهابية الجديدة، مثل “الدولة الإسلامية”، والتي تنصل منها حتى تنظيم القاعدة لكونها متطرفة جداً.
لقد خلق الرد العسكري على بن لادن عالماً أقل استقراراً، يسيطر فيه الإرهابيون الإسلاميون على مساحات شاسعة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وحتى على مناطق حضرية في باكستان المسلحة نووياً. وحتى صورة أمريكا كقوة استقرار للخير قد تضررت بشكل كبير، وتراجعت سمعتها، بعد أن أبعدت عمليات التجسس التي قامت بها استخباراتها حتى على أقرب الحلفاء.
وخلال هذه الحروب، أدارت الحكومة الأمريكية ظهرها لتقليد طويل من نصرة حقوق الإنسان، واحتضنت التعذيب كوسيلة مشروعة في الحكم. تعلمنا هذا الأسبوع أن ممارسة التعذيب كانت حتى أكثر تطرفاً مما كان يخشى سابقاً، وأن المشتبه فيهم غالباً ما وصلوا “إلى درجة الموت”.
بنت أمريكا بطريقة شائنة سجن خليج غوانتانامو وعشرات المواقع الأخرى السوداء. اغتالت طائرات بدون طيار “أمريكية المواطنين” دون محاكمة. و وضعت الملايين على قوائم المراقبة السرية. وبدأت الحكومة بالتنصت على المكالمات الهاتفية للجميع، وقراءة رسائل بريد الجميع.
أصبحت الولايات المتحدة أقل حرية، أقل انفتاحاً، وأكثر عسكرةً. في المدن الصغيرة، مثل فيرغسون، خزنت الشرطة المحلية المليارات من الدولارات من بنادق القناصة والمدرعات، وحتى الحراب، ومن ثم أشهرت قاذفات القنابل بوجه مواطنيها.
وأعظم انتصار لبن لادن، مع ذلك، قد يكون اقتصادياً. في عام 2004، ادعى أن هدفه النهائي هو إفلاس أمريكا، كما فعل المجاهدين بالاتحاد السوفياتي. وبالفعل، لقد تضاعف الدين الفيدرالي الأمريكي ثلاث مرات ليصبح أكثر من 17 تريليون دولار.
الحرب غير المنتهية على الإرهاب كلفت الاقتصاد الأمريكي تريليونات الدولارات. الأمة المسؤولة عن قيادة البشرية إلى القمر تختار الآن أن تنفق أموالها على أكثر من 3 آلاف من منظمات المخابرات الداخلية، وليس على أحلام جديدة للوصول إلى المريخ.
شعب أمريكا اليوم مستنفد ومرهق. وتردد الرئيس أوباما الآن بالتدخل مرة أخرى في الشرق الأوسط هو ليس سوى اعتراف بالتعب الجماعي للناخبين. هذا يجعل من المفهوم لماذا تحاول الولايات المتحدة الانسحاب بعيداً عن شؤون العالم. وللأسف، يقوم منافسها التقليدي في موسكو وبكين بملئ الفراغ. من كان يتصور قبل ثلاثة عشر عاماً أن روسيا ستكون قادرة على غزو أوروبا، أو أن واشنطن ستكون مستعدة لتدعها تفعل هذا؟
في عام 1835، كتب الكسيس دي توكفيل: “هناك نوعان من الأشياء التي ستكون صعبة جداً بالنسبة لأي شعب ديمقراطي، وهي بدء الحرب وإنهائها”. يجب على أمريكا إنهاء هذه الحرب ضد بن لادن.
يجب عليها وضع حد لها، مع العلم أنها لم تكن المنتصرة، ومع العلم أن الآلاف من الجنود لقوا حتفهم على الأرض التي يتحكم بها العدو الآن، ومع العلم أيضاً أن حقوق الأمريكان الخاصة تم التضحية بها في سبيل الدفاع عن الحرية.
سكوت جيلمور – ماكلينز
التقرير