دعا الشيخ «صالح بن فوزان الفوزان» عضو هيئة كِبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء، العلماء وأساتذة الجامعات إلى الاجتهاد من أجل بيان ضلال أصحاب الأفكار المنحرفة الذين يغررون بالشباب وبيان الحق، وألا يتواكل بعضهم على بعض، فيحدث الخلل ونحن مكتوفو الأيدي، مؤكداً أن الوقت هو وقت الحاجة والملاذ لمكافحة هذا الشر الواعد.
وقال «الفوزان»: «إذا اشتدت الفتن فإن على العلماء والخطباء وأساتذة الجامعات وعلى كل من لديه بصيرة ونصيحة أن يجتهد فيها؛ لأن هذا وقت الحاجة وقت الملاذ، وألا نسكت عن بيان الحق أو يوكل إلى الآخرين، ثم يحصل التواكل والخلل ونحن مكتوفو الأيدي، ونحن لا نبين ولا نوجه»، مشيراً إلى أن «الشباب إذا تركوا أخذهم دعاة الضلال للأماكن والاستراحات الخالية البعيدة عن الأنظار للتغرير بهم، فيجب أن يؤخذ الحيطة والحذر من هذه الفرق الضالة»، بحسب تعبيره.
وشدد خلال حديثه في برنامج «الإفتاء» في القناة السعودية على أهمية لزوم الجماعة والسمع والطاعة، وأنه« لا نجاة إلا بلزوم جماعة المسلمين، وإمام المسلمين في ضوء الكتاب والسنة»، وأن على الراسخين في العلم تبيين الطريق الصحيح للناس، والتوضيح لهم.
وحذر الفوزان من الفرق والجماعات التكفيرية، داعياً الشباب إلى أن يتعلموا في المساجد والدراسة النظامية، فإن فيها التوجيه السليم، منوهاً إلى أنه لا مجال لهم للانفاكك من دعاة الضلال إلا بالعلم النافع، ودراسة المقرارات الشرعية لمعرفة الحق من الضلال.
ولم يفته ذكر دور خطباء المساجد في توجيه المسلمين، قائلاً: «خطبة الجمعة لها أهمية في التوجيه إلى ما يحتاج إليه الحاضرون من التوجيهات والتنبيهات، وكذلك المساجد صلاتهم جماعة على الاجتماع وعدم الخلاف وعدم الانصياع إلى المضللين، فإن الجماعة فيها عصمة من شياطين الإنس والجن».
وطالب الفوزان العلماء بمساعدة ولي الأمر في مكافحة هذا الشر، معتبراً كلامه عن خطر هذه الفرق نابعا من تجربة وخبرة، وأنه يجب أن نقتدي به ونساعده في هذا الأمر، ونكافح دعاة الضلال ونرد على دعاة الشبهات، ونبينه، وأن هذا دور العلماء خاصة في الشدة والفتن، وقال: «ما أحوجنا لذلك في هذا الوقت إلى بيان العلماء، وتوجيه كل في منصبه المعلم والقاضي الخطيب والدعاة، كلهم جنود للحق».