عربي وإسرائيلي وأمريكي، يجتمعون في موقع سري تابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي في جنوب لبنان، يحتسون الخمر معًا، ويدخنون الحشيش، لتنشأ بينهم علاقة صداقة وطيدة، هذه هي قصة الفيلم التطبيعي الجديد Bordering on Bad Behavior” والذي يعرف اختصارا بـ”BOBB”، ويعني بالعربية “التغلب على السلوك السيئ”.
الفيلم للسيناريست زيجي درويش، 36 عامًا، أسترالي من أصل عربي يقيم في دبي منذ 8 سنوات هو وزوجته يولا ريدان، والتي ساعدته في فكرة الفيلم وإنتاجه، بالاشتراك مع الممثل الإسرائيلي “عوزي زهافي” والأمريكي “توم سيزمور” بطل فيلم “إنقاذ الجندي رايان” و”قتلة بالفطرة”، وكذلك الممثل الأسترالي “برنارد كوري” الذي لمع في مسلسلات “الجيران” و”القريب البعيد”، الفيلم للمخرج الجنوب إفريقي “جاك مولدر” الفائز بجائزة لجنة أبو ظبي للأفلام.
ويلعب الإسرائيلي “زهافي” دور “آري” جندي في جيش الاحتلال يكره العرب، يعمل في موقع سري تابع لوزارة الدفاع الإسرائيلية في جنوب لبنان، وبصحبته “بوب” ضابط أمريكي، أرسل لتصليح منظومة الاتصالات.
وينضم لهما بالخطأ “باز” مواطن أسترالي من أصل لبناني، جاء في زيارة لبلده، لكنه ضل الطريق ليصل بالصدفة للموقع الذي بدأ وكأنه منزل عادي بالقرية.
يدخل “باز” المكان، ليُغْلَق الباب المصفح بعد ذلك بشكل أوتوماتيكي على الثلاثة لمدة 6 ساعات، هكذا وجد الإسرائيلي والأمريكي والعربي أنفسهم عالقين جنبًا إلى جنب، ليتناولوا الويسكي والحشيش، كطريقة رأوا أنها تساعدهم على البقاء دون أن يقتل أحدهم الآخر.
صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية أجرت حديثًا مع درويش من منزله في دبي، حيث قال إنه نشأ في حي يهودي أرثوذوكسي في ملبورن، وأن شخصية “باز” مستوحاة من تجربته الشخصية في مواجهة العنصرية، لافتًا إلى أنه لم يواجه العنصرية أبدًا من جيرانه وسكانه اليهود.
درويش زار إسرائيل والضفة الغربية كسائح، وقال إنه تفاجأ من حالة “التعايش” بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي لا يعكسها الخطاب الإعلامي.
وأضاف أن الطرفين يريدان السلام، والعمل وكسب المال، وإرسال أولادهم للمدارس، مشيرًا إلى أنه “يمكن الحديث طوال الوقت عن الأرض وإلى من تنتمي، أو نتائج الاحتلال، ومن المخطئ ومن الصواب، لكن ذلك لن يؤدي إلى شيء من وجهة نظره.
ورغم انتقاده للجرائم التي ارتكبتها إسرائيل خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة، وقتل مئات المدنيين الأبرياء، هاجم درويش حركة المقاومة الإسلامية حماس، قائلاً: ”لن أؤيد أبدًا جماعة متطرفة تقمع حرية التعبير، هدفها قتل الجميع – إسرائيليين وعرب”.
وتابع: ”أنا على يقين أن الفلسطينيين اختاروا النظام الخطأ بسبب يأسهم. إنه نظام يعتقد بضرورة تجاهل المواطنين واستخدامهم لتبرير أهدافه”.
درويش أخبر “يديعوت” أنه: ”صنع الفيلم كي يظهر للعالم العربي أن معظم الإسرائيليين واليهود أناس جيدون، وأيضًا كي أظهر لليهود أن العرب في معظم الأحوال جيدون. أردت أن يأتي الفيلم بكل الأطراف حول المائدة، إذا ما وضعت 3 أعداء في غرفة واحدة، فهناك احتمالان: الأول أن يموت شخص ما، والثاني أن يجدوا طريقًا للمصالحة”.
السيناريست والمنتج من أصل عربي، اعترف أن هذا الفيلم سيغضب الكثيرون، سواء في الدول العربية أو إسرائيل، مضيفًا: ”أدعو الله أن يحظى الفيلم بالعرض في العالم العربي. أعلم أن الدول العربية تقاطع إسرائيل، لكن لا يجب عليها منع فيلم كهذا يدفع الحوار بين الجانبين”.