بعد نحو 10 سنوات فى المحاكم، ونحو 30 عاما على الجريمة، أيدت المحكمة العليا فى إسرائيل، صباح اليوم، الحكم الصادر بالسجن 12 عاما على رجل اتهم باغتصاب ابنته الطفلة.
ورغم أن جرائم كهذه ليست بالغريبة فى إسرائيل، لكن المثير أن ما تسبب فى سجن الأب الذى يدعى “شموئيل” هو حلم رأته ابنته ” فيرد” وهى فى سن 22 عاما، وذكرها بالأعمال المروعة التى ارتكبها والدها بحقها عندما كانت طفلة لم يتجاوز عمرها 3 سنوات.
بحسب صحيفة “معاريف” قررت الابنة بعد 3 سنوات من هذا الحلم، وتحديدا عام 2002، التقدم بشكوى رسمية ضد الأب الذى يبلغ عمره الآن 75 عاما، لافتة إلى أن والديها انفصلا بعد ذلك.
وجاء فى منطوق الحكم أن شهادات الأم والأخت، إضافة إلى أبناء آخرين من العائلة، أيدت رواية المجنى عليها، واتضح من تقرير الخبراء أن هناك أعراضا مختلفة تم تشخيصها لدى الضحية، وأكدت تعرضها لجريمة زنا محارم لفترات طويلة.
الخبراء أوضحوا أن هناك أسبابا نفسية أدت إلى كبت تلك الذكريات، وأن كشف الحلم لذكريات مكبوتة من الماضى أمر متعارف عليه فى علم النفس.
كما جاء فى منطوق الحكم: “استغل المتهم براءة ابنته، وسحق طفولتها وصباها، وتسبب لها فى جراح نفسية لا يمكن محوها، نتمنى أن يمثل الحكم عزاء لنفس الضحية الجريحة”.
وبحسب لائحة الاتهام اعترفت الفتاة أن والدها بدأ فى اغتصابها وممارسة العنف الجسدى واللفظى ضدها، عندما كان عمرها 3 أعوام حتى 11 عاما، وتحديدا حتى بداية الدورة الشهرية، التى بدأت تأتيها عدة مرات فى الأسبوع الواحد، نظرا لما تعانيه من أعراض نفسية.
وتركت” فيرد” المدرسة فى المرحلة الإعدادية نظرا لسوء حالتها النفسية وتعرضها لمشاكل جسدية، ما استدعى عرضها على طبيب نفسى.
عندما بلغت 22 عاما سافرت لنيويورك وعملت كفتاة ليل، وخلال إقامتها هناك رأت فى الحلم أنها تقيم علاقة جنسية مع والدها، الأمر الذى أعاد إليها الذكريات المكبوتة.
فى البداية أنكرت الأم روايتها، لكن بعد ذلك أيدتها وانفصلت عن زوجها، واعترفت الأم فى التحقيقات أن “شموئيل” اعتدى على “فيرد” جنسيا فى الماضى، وكذلك على شقيقاتها، كما اعترف أقارب آخرون أن تصرفات الأب كانت غريبة.
تم الاستعانة بخبراء فى مجال الذاكرة المؤلمة والصدمات الجنسية، وكذلك خبراء فى المجال النفسى المعرفى والسريرى.