قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس رفض “هدية السيسي”، بمنحه أراض في سيناء لإقامة دولة فلسطينية مقابل تقديم تنازلات لإسرائيل، وهي الرواية التي نفتها القاهرة ورام الله.
وتحت عنوان “هدية السيسي”، قالت الصحيفة إن شيئا فوق العادة قد حدث، وأضافت: ” في 31 أغسطس، أخبر رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أحد أعضاء حركة فتح إن مصر عرضت منح السلطة الفلسطينية 1600 كم مربع من أراضي سيناء المتاخمة لغزة، بما يماثل خمس أضعاف مساحة قطاع غزة..بل أن مصر عرضت حتى إقامة اللاجئين الفلسطينيين في ذلك الامتداد من القطاع”.وتابعت: ” ثم أخبر عباس أتباعه في فتح أنه رفض العرض المصري”.
ومضت تقول: ”قامت إذاعة الجيش الإسرائيلي الاثنين بتأكيد الخبر..حيث قالت أن السيسي عرض أن يؤسس الفلسطينيون دولتهم في ذلك الامتداد المصري من قطاع غزة، مع قبول حكم ذاتي محدود على أجزاء من يهودا والسامرة..مقابل تخلي الفلسطينيين عن مطالبات تقلص إسرائيل إلى حدود ما قبل حرب 67، والتنازل عن المطالبة بالقدس، أو المطالبة بالانسحاب الإسرائيلي من المستوطنات الإسرائيلية في يهودا والسامرة”.
وتابعت: ” حجة السيسي أن أرض مصر التي يعرضها في سيناء ستكون بمثابة أكثر من تعويض للأرض التي سيتنازل عنها عباس”.
وأردفت: ” في خطابه لأعضاء من حركة فتح قال عباس: ” إنهم (المصريون) مستعدون لاستقبال كل اللاجئين الفلسطينيين..لكن من غير المنطقي حل المشكلة على حساب مصر”.
وواصلت جيروزاليم بوست: ” بكلمات أخرى، عرض السيسي على عباس طريقا لإنهاء معاناة الفلسطينيين، ومنحهم الاستقلال السياسي، لكن عباس أجابه: ” لا، انس الدولة..اتركهم يعانون”.
ومضت تقول: ”أجيال من القيادات والاستراتيجيين الإسرائيليين،أصروا على أن إسرائيل ليست لديها القدرة بذاتها على تلبية طلبات الفلسطينيين، دون توقيع شهادة وفاتها، لكن يجب يجب ضلوع جارتي إسرائيل مصر والأردن في حل المشكلة”.
واستطردت: ”حتى وقت تقديم السيسي لاقتراحه، لم يقم أي قائد عربي حقيقة بفعل ما ينبغي فعله…لذا ما الذي يدفعه لذلك؟ كيف يمكن أن نفسر ذلك التحول الدرامي؟..عرض السيسي للفلسطينيين مساحة كبيرة في سيناء، لا ينبع بدافع الإيثار..لكن بدافع الضرورة. من وجهة نظر الرئيس المصري، وكذلك من وجهة نظر حلفائه السنيين في السعودية والإمارات، فإن الحملة الفلسطينية ضد إسرائيل تتسم بالخطورة”.
وأردفت: ” في مواجهة إيران المسلحة نوويا، وفي ظل صعود لقوى جهادية مثل القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية، وكذلك الإخوان المسلمين، لم تعد القوى السنية غير الجهادية تعتقد أن إطالة أمد الجهاد الفلسطيني ضد إسرائيل في مصلحتهم”.
ومضت تقول: ” مصر والأردن عانت من جهاد الفلسطينيين، حيث نفذت حماس هجمات في مصر، وكذلك دمرت حركة الجهاد الإسلامي كلا من لبنان والأردن..مصر والسعودية تنظران إلى إسرائيل باعتبارها حليفا حيويا في جهادهما ضد الجهاديين السنة، وكفاحهما ضد طموحات إيران في الهيمنة..إنهم يعلمون أن أفعال إسرائيل ضد الجهاديين السنة والشيعة، حماس وحزب الله وإيران تخدم مصالح السنة غير الجهاديين”.
واستطردت الصحيفة الإسرائيلية: ” لقد أدركت مصر والسعودية بعد الصراع الأخير في غزة إن الحملة الفلسطينية ضد إسرائيل تقوي شوكة أعداءهما الجهاديين، مثل حماس..لذا فإن عرض السيسي هو محاولة لأخذ القضية الفلسطينية بعيدا عن الجهاديين الفلسطينيين”.
وكان الرئيس السيسي قد نفى أمس الاثنين صحة التقارير التي ترددت حول عرضه أراض مصرية لإقامة دولة فلسطينية، وكذلك بادرت السلطة الفلسطينية بنفي الأنباء.