قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” المدافعة عن حقوق الإنسان الاثنين إن جنود قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الإفريقي في الصومال يغتصبون النساء اللاتي يفدن إلى قواعدهم طلبا للعلاج وإنهم يدفعون المال ليمارسوا الجنس مع فتيات صغيرات.
ووثقت المنظمة عشر حالات اغتصاب واعتداء جنسي من بينها اغتصاب طفلة عمرها 12 عاما من جانب جنود قوات حفظ السلام الإفريقية (أميسوم) عامي 2013 و2014.
وأبلغت امرأة عرفت نفسها باسم أيانا منظمة “هيومن رايتس ووتش” أنها تعرضت لاغتصاب جماعي تحت تهديد السلاح من جانب ستة من جنوب بوروندي حين لجأت الى عيادتهم الخارجية لعلاج طفلها المريض.
وتعرضت امرأة صومالية لإصابة شديدة عندما وقعت مع ثلاث نساء أخريات ضحية للاغتصاب في الوقت ذاته. وقالت إحدى هؤلاء النسوة لـ”هيومن رايتس ووتش” إن “المرأة المصابة لم تكن تقوى على السير وحملناها إلى البيت”.
وأضافت أن الجنود ألقوا على النساء لدى مغادرتهن القاعدة قطعا من الحلوى وخمسة دولارات.
وفي نهاية 2013، توجهت قمر آر. (15 عاما) إلى قاعدة القوة البوروندية للبحث عن أدوية. وقال لها مترجم صومالي أن تتبع جنديين بورنديين اغتصبها أحدهما وأعطاها الآخر 10 دولارات، كما روت.
وقام جنود بتقديم المال أو الطعام لنساء اغتصبوهن للتو لكي يظهر الاعتداء، كما يبدو، وكأنه مقابل عمل جنسي أو لعدم تشجيع النساء على التقدم بشكوى، حسب تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش.
وفي أيار/مايو 2013، روت كاسا دي. (19 عاما) العاجزة عن شراء طعامها، أنها قدمت لمترجم صومالي في قاعدة أوغندية تابعة للقوة الإفريقية وقدمها بنفسه إلى جندي. وأعطاها هذا الأخير 10 دولارات بعد أن مارس معها علاقة جنسية.
وقالت لمنظمة هيومن رايتس ووتش إنها في البداية “أرادت الفرار، لكني كنت أعرف أن ما دفعني إلى هنا سيعيدني: وهو الجوع”. وأضافت أنها تقيم علاقات جنسية بمقابل مادي مع هذا الجندي منذ ستة أشهر.
وأجرت هيومن رايتس ووتش أيضا مقابلات مع 14 من النساء والفتيات النازحات اللاتي يمارسن الجنس مع جنود أميسوم مقابل خمسة دولارات في اليوم.
وقالت ليتيتا بيدار التي كانت ضمن من أعدوا التقرير “الصادم في هذه القضية هي الاستخدام المباشر للمساعدات الإنسانية لإغواء هؤلاء النسوة”. وقالت “إنهن نساء نازحات جئن لطلب المساعدة الطبية”.
وذكرت المنظمة أن معظم الحوادث وقعت في قواعد أميسوم في العاصمة الصومالية مقديشو حيث تأتي النساء طلبا للعلاج أو تسول الطعام.