ثلاثة أيام تفصلنا عن حفل الفنانة العالمية «ليدي غاغا» في دبي، وبقدر الحدث الكبير في رأي البعض بقدر ما حققه هاشتاج «#LadyGagaDubai» من تقدم على بقية الهاشتاجات وأعلى نسبة متابعة خلال اليومين الماضيين، إذ قدرت نسبة متابعة الوسم بنحو ألف مغرداً حتى كتابة هذه السطور.
وتعد مغنية البوب الأمريكية هي الأكثر إثارة للجدل، بداية من ارتدائها لفستان مصنوع من اللحم، ونشر صور عارية على الإنترنت، وتدنيس رموز مسيحية، وكان لها تلميحات عديدة حول ميولها الجنسية «المثلية»، إضافة إلى أخبار من نوعية «ليدي غاغا» تؤجل طرح فيديو أغنية جديدة يروج لاغتصاب المريضات»، و«كلبة ليدي غاغا ترتدي مجوهرات ثمينة»، و«غاغا: ما المشكلة في أن أمارس الجنس مع شقيقي».
وتعد الحفلة المرتقبة في «دبي»؛ هي الأولى لها في منطقة الخليج، كما أن« إسرائيل» هي محطتها الثانية بعد «دبي».
ودعت «غاغا» خلال مقطع فيديو بثه الإعلام الإماراتي، الجمهور الإماراتي إلى حضور الحفل الذي سيقام على مسرح كبير في ساحة ميدان، والتي كان يقام فيها مواسم لمسابقة الرقص بلعبة البندقية «اليولة».
الفارق بين مقطع الفيديو المشار إليه، ومقطع مماثل له، وجهته للجمهور «الإسرائيلى أنها في إعلان «دبي» كانت محتشمة إلى حد ما، فيما كانت في الإعلان الآخر «شبه عارية».
لغة الهاشتاج الإنجليزية كانت سببا في أن النسبة الأكبر من المغردين الألف هم من المقيمين في الإمارات ، باعتبار الانجليزية اللغة الثانية بعد الهندية، فيما تأتي العربية لغة ثالثة.
مغردون مرحبون كثر، ومعترضون حذرون إماراتيون وعرب أكثر، اعترضوا بلغتهم العربية
من خلال هاشتاجين جديدين هما «#امنعوا_حفل_غاغا_بدبي»، و«#الإماراتيون_لايرحبون_بغاغا».
أيضا هناك شريحة من المتحفظين، لا تلتفت الصحف فضلا عن الإذاعات وقنوات التلفزيون لعرض تحفظاتهم؛ في حين تكثف المواقع الالكترونية للصحف عبر «تويتر» حملتها المروجة للحفل ولبيع التذاكر، لاسيما الصحف الانجليزية ومنها؛ «Gulf News»، وملحقها «taploid»، وموقع «Days 7»، وغيرها من وسائل الإعلام التابعة لإمارة «دبي».
وقال موقع «جلف نيوز» على «تويتر» إن الحفل المزمع للمغنية الأمريكية «ليدي غاغا» في «دبي» في سبتمبر/أيلول الجاري سيخضع للرقابة احتراما للتقاليد الثقافية، فيما قال المدير التنفيذي للشركة المنظمة للحفل ستكون هناك بعض التعديلات في حفل «دبي»، فلا يمكن أن يقدم العرض كاملا لأن ذلك لن يسمح به.
وقال موقع «Days 7» إن «ليدي غاغا» أكثر احتشاما، وإنها تتعلم بعض المفردات العربية، كما تناقل المغردون صورة لـ«غاغا» بلباس عربي على مجلة «بازار» التي تصدر في «دبي».
ويبدو أن تلك التطمينات الصحفية لم ترق لبال المعارضين، والذين كان من أبرزهم الكاتب الليبرالي «عبدالخالق عبدالله»، أستاذ العلوم السياسية بـ«جامعة الإمارات»، الذي غرد بالإنجليزية قائلا: «ليدي غاغا ابقي بعيدة عن مدينتنا الهادئة والجميلة، أنت غير مرحب بك في الإمارات، نحن سعداء وأفضل دونك».
ثم غرد الرجل ثانية وقال: «بح صوتي يا جماعة وأنا أغرد #امنعوا_حفل_غاغا_بدبي وأقول لا أهلا ولا سهلا بها على أرض الإمارات، هل من مجيب؟ اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد».
الغريب في هذه التغريدة أن موقع «شؤون إماراتية» قال إن «د.عبد الخالق» يطلق وسم «#امنعوا_حفل_غاغا_بدبي»، وبعد ذلك يمسح التغريدة ويعيدها بعد ٢٠ دقيقة حتى لا يُعرف أنه من أطلق الوسم. في إشارة إلى القلق من إبداء أي رأي يخالف اجراء للدولة حتى لو كان مجرد حفل غنائي.
الكاتب الصحفي المصري «جمال سلطان» تندر على تصريح للشيخ «الحبيب بن علي الجفري» والمستشار الديني لولي عهد أبوظبي الشيخ «محمد بن زايد» والمقرب من السلطات في الإمارات بشكل عام وبين الحفلة المرتقبة لـ«غاغا» في «دبي» وقال في تغريدة «الجفري»: «أكثر التنطع أمام الشاشات هذه الأيام بنقد متدينين يسيئون للإسلام لكن ليدي غاغا تعظم شعائر الله في الإمارات يا شيخ علي.!!»
أما المغرد «the_kiad» فكتب: «ليدي غاغا تحتفل مع #عيال_دحلان في #الإمارات قبل حفلتها في تل أبيب».
وقال «Dahhom Perry» في تغريدة: «#LadyGagaDubai عسى الطيارة تنفجر عليها، ويطيح الكَفَر (يسقط الإطار(على فانزها(محبيها)».
وقال السويدي «Alsuwadiah1122»: «ﻻمرحبا بكم في إماراتي الغالية”».
فيما قال «عبدالرحمن أبا الخيل»: «فسوق أهل الترف مجلب للعقوبة».
أما حساب ما يسمى بـ«الدعوة السلفية» غرد بالانجليزية قائلا: «هذا النمط من الأشخاص غير مقبول في بلدنا، وأناشد المسؤولين لوقف هذا الحفل عن الحدوث».
وطالب «مانع المنصوري» بصوت للدعاة على غرار مشاركتهم في هاشتاج الخدمة الوطنية وقال: «ننتظر مشاركة دعاة الإمارات في هذا الوسم إن وجد».
وعقبت المغردة «خولة»على هاشتاج «#امنعوا_حفل_غاغا_بدبي» قائلة:” «لا حياة لمن تنادي».
مغردون علقوا كقول «خالد الحمادي»: «أمثال هذه الحفلات لها منظمين وهم عبارة عن شركات و ليست من تنظيم أجهزة الدولة»، ويغرد «مُستهتِر» ويقول: «ليدي غاغا تخطط لإقامة حفل زفافها في الفضاء الخارجي”.
أما موقع «MBC.NET» فغرد: « #ليدي_غاغا تتكلم بالعربية وتدعو جمهورها لحفلها الفني».
أما« ناصر الزعابي» فاكتفي بإيضاح تحفظه بعلامتي تعجب فقال: «#ليدي_غاغا بعد أيام في #وطني #الإمارات».
وغرد «إبراهيم آل حرم» متحفظا: «يبدو أننا فقدنا الأمل في أن يستمع أحد لصوت المواطن».
المؤيدون للحفل يرون أن الحفل فرصة لتنشيط السياحة، والعجيب أنه ذات السبب الذي استعان به الإسرائيليون بـ«غاغا» لاسيما في أعقاب الخسائر الاقتصادية التي منيت بها بفضل الحرب على «غزة».
المغردة «قرصانة» قالت: «طيب لماذا تمنعونها..حرام عليها وحلال على غيرها».
غردت «itsalrashidy» قائلة «#LadyGagaDubai»: «لازم تفتخر بنفسها لأنها راح تكون بعيدة لمسافة كيلومتر واحد فقط من بيتنا».
في حين غرد «زياد الطرابلسي» بقوله: «إذا سألتني عمن غير حياتي للافضل .. أخبرك إنها نجمة البوب ليدي غاغا».
أما «عادل» «؏@Adel » فقال: «مين شيخك المفضل؟ – ليدي غاغا..- أقصد داعية؟ – نيكي ميناج».
واعتبرت الإيرانية «نبيلة شعراني» في تغريدتها أن «حفل ليدي غاغا هو أفضل هدية لها في عيد زواجها الذي مر عليه شهر واحد».
وصاحب حساب «@eikonya» ليس لديه مشكلة مع الحفل طالما ما لبست أو صنعت أفعال غير جيدة وقال: «ياويلج إذا لبستي شي ماصخ و سويتي حركات ماصخة».
وغرد «هاشم» صاحب «gentle_man22» قائلا: «الحين افكر اني أذهب أخذ« سيلفي» صورة شخصية معها.. هي جاءت تتصور معي».
وقال «خالد العتيبي»: «المتوقع أن يستمتع جمهور غاغا بالحفل في أجواء منعشة بفضل نظام تبريد فريد ومبتكر سينعش الأجواء طول فترة الحفل بدبي».
حفل «الليدي غاغا» يشبه إلى حد كبير حفل «مادونا» في أبوظبي 2012، والذي تضمن رموز وشعارات مشبوهة وحضره قرابة 25 ألف شخص ولاقى ردود فعل عنيفة لما تضمنه الحفل من مشاهد ورموز للصليب ولعبدة الشيطان والصهيونية حتى إن موقعا معروفا بالولاء للعري والليبرالية الخليجية وفي القلب من دعاة الليبرالية السعودية مثل إيلاف كتب «حفلات مادونا في الإمارات تثير جدلًا على الإنترنت»، وأثار الحفل حينها غضب الكثير من الإماراتيين، ولكن أحدا لم يلتفت إليه فالمغرد «دختورة» قال «حنجيب جاجا متل مجبنا خواتها ريهانا ومادونا».
سلمان العنيزي
المصدر | الخليج الجديد