أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف”، في تقرير أصدرته خلال مؤتمر صحافي في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، الخميس، تحت عنوان “محجوب عن الأنظار على مرأى من الجميع”، أن “الآثار الدائمة للعنف تستمر في الكثير من الأحيان عبر الأجيال. فالأطفال الذين يتعرضون للعنف هم أكثر عرضة للبطالة والفقر والعنف حيال الآخرين”.
واعتمدت “اليونيسيف” وفق موقع “العربي الجديد” على بيانات لـ190 دولة في التقرير الذي يُوثّق العنف في الأماكن التي يجب أن تكون آمنة للأطفال، بما في ذلك مجتمعاتهم المحلية ومدارسهم ومنازلهم. وقال التقرير إن “العنف هو السبب الرئيسي لحالات الوفاة بين الأطفال”، مضيفاً أنه “خلال العام 2012، تعرض 94 ألف طفل من أصل 100 ألف طفل للعنف بمستويات مختلفة. وفي حين تصدرت أميركا اللاتينية وجزر الكاريبي القائمة بحوالي 25 ألف طفل من أصل 100 ألف، احتل شرق وشمال إفريقيا المرتبة الثالثة من خلال تعرض 15 ألف طفل للعنف، والشرق الأوسط المرتبة الخامسة مع تعرض 3 آلاف و700 طفل للعنف”.
وتابع التقرير أنه “غالباً ما يمارس العنف داخل البيت. ويتعرض 8 من كل 10 أطفال للعنف في البيت”. وفي هذا الإطار، تحتل 7 دول عربية الصدارة وهي اليمن ومصر وتونس وموريتانيا وفلسطين والعراق والجزائر. ولفت التقرير إلى أن “العدوانية بين المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 عاماً مرتفعة حتى في الدول الغنية اقتصادياً، على غرار ليتوانيا والنمسا وبلجيكا والبرتغال وسويسرا وروسيا”.
وأشار التقرير أيضاً إلى أن “120 مليون فتاة في العالم تعرضت للتحرش الجنسي أو الاغتصاب”. كما تناول التقرير العنف داخل الأسرة. ولفت إلى أن “الفتيات المتزوجات حديثاً أكثر عرضة للعنف، فقد تعرض أكثر من 50 في المئة من الفتيات الراشدات إلى عنف من قبل أزواجهن في الكاميرون والكونغو وزمبابوي”. ويأتي الأردن عربياً في المرتبة الأولى بنسبة 30 في المئة، تليه مصر بنسبة تفوق الـ20 في المئة.
وتابع التقرير أن “50 في المئة من الفتيات اللواتي يتعرضن للعنف لا يتحدثن عنه، أو يحاولن الحصول على مساعدة”. ويعيش الضحايا تحت الضغط النفسي والخجل، عدا النقص في المؤسسات التي تعمل على إنهاء العنف.
واللافت في التقرير أن نسبة عالية من النساء الأكثر عرضة للعنف، يرضخن للعادات والتقاليد، ويعتقدن أن استخدام العنف ضدهن في العائلة “أمر طبيعي”. وتحتلّ دول شرق وشمال إفريقيا والشرق الأوسط صدارة القائمة، إذ إن 50 في المئة من الفتيات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 15 و19 عاماً يعتقدن أنه يحق للزوج أو الشريك معاقبة المرأة واستخدام العنف ضدها. وفي دول عربية كتونس واليمن ومصر والمغرب ولبنان والأردن، يعتقد ما بين 20 إلى 50 في المئة من البالغين أن العنف الجسدي ضروري في التربية.
وقال التقرير إن “ملايين الأطفال في العالم، وخصوصاً ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والأقليات وغيرهم من المهمشين، هم أكثر عرضة للعنف”. وأشار إلى أن “المخاطر تزداد بين الأطفال اللاجئين والنازحين. يضاف إلى ذلك أن الأطفال الأصغر سناً هم أكثر عرضة للعنف.
كما أن “الاستغلال والإيذاء كثيراً ما يحدث من قبل أشخاص معروفين للطفل كالآباء والأمهات وغيرهم من أفراد الأسرة، ونسبة الذين يتعرضون للمساءلة تبقى قليلة جداً. ويتضمن ذلك الاعتداء والاستغلال الجنسي والعنف المسلح والإتجار بالأطفال وعمالة الأطفال وعنف العصابات وختان الأناث وزواج الأطفال”.