ذكرت صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية أن أزمة الطاقة تتفاقم في مصر نتيجة لمزيج من سوء صيانة البنية التحتية، وضعف إنتاج النفط والغاز الطبيعي، وفشل السلطات المصرية في الدفع للشركات الأجنبية, التي تشارك الدولة في إنتاج الطاقة.
وأضافت الصحيفة في تقرير لها في 5 سبتمبر أن مصر عانت خلال هذا الصيف من انقطاع التيار الكهربائي بشكل متكرر، إلا أن انقطاع “الخميس” كان الأكبر من حيث النطاق والمدة والأضرار.
وتابعت الصحيفة أن المصريين لم ينفسوا عن غضبهم إزاء ما حدث الخميس, إلا فقط عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعلى المقاهي, ونقلت تغريدة أحد مستخدمي تويتر “كم من الوقت ستستغرق الحكومة لإلقاء اللوم في انقطاع الكهرباء على جماعة الإخوان المسلمين؟”.
واستغربت “لوس أنجلوس تايمز” اكتفاء المصريين بالسخرية من “كارثة الخميس” على مواقع التواصل الاجتماعي, وعلى المقاهي, وعدم إبداء غضبهم الشديد إزاء نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي, مثلما فعلوا مع الرئيس المعزول محمد مرسي.
وشهدت مصر في وقت مبكر من صباح الخميس الموافق 4 سبتمبر انقطاعا للتيار الكهربائي تواصل إلى صباح الجمعة بعدة مناطق منها القاهرة الكبرى ومحافظات عدة في أزمة كهرباء هي الأكبر من نوعها في تاريخ البلاد.
ويعد هذا الانقطاع الأسوأ في تاريخ مصر، مما أدى إلى شلل متفاوت في المرافق الحيوية بالقاهرة ومحافظات أخرى, وأثار استياء شعبيا دفع السلطات إلى التعهد بعدم حدوث أزمة مماثلة مستقبلا.
وانقطع التيار الكهربائي في حدود السادسة من صباح الخميس في القاهرة الكبرى ومناطق أخرى. وقال صحفيان مصريان لـ”الجزيرة” إن الانقطاع شمل محافظات أخرى بينها أسيوط والفيوم. وقال ناشطون إن الانقطاع تجدد في بعض المناطق, واستمر في أخرى حتى حلول الظلام مساء الخميس.
وتسببت الأزمة في توقف حركة قطارات مترو الأنفاق في القاهرة وذلك للمرة الأولى. وامتد تأثير الأزمة إلى قطاعات حيوية مثل مياه الشرب والمخابز والمصانع, كما توقف بث قنوات تلفزيونية نتيجة انقطاع التيار عن مدينة الإنتاج الإعلامي.
كما تأثرت خدمات حيوية كخدمات المياه والمصارف بشكل متفاوت بالأزمة التي أثارت حالة من الفوضى في ساعات الذروة. وشملت الأزمة أيضا ما يقرب من ألفي محطة للاتصالات لشركات بينها “فودافون” و”موبينيل”.
وعزت وزارة الكهرباء الأزمة إلى عطل فني في خط إمدادات غرب القاهرة أثناء عمليات صيانة, وقال وزير الصحة عادل عدوي إن 90% من المؤسسات الصحية والمحاضن لم تتأثر بانقطاع الكهرباء حيث إنها مجهزة بمولدات.
وتشهد مصر بانتظام انقطاعات للتيار الكهربائي بسبب نقص الموارد المادية لشراء الوقود اللازم لتشغيل محطات الإنتاج, ووصلت مدة الانقطاع مؤخرا حتى ثماني ساعات في بعض المناطق.
وتواصلت أزمة الكهرباء رغم تلقي السلطات المصرية قبل وبعد انتخابات الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي كميات من الوقود بمليارات الدولارات من دول خليجية في مقدمتها الإمارات والسعودية. وأعلنت الإمارات قبل أيام أنها ستزود مصر بمشتقات نفطية بقيمة تقارب تسعة مليارات دولار.
وعانت بعض البنوك في القاهرة الخميس من مشكلات انقطاع الكهرباء مع بداية طرح شهادات استثمار قناة السويس أمام المصريين.
بيد أن انقطاع الكهرباء عن العاصمة لم يؤثر في العمل بالبورصة المصرية، إذ قال رئيسها محمد عمران في تصريح لوكالة “رويترز” إن العمل يسير بشكل طبيعي فيها، “ولدينا استعدادات خاصة لمواصلة العمل في حالة انقطاع الكهرباء”.
وقال وزير الكهرباء المصري محمد شاكر إن العطل الفني في الكهرباء نتج عن أعمال صيانة على الشبكة، مضيفا أنه جرى إعادة 75% من الأحمال التي كانت قد فقدتها الشبكة القومية للكهرباء جراء العطل الفني الذي وصفه بأنه “غير مسبوق” منذ تسعينيات القرن الماضي.