وطن – على الرغم أن نسبة الانتحار لا تشكل ذلك الخطر الكبير على المجتمع السعودي؛ إلا أن المملكة العربية السعودية تعد أحد الدول التي تسجل زيادة في حالات الانتحار عاما بعد عام، فتشير إحصائيات وزارة الصحة إلى زيادة في عدد المنتحرين مقارنة بالأعوام الماضية، خصوصا بين النساء اللاتي تشكلن ربع نسبة المنتحرين الذكور في السعودية.
وجاءات هذه الأنباء بعد اقدام طالبة جامعية سعودية، بقرية الركوبة التابعة لمحافظة صامطة، الخميس، إنهاء حياتها بشنق نفسها بسلك داخل دورة مياه منزلهم، وعندما اكتشفت أسرتها ما قامت به حاولوا إنقذاها ولكن دون جدوى.
وباشرت شرطة المحافظة بالتحقيق في الحادثة ورفع البصمات وتم نقل الجثة إلى ثلاجة الموتى لحين إنهاء التحقيقات.
إحصائيات عالمية
وتقول منظمة الصحة العالمية إن 86% من حالات الانتحار تكون غالبا في البلدان منخفضة الدخل، إضافة إلى قلة الخدمات التي تقدمها مثل هذه الدول للحالات الناجية، ففي الدول المتقدمة يخضع الفرد إلى حالات علاج نفسي مكثف، بينما في الدول منخفضة أو متوسطة الدخل فيتم إخراج المرضى بعد معالجة جروحهم دون إحالتهم إلى خدمات الرعاية النفسية، وهذا قد يكون سببا في تكرار المحاولات لاحقا.
وتؤكد هيفاء صدوق المستشارة الأسرية والكاتبة الإعلامية إلى أن أسباب الانتحار الخاصة يمكن حصرها في عدم تقدير قيمة الإنسان وكرامته، وذلك بالتلفظ عليه وإهانته وتحقيره، وسلب حريته في التعبير والإفصاح عن ماذا يريد، وعدم قدرته على اتخاذ القرار الذي يخصه، وتهميش دوره وسط بيئته الصغيرة أو مجتمعه الكبير: “للأسف كثير ما تنشأ الفجوة بين الآباء والأمهات وبين الأبناء لأنهم يجهلون كيفية التواصل مع أبنائهم، عن طريق الحب والاحترام و التقدير والاهتمام، فنجد البعض يتهجمون على أبنائهم بالتهكم والسخرية، أو استخدام السلطة بطريقة خاطئة”.