حذرت مجلة “فوربس” الأميركية، في تقرير لها نشر الثلاثاء، من الممارسات القمعية التي يلجأ إليها النظام الحالي ضد معارضيه في مصر، مؤكدة أنه لا استقرار في مصر في ضوء القمع.
وذكرت المجلة أن “الاستبداد الحالي في مصر تمنّاه الرئيس المخلوع حسني مبارك”، معتبرة أن “الثورة في مصر تلاشت بعد قيام الجيش بإعادة بناء الهيكل القمعي”.
وأضافت أن “الجيش المصري مكّن قائده عبد الفتاح السيسي من الوصول إلى الرئاسة، ليسير على خطى جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك، معتبرة أنه سهّل قبل ذلك عملية الإطاحة بمبارك، لمجرد أن الأخير خطط لتحويل مصر من الحكم العسكري إلى نظام الأسرة الحاكمة”.
ونقلت المجلة عن أحد الدبلوماسيين الأميركيين قوله، إن “نظام السيسي ضعيف”، مشيراً إلى أن “مظاهر الارتباك والازدحام والفوضى تعم القاهرة، ولا يشعر الزائر بالأمن إلا بالقرب من المواقع الحساسة مثل وزارة الداخلية”.
ولفتت، إلى أن “الرأسماليين الذين استفادوا في عهد مبارك، تلاعبوا بالأسواق في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، مما أدى إلى تفاقم المصاعب الاقتصادية. واستغل الجيش المظاهرات لتبرير استيلائه على السلطة”.
ونقلت “فوربس”، عن مدير “الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان” جمال عيد، قوله “إنه عصر تكميم الأفواه، وتكريس الصمت. أمامك خياران، إما تأييد الجيش أو السجن”.
ونقلت المجلة، عن رئيس مركز “القاهرة لدراسات حقوق الإنسان” بهي الدين حسن، قوله “إن سيطرة الجيش الآن أفظع من سيطرته في النظام القديم”. وتضيف “أعاد الجيش على وجه السرعة إنشاء الدولة العميقة في مصر، وتولى السيسي المسؤولية بدلاً من مبارك، وعينت الحكومة محافظين من الجيش، وأحيت الشرطة السرية وأجهزة المخابرات، وفرضت قيوداً صارمة على المعارضة، وحاكمت المتظاهرين أمام محاكم عسكرية، واعتقلت نحو 22 ألف شخص، وتعرض كثير منهم للتعذيب وأجريت محاكمات جماعية دون أدلة، وحكم على مئات المتظاهرين بالإعدام في وقت واحد، وعلى مراهقات بالسجن لفترات طويلة، لتنظيمهم احتجاجات سلمية، وفرض النظام برنامجاً شاملاً لمراقبة وسائل الإعلام الاجتماعية”.
ونقلت “فوربس”، عن أحد المنظمين لحرية الصحافة في القاهرة، قوله “قُتل 10 صحافيين، وأطلق النار على العشرات منهم، وجرح أكثر من 100 تعرضوا للاعتداء، واعتُقل عشرات آخرين، وطُرد بعضهم، ومنهم مذيعة شهيرة بعد تلميحها بأن ما حدث في مصر انقلاب واعتراضها على أوضاع الصحافيين بشكل علني. واعتبرت أن هذا الوقت أسوأ من أي وقت مضى بالنسبة للصحافيين. ورأى مراسل آخر أن الصحافة أصبحت جريمة”. وأكد التقرير، أن “القمع لن يحقق الاستقرار”.
وذكرت، أن “مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية، دانيال بنيامين، أكد أن قمع الإسلاميين في مصر هو مرحلة أساسية في ظهور الفكر الجهادي المعاصر”. ورجّحت المجلة تكرار هذه التجربة، مشيرة إلى ارتفاع وتيرة الهجمات الإرهابية في العراق وسورية، محذّرة من تحوّل الكثير من الشباب إلى التطرّف، باعتباره السبيل الوحيد أمامهم لتحدي نظام يمنع المعارضة السلمية بشكل متزايد.
ورأت “فوربس” أن “الولايات المتحدة لن تستطيع تغيير الأحداث في القاهرة”. ولفتت إلى أن “إدارة أوباما ارتكبت خطأً كبيراً بتأييدها مبارك، على الرغم من الاحتجاجات الشعبية، ودعمها لمرسي بعد انتخابه، ثم معارضة الانقلاب في البداية، وقبوله بعد ذلك، ومباركة خطط النظام العسكري”.
وختمت المجلة تقريرها، بالقول “يجب على الإدارة الأميركية التوقف عن استخدام المساعدات الخارجية لرشوة قادة الجيش في مصر، ولا ينبغي على الأميركيين أن يدفعوا مقابل حفظ السلام، أو لأي شيء آخر، وسيبقى نفوذ واشنطن محدوداً، وسيفعل نظام السيسي كل ما يرى أنه ضروري للاحتفاظ بالسلطة، ويبدو أن مصر سينتهي بها المطاف لتصبح بلا حرية أو استقرار”.