علقت صحيفة “يديعوت أحرونوت” على تأجيل عرض برنامج “الراقصة” الذي تقدمه الفنانة دينا على قناة القاهرة والناس، بالقول إن مصر تضيق على “حرية الرقص”، وأن مصير “الراقصة” قد يكون كمصير “البرنامج” الذي كان يقدمه الإعلامي الساخر باسم يوسف، حيث اضطر إلى ترك الشاشة بعد شهور من التنقل بين القنوات لانتقاده النظام المصري.
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية: “مع التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، عادت وسائل الإعلام في مصر للانشغال بالمسائل الهامة فعليًا- البرنامج الواقعي” الراقصة، وهو مسابقة لاكتشاف المواهب في الرقص الشرقي”.
وتابعت: “في دولة، ظهر في معظم الأفلام التي خرجت من جعبتها الكثير من الراقصات، ثارت النفوس حول البرنامج الواقعي بدعوى أنه استفزازي. هناك أيضا من وصفه بأنه هجوم بربري على الإسلام”.
حتى قبل أن تعرض الحلقة الأولى من البرنامج المثير للجدل، أثارت إعلاناته موجة من ردود الأفعال الغاضبة في بلاد النيل- بحسب “يديعوت”- حيث اعتبر المعارضون أن “الراقصة” يعد انحرافًا حادًا عن عادات وتقاليد المجتمع المصري، المسلم والمسيحي على حد سواء.
وقال “روعي كايس” محرر الشئون العربية بالصحيفة إن وتيرة النقد قد ارتفعت بتقديم دعوى قضائية ضد الراقصة الشهيرة دينا ومسؤولي القناة لمنع عرض البرنامج، فيما كشف مكتب النائب العام أن هناك ثلاث دعوات أخرى تقدم بها مواطنون ومحامون.
في المقابل يزعم المؤيديون لعرض “الراقصة” أن الحديث يدور عن فن وليس هناك من عار في تعليم الرقص أو ممارسته.
وأضاف “كايس”: لم تنجح الدعوى في منع عرض الحلقة الأولى، ولم تتأخر الردود على البرنامج الذي تضمن عرض الراقصات المشاركات. حتى في أهم مؤسسة دينية في مصر والعالم السني” الأزهر”، أدلوا بدلوهم. حيث خرج عدد من رجال الأزهر أمس الأول (الاثنين) ووصفوا ذلك بـ” الحرب على القيم والتقاليد”.
كذلك قال المحرر الإسرائيلي إن هناك نوع آخر من الذين انتقدوا البرنامج من الناحية الفنية وقالوا إن “دينا” رئيس طاقم الحكام تتعامل مع المتنافسات بمنتهى الغيرة ولا تمنح فرص كافية للراقصات لإبداء مهاراتهن.
لم يمضِ يوم واحد على عرض الحلقة الأولى حتى خرج مجلس إدارة القناة معلنا تأجيل عرض الحلقة الثانية، التي كان من المفترض بثها أيضا هذا الأسبوع، دون تحديد موعد آخر لعرضها.
وقال”كايس” رغم أن السبب المعلن للتأجيل والذي أشارت إليه إدارة القناة هو الحداد على مقتل 11 من الجنود والضباط المصريين برفح شمال سيناء، إلا أنه من غير المعروف حتى الآن مصير البرنامج المتخصص في كشف المواهب المدفونة، على حد قوله.
“يديعوت” ختمت بالقول: “وفًقا للإعلام العربي، فإن الهدف من البرنامج- وبخلاف اكتشاف المواهب في المجال- هو أيضا تصحيح النظرة المغلوطة لهذا النوع من الرقص. بالإضافة إلى ذلك حاولت القناة التمسك بذكريات الماضي الخاصة بالرقص القديم، وأن تقدم تحية للراقصات الكبار في المجال. وتشارك في البرنامج 27 راقصة ليس فقط من الشرق الأوسط. بما في ذلك راقصات من الأرجنتين، الوﻻيات المتحدة، روسيا، أستراليا، أوكرانيا واليابان،تم قبولهن بعد أن تجاوزن سلسلة اختبارات”.