كشفت تحريات أجهزة الأمن في الجيزة، مساء الإثنين عن التفاصيل الكاملة في واقعة اغتصاب أمين شرطة بقسم إمبابة، لفتاة معاقة ذهنيا داخل القسم، وقالت التحريات إن الواقعة بدأت باشتباه أحد معاوني مباحث القسم، في شخصين، أثناء مروره بأحد شوارع منطقة إمبابة، حيث لاحظ محاولتهما اختطاف فتاة مصابة بالعته المنغولي داخل “توك توك”، للاعتداء عليها جنسيا.
وأضافت التحريات أن الضابط والقوة المرافقة له وعامل، تمكنوا من إنقاذ الفتاة بشارع القومية بإمبابة، وضبط المتهمين، خالد “سائق توك توك”، وعبدالله “عاطل”، بمحاولة اختطاف الفتاة، وتمكنوا من تحريرها، واقتادوهما والفتاة إلى ديوان قسم شرطة إمبابة لتحرير محضر بالواقعة، وأمرت النيابة العامة بحبس المتهمين 4 أيام على ذمة التحقيقات، واحتجاز الفتاة 24 ساعة لتوقيع كشف الطب الشرعي عليها، ثم تسليمها إلى أهليتها، صباح باكر ذات اليوم، وبيان ملابسات محاولة الاعتداء عليها جنسيا بحسب ما جاء في أقوالها من اتهامات للجناة.
ودلت التحريات على أن الفتاة “ش”، مصابة بالعته المنغولي، وتم احتجازها داخل حجز السيدات برفقة محتجزتين، إلى أن حصل أمين شرطة على مفتاح الحجز من الضابط النوبتجي بالقسم المسؤول عن الحجز، وأخرج الفتاة من الحجز، بدعوى مناقشتها أمام مأمور القسم، وأضافت أن الأمين اعتدى عليها جنسيا في إحدى الطرقات القريبة من غرفة الحجز، الخالية من كاميرات المراقبة.
وقالت التحريات إن إحدى زميلات الضحية في الحجز، وتدعى آية المحبوسة احتياطيا، أفادت في محضر التحقيقات وأمام رئيس نيابة إمبابة، أنها رأت بعينها أمين الشرطة أثناء اعتدائه جنسيا على الفتاة المعاقة ذهنيا، من نافذة باب الحجز، فيما سمعت زميلتها الثانية “مروة” أصوات استغاثة مكتومة حال تواجدها في الحجز.
وأضافت التحريات أن أمين الشرطة المتهم أعاد الفتاة إلى الحجز عقب الاعتداء عليها جنسيا لدقائق، وأن زميلتي الضحية داخل الحجز، هدأتا من روعها.
ودلت التحقيقات الأولية أن الفتاة الضحية دخلت في نوبة صراخ، أثناء عرضها على النيابة في واقعة محاولة اختطافها، وأبلغت بقيام أمين شرطة داخل الحجز، بالاعتداء عليها جنسيا، فأمرت النيابة العامة بفتح تحقيق مواز للواقعة الأولى التي احتجزت بسببها داخل القسم.
وقالت التحريات إن فريق النيابة العامة، عرض 3 مرات متتالية عددا من أمناء الشرطة في القسم على الضحية، ولم تتعرف على الجاني في المرة الأولى والثانية، إلا أنها في الثالثة التي شملت المتهم”خالد”، دخلت في نوبة صراخ هستيرية وأشارت عليه.
وفجرت التحقيقات التي شملت أكثر من 15 ضابطا وفردا بالقسم، مفاجآت تباعا، حيث تبين أن الأمين المتهم اقتاد الفتاة إلى الطرقة لعلمه بعدم شمول كاميرات المراقبة لها، حيث أظهرت الكاميرا المعلقة أمام حجز السيدات دخول أمين الشرطة واقتياده المجني عليها ثم العودة بها إلى الحجز، وأضافت التحريات أنه حصل على المفتاح من الضابط النوبتجى دون سبب محدد، وأضافت التحقيقات عدم تواجد مأمور القسم بداخله، وقت حدوث الواقعة، في الواحدة والنصف صباحا، فيما ناب عنه أحد الضباط النوبتجية.
وأضافت التحقيقات الأولية أن المجني عليها تدعى “ش” تعرف اسمها كاملا، وأنها مصابة بالعته المنغولي، إلا أنها مدركة بكثير مما حولها وتستطيع التحدث والفهم، ودلت التحريات على أنها غير مقيمة بمنطقة إمبابة، وأنه غير محدد سبب تواجدها في المنطقة وقت حدوث الواقعة.
وأضافت التحريات أن النيابة العامة حجزت الفتاة في الواقعة الأولى إلى حين عرضها على الطبيب الشرعي، بعد توجيه اتهام للمضبوطين بمحاولة الاعتداء عليها، وقررت حجزها مرة أخرى لتوقيع كشف الطب الشرعي في واقعة الاعتداء عليها جنسيا، وأمرت بتشديد الحراسة عليها، وعلى زميلتيها شاهدتي الواقعة.
وتبين من التحريات الأولية أن المتهم “حسن السير والسلوك حتى اكتشاف الواقعة، وأنه عمل بالقسم لمدة بلغت 15 عاما” حسب تحريات قسم الشرطة، وأفادت المصادر أنه تم ترحيل المتهم إلى السجن العسكري بمعسكر قوات الأمن بطريق مصر إسكندرية الصحراوي، بعد قرار النيابة بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات.
ولاقت الحادثة غضب نشطاء موقع التواصل الاجتماعي وقال أحدهم: فتاة مصابة بعته منغولي تتعرض للاغتصاب مرتين في ليلة واحدة لو كانت في الغابة لما تعرضت لابد من دراسة ظاهرة التحرش من المختصين، ودور الاعلام والتليفزيون والسينما والمساجد والأزهر.