سيطرت حالة الغضب والجنون على دولة الإمارات العربية المتحدة وتحديدا ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد، بعدما خلص اجتماع خارجية مجلس التعاون الخليجي الأخير بجدة إلى إنهاء الخلافات الدبلوماسية مع وقطر، دون أن تقدم الأخيرة أي تنازلات.
وقالت مصادر إماراتية واسعة الاطلاع لموقع الجمهور “إن بن زايد اتهم السعودية بالخذلان، وحملها مسؤولية إنهاء الخلافات من دون أن تغير قطر سياساتها الخارجية وخصوصا دعمها لجماعات الإسلام السياسي”.
ونقلت المصادر عن بن زايد قوله “إن الرياض لا تختلف عن الدوحة، فكلاهما يعتنق الفكر الوهابي”.
ونقلت عنه أيضا “أن آل سعود مدينون له بالانقلاب العسكري في مصر، وإنه لولا الإمارات لما أجهضت ثورات الربيع العربي التي كادت أن تعصف بعرشي الإمارات والسعودية”.
وقال مصدر إماراتي آخر لموقع الجمهور “إن بن زايد سيعمل على مسايرة السعودية مرحليا، حتى يتسنى له تفريغ المصالحة الخليجية من مضمونها”.
وأضاف “بن زايد يرى أنه بالإمكان الاعتماد على حلفائه داخل العائلة السعودية المالكة، عوضا عن الإعلام السعودي الموالي لأبو ظبي وفي مقدمته قناة العربية، التي أعلنت موقفا واضحا ضد المصالحة مع قطر”.
وتابع “ولي عهد أبو ظبي بدأ في اليوم التالي للمصالحة تنفيذ خطة بديلة كان أعدها مسبقا، تتمثل في خوض استراتيجية سرية ضد العربية السعودية تضمن تضييق الخناق عليها عبر الاقتراب من إيران، ودعم جماعة الحوثي باليمن بمساندة الرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح ونجله الذي يعمل سفيرا لدى الإمارات”.
وقالت المصادر “إن قوات بالجيش اليمني تتبع صالح ونجله بدأت تقاتل مع الحوثيين وتمدهم بالسلاح، بدعم وتمويل مباشر من أبو ظبي”.
وأضافت “أن الأجهزة الأمنية التابعة لصالح أيضا بدأت بالعمل صراحة مع جماعة الحوثي ومدها بالمعلومات”.
وكانت السعودية قد دخلت الصراع المستمر منذ سنوات بين الحكومة اليمنية والحوثيين الشيعة، إذ ترى الرياض أن هؤلاء يشكلون خطرا حقيقيا على أمن أراضيها المجاورة لمدن يمنية لا سيما مدينة صعدة.
وكان الحوثيون خاضوا حربا مع السعودية في 2009-2010.
وقال مراسل موقع الجمهور في أبو ظبي في وقت سابق “إن المصالحة مع قطر تمت بالفعل، لكن الأمير تميم بن حمد لم يقدم أي تنازلات، لا سيما على صعيد السياسية الخارجية”.
وأضاف “أن وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل صافح نظيره القطري خالد العطية بعدما ألقى الأخير كلمة أمام وزراء خارجية مجلس التعاون، ثم تبعه باقي الوزارء لمصافحة الوزير القطري”.
وأشار إلى “أن الخوف من تنظيم داعش وجماعة الحوثيين باليمن وحد مواقف الدول الخليجية”.
ولفت إلى “أن الإمارات وتحديدا أبو ظبي لم تكن راضية عن الاتفاق”.
وذهب مصدر إماراتي آخر إلى حد القول “إن محمد بن زايد تجرع في نهاية الاجتماع طعم الهزيمة”.
واعتبر “أن ما زاد من شعور أبو ظبي بالهزيمة هو تورطها بالمستنقع الليبي، وإخفاقها المتكرر في دعم المحاولات الانقلابية على الثورة الليبية، عوضا عن تورطها بالعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي حسم لصالح المقاومة الفلسطينية”.