ذكر مراسل صحيفة نيويورك تايمز في بغداد تيم أرانغو بتاريخ 1 أيلول 2014 أن القوات الجوية الأمريكية وفرت غطاءً جوياً لمقاتلي الميليشيات الشيعية المتحالفة مع إيران نهاية هذا الاسبوع وامطرت المتمردين السنة المتطرفين بوابل من القنابل الأمر الذي مكن الميليشيات الشيعية المرتبطة بإيران من اختراق دفاعات المتطرفين السنة والوصول إلى قرية آمرلي. وأوضح المراسل أن المعركة في آمرلي شهدت وللمرة الأولى قيام طائرات أمريكية مقاتلة وميليشيات مدعومة من إيران بمواجهة عدو مشترك يتمثل بدولة العراق الاسلامية في العراق والشام. ورأت الصحيفة أنه في حال استمرار مثل هذه العمليات العسكرية فان ذلك سيكون مؤشرا على تحول هائل في موقف الولايات المتحدة من إيران. ومن شأن هذا التعاون أيضا أن يخلق تحالفا في المصالح بين الأمريكيين وعدوهم اللدود السابق من الميليشيات الشيعية التي كان رجالها قد قتلوا العديد من الجنود الأمريكيين أثناء فترة الاحتلال الأمريكي في العراق.
وفي هذا الصدد، يرى المراسل أن العرب السنة وإذا ما وجدوا بأن الولايات المتحدة قد عمدت إلى تعزيز قدرة الميليشيات الشيعية لصالح إيران فانها قد تعرقل المشاركة في الحكومة المرتقبة والتي تشكل الهدف بعيد المدى لتشكيل حكومة وحدة وطنية. لكن الصحيفة لفتت إلى أن السيناريو الأسوأ سيتجسد بالتحاق مزيد من أهل السنة إلى صفوف مقاتلي الميليشيات الاسلامية المتطرفة، وهو الأمر الذي كان ديفيد بترايوس، قائد القوات الأمريكية السابق في العراق، قد حذر منه قبل بضعة أشهر عندما قال أنه “لا يجوز أن تتحول الولايات المتحدة إلى قوة جوية للدفاع عن المقاتلين الشيعة أو إلى طرف في نزاع شيعي ضد السنة”.
أشارت الصحيفة إلى إعلان الولايات المتحدة عن عزمها على مقاتلة قوات داعش في العراق وسوريا، لافتة إلى أنه في الوقت الذي يتوافر فيه ثمة اتفاقا شبه تام في أهداف الولايات المتحدة وإيران بشأن العراق، إلاّ أن أهداف الطرفين تبقى متباينة في سوريا حيث لا يحظى نظام بشار الأسد بدعم الولايات المتحدة. خلص المراسل إلى القول بأن إيران تبقى المستفيد الأكبر من التدخل الأمريكي في العراق حيث ستتمكن من القضاء على نواة دولة اسلامية سنية متطرفة تحاول الظهور على حدود دولة إيران الشيعية.