كتب صحفي هاارتس (موشيه أرينس) مبديا “حسرته” على هزيمة إسرائيل في غزة قائلا: “في لعبة البيسبول إذا لم تسجل هدفا بعد ثلاث ضربات تخرج من اللعبة، وفي القتال ضد حماس فوتت إسرائيل بالفعل الثلاث ضربات: عملية الرصاص المصبوب (2008-2009)، وعمود السحاب (2012) والآن جرف الصخر, ولأن الحرب لم تنته فيمنكنك الرهان بحياتك على أن حماس سوف تعود أقوى في المرة الرابعة وإسرائيل ستحصل على فرصة أخرى وأنها ليست سوى مسألة وقت.
وأضاف أرينس أن في العملية الأخيرة، كان يمكن لإسرائيل تحقيق انتصار كبير على أرضها، ولكن بدلا من ذلك انتزعت الحكومة الإسرائيلية الهزيمة من بين فكي النصر .. وماذا كان الثمن!
وكتب :” في مواجهه حماس – كجيش إرهابي صغير – استبعد الجيش الإسرائيلي خيار القوة الساحقة، ولكن ارتضى بحرب استنزاف، ينتظر فيها أن توافق لحماس على وقف إطلاق النار, وقد يتطلب الأمر طبيب نفسي ليفسر لنا كيف قادت الحكومة والكثير من المعلقين الإعلاميين عملية الإقناع بمثالية سياسة التردد، بعد أن أصبحوا أسرى لعدد من الشعارات الفارغة. ومنها:
“وقال أرينس أيضا إن أيام النصر والهزيمة على أرض المعركة قد انتهت” و”لا يمكنك هزيمة الإرهابيين بالقوة”, وتعليقات أخرى مثل “إذا كان مقدرا الجيش الإسرائيلي دخول غزة، فنحن لن نعرف كيف يخرج من هناك نحن نعرف فقط كيفية الدخول، لكننا لن نعرف كيفية الخروج “.
وبعملية حسابية بسيطة نجد أن قادتنا قد هربوا من ساحة المعركة: فكان بمقدور الجيش الإسرائيلي دخول قطاع غزة، وهزيمة حماس وتدمير إمكانيات صنع الحرب فيها.
وكتب صحفي هاارتس أنه بشأن هذه الفكرة، يطرح البعض نظرية محيرة تقول بأنه إذا كان بالأمكان تدمير حماس، فسوف يحل محلها شيء لا يزال أسوأ, والأفضل إبقاء حماس في مكانها. ولكن إلى أي مدى سيكون هذا البديل أسوأ، وكيف يمكن أن تصبح الأمور أسوأ، لم يوضح هذا أبدا.
ويرفض أرينس هذه النظرية بإنه إذا نفذت عملية إسرائيلية عسكرية أكبر على قطاع غزة، لن توجد الفرصة لخلق بديل أقوى , كما إنه في واقع الأمر، كانت القوي السياسية الأقليمية مؤيدة لإسرائيل بشكل خاص. حيث كانت مصر والأردن والسعودية والسلطة الفلسطينية حريصون على رؤية إسرائيل تهزم حماس. وينطبق الشيء نفسه على العديد من الدول في الغرب. وبمجرد هزيمة حماس، ستظهر ربما العديد من الدول الحريصة على المشاركة في إعادة إعمار غزة وتقديم الإغاثة للسكان هناك، وبالتالي ترفع العبأ عن الجيش الإسرائيلي. في ظل هذه الظروف، سيتمكن الجيش الإسرائيلي من مغادرة غزة بأمان.
واختتم الصحفي مقاله قائلا: “كان يمكن أن يكون ذلك بداية لحملة ناجحة ضد الإرهاب الإسلامي المتعصب الذي ينتشر فى الشرق الأوسط، والذي يهدد ليس فقط إسرائيل، ولكن أيضا العديد من الدول العربية. كان يمكن أن يكون ذلك بداية لتعاون عربي إسرائيلي في الحرب ضد الإرهاب, لا بد أن الكثيرين قد شاهدوا في فزع الجيش الإسرائيلي وهو يبدو غير قادرا على هزيمة هذا الجيش الإرهابي صغير، وأصيبوا بخيبة أمل بالتأكيد”.