أفردت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية تقريرًا موسعًا عن جونيور حفيد الفنان عمر الشريف والنجمة فاتن حمامة، المولود لأم يهودية، والذي هاجر إلى أمريكا واعترف بشذوذه الجنسي، وقالت إنه أصبح الأب الروحي للمثليين العرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن جونيور الذي يتحدث” العبرية “بطلاقة وكشف عام 2012 عن ميوله الجنسية وأعلن أنه “نصف يهودي” على اتصال دائم مع المثليين في الدول العربية الذين توجهوا له بالشكر على ما وصفوها بـ” الخطوة الجرئية” التي أقدم عليها، وما تمثله من أهمية بالنسبة لهم.
الأكثر من ذلك، كما يقول الصحفي الإسرائيلي “آيال شاجي بيزاوي” إن “عمر جونيور” تلقى رسائل من أولياء أمور شباب مثليين من مختلف الدول العربية قالوا فيها إنَّ اعترافه بميوله الجنسية قد شجعهم وجعلهم يقولون لأنفسهم” إذا كان بإمكان حفيد عمر الشريف أن يصبح مثليًا، أيضاً ابنى يستطيع”.
ولفت “بيزاوي” إلى أنَّ “جونيور” الذي تعرض للإهانة والشتائم على مواقع التواصل الاجتماعي” فيس بوك”و”تويتر” بعد أن كشف عن حقيقته الجنسية، عاد وأوضح مؤخرًا في حديث لموقع “أدفوكيت” الأمريكي الخاص بأخبار المثليين أنه لم يعد يعتبر نفسه ناشطا في مجال حقوق المثليين بالوﻻيات المتحدة الأمريكية فقط ، بل مدافعا أيضا عن حقوقهم في البلدان العربية.
وأضاف صحفي “هآرتس” أنه كان من الصعب طرح موضوع المثليين “في الدول الجارة”، التي ينظر مواطنوها إلى هذه الشريحة في أفضل الأحوال على أنهم بحاجة للعلاج، أو أنهم جزء من نمط منحط للحياة الغربية يجب التخلص منه بكل ثمن.
“هآرتس” استشهدت باستطلاع أجراه معهد “بيو” الأمريكي، كشف أن 95% من المصريين، يعتقدون أنه يتعين على المجتمع رفض المثليين وعدم الاعتراف بهم كأمر طبيعي ومقبول. كما ذَكرت باستطلاع أجري عام 2007 في لبنان الذي يعتبر مجتمعه الأكثر ليبرالية بين العرب وكشف أن 79% من اللبنانيين يرون بضرورة رفض المثلية الجنسية بكافة أشكالها.
لكن الصحفي الإسرائيلي زعم أن هذا الواقع قد تغير خلال السنوات الماضية وقال “المزيد والمزيد من المشاهير في أنحاء العالم العربي بدأوا يكشفون عن ميلوهم المثلية، وتم إصدار الكثير من المجلات الخاصة بالطائفة المثلية باللغة العربية، كما تنشط الكثير من الهيئات العاملة في مجال حقوق المثليين في العالم العربي”.
وتناولت الصحيفة قصة “جونيور” من بدايتها البعيدة حيث قصة الحب بين الجدين عمر الشريف (ميشيل ديمتري شلهوب مسيحي من أصول لبنانية) وفاتن حمامة، وقالت إن الجدة كانت متزوجة برجل يكبرها بـ 22 عام وهو المخرج عز الدين ذو الفقار وأنها كانت “ممثلة تحترم نفسها” وترفض أن يقوم أحد بتقبيلها في الأفلام، إلى أن جاء عمر الشريف في فيلم” صراع في الوادي” عام 1954 وأجبرها بوسامته على كسر تلك القواعد، كما في الأساطير.
وتابعت أن قصة حب اندلعت رحاها بين النجمين، وبعد طلاق حمامة بعام واحد من زوجها تزوجت بعمر الشريف الذي اعتنق الإسلام من أجلها- حسب وصف الصحيفة- وواصلا التمثيل سويا في الكثير من الأفلام، ليصبحا بعد ذلك الزوجين الأكثر شهرة في السينما المصرية.
صراع في الوادي
في بداية الستينيات تعرف الشريف على المخرج والمنتج البريطاني ديفيد لين، الذي اختار النجم المصري كي يلعب بطولة فيلم “لورانس العرب” عام 1962، وهو الفيلم الأول الذي قاده للعالمية، وفتح أمامه أبواب هوليوود.
انفصل عمر الشريف عن فاتن حمامة في عام 1974 بعد أن أنجب منها طارق. ولم تنقطع “فضائح وأخبار تلك الأسرة على مدى سنوات”، حيث ارتبط بقصة غرامية مع الممثلة اليهودية باربرا سترايسند التي شاركها فيلم Funny Girl.
لم تكن “سترايسند” فقط يهودية بل داعمة لإسرائيل والصهيونية. فكان نشر صور قبلات تجمعها بعمر الشريف كفيل بإشعال الغضب المصري، لاسيما وأن ذلك جاء بعد عام من هزيمة يونيو 67، ما دفع البعض للمطالبة بسحب الجنسية المصرية من النجم العالمي.
عمر الشريف مع باربرا سترايسند
مرت سنوات طويلة منذ ذلك الوقت، وسامح المصريون عمر الشريف، وتفاخروا به- بحسب “هآرتس”- لما جلبه لمصر من شرف كأشهر ممثل مصري في العالم. وخلال سنوات لاحقة عاد الشريف لمصر وشارك في عدد من الأفلام والمسلسلات الدرامية لكن” الفضائح تأبى أن تترك أسرته الصغيرة”.
فمنذ ثلاث سنوات، وبعد وقت قصير من الثورة المصرية التي قادت الإخوان المسلمين لحكم مصر، غادر الممثل المبتدئ جونيور 31 عامًا ـ حفيد الشريف وحمامة ـ القاهرة للوﻻيات المتحدة الأمريكية، ومن هناك كشف في مقال على موقع مجلة المثليين” أدفوكتيت” عن ميوله الجنسية.
“أكتب هذه المقالة وأنا في حالة خوف، خوف على بلادي، خوف على عائلتي، خوف على نفسي..سيصدم أهلي حين سيقرأون ما كتبت لأنهم يفضلون أن أبقى في الظل وأبقى صامتًا على الأقل في الفترة الراهنة”.
وتابع: “أعترف بتردد بأنني مصري ونصفي يهودي وأني مثلي جنسيًا”، متابعًا “مع انتصار العديد من الأحزاب الإسلامية في الانتخابات الأخيرة، ثمة حوار يجب أن نجريه وأن نطرح العديد من الأسئلة، وأسأل نفسي: هل أنا مرحَّب بي في مصر الجديدة؟”.
المقال فجر عاصفة من ردود الأفعال الغاضبة إعلاميًا وشعبيًا، ولم يكتفِ حفيد الشريف بذلك، بل واصل استفزازه للمصريين ونشر صورة له وهو نصف عارٍ بينما يلف علم مصر على جسده.
ظهر الجد معلنًا وقوفه إلى جانب حفيده الشاذ، ونشر تصريحًا يؤكد أنَّ اختيار الميول الجنسية حق شخصي للإنسان، مؤكدًا أنه لا عجب أيضًا في إعلان جونيور نصف يهودي كون والدته يهودية، مشيرًا إلى أنه نشأ في مونتيريال بكندا لذلك فإن القيم التي تربى عليها تختلف عن القيم والأفكار المعتادة في مصر والعالم العربي.