شنّ الإعلام اللبناني المحسوب على “حزب الله” هجوماً على رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، خالد مشعل.
واتّسمت الهجمة بسيل من الأكاذيب تارة وبالسخرية تارة أخرى، والتي تعكس النوايا الخفية لأصحابها، وتطرح تساؤلاً عن هل هذا الهجوم ضد مشعل أم من دماء شهداء أهل غزة الصامدين والذي يحسب لهم النصر في الأول والآخر. وهو ما حمل أنصار المقاومة والقضية الفلسطينية لشنّ هجوم مضاد على “الممانعين” يكشف أكاذيبهم، وهم يدعمون ذبح الشعب السوري على يد نظام بشار الأسد، والذي هو الصورة المماثلة لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وجرائم جيش حربه.
وقد علّقت صحيفة “الأخبار” اللبنانيّة، على خطاب مشعل الذي ألقاه من العاصمة القطرية الدوحة، حيث يقيم، بعد أن سدت أبواب العواصم في وجهه بعد موقفه المؤيد للثورة السورية، وهو ما أغفلته الصحيفة بالطبع. وجاء في التعليق الذي كتبه رئيس تحرير الصحيفة، إبراهيم الأمين، تحت عنوان “لا أمل من الإخوان”: إذا كان مشعل لم يرَ من إيران سوى التضامن، ولم يلمح أثراً لسورية وحزب الله في قدرات المقاومة المنتصرة في غزة، وكاد ينسى رئيس السودان (عمر حسن البشير) الذي منح المقاومين الجنسية السودانية، وفتح بلاده لإقامة مصانع عسكرية بتمويل إيراني، وترك حدوده للمقاومين ينقلون ما في حوزتهم إلى غزة عبر سيناء… فهذه هي المصيبة”.
وردّ نشطاء في “فيسبوك” على الأمين، بالقول إن خطاب مشعل يعكس مسار المقاومة الحقيقية، وهو رد اعتبار للدول التي وقفت مع أهالي غزة وساندت مقاومته، ما يعني إعادة الاعتبار لدماء الشهداء بتوجيه الشكر للذين وقفوا مع الفلسطينيين، وهو الأمر الذي تجاهلته إيران وحزب الله وحتى دمشق لمدة 20 يوماً منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة في 8 يوليو/تموز الماضي، ولم تأتِ على أي كلمة إلا عندما أحرجتها المقاومة بصمودها الأسطوري دون الحاجة لطلب العون من “ممانعة” متفرجة أو تذبح السوريين والعراقيين على حد تعبيرهم.
أما صحيفة “السفير” فانضمت إلى الجوقة وكتبت انتقاداً لمشعل. في مقال تحت عنوان “مشعل يتباهى بالنصر من الدوحة”. وجاء في الخبر: “أسهب مشعل في خطاب “النصر” الذي ألقاه من قطر في الحديث عن دلالات الانتصار الذي تحقق في غزة، خصوصاً على صعيد المواجهة التاريخية مع العدو الإسرائيلي، على المستويين السياسي والعسكري. كما حرص على توجيه التحيات يمنة وشمالاً، لقطر و”الجزيرة” وتركيا واليمن وصولاً إلى الرئيس المنصف المرزوقي في تونس، لكنه أغفل، ربما عن عمد أو سهواً، الإشارة ولو من باب الوفاء، لحاضنتي المقاومة في لبنان، و”حزب الله” تحديداً، وسورية التي كان لها ما لها من احتضان ودعم لحركة “حماس” عندما كانت تقاطعها غالبية العواصم العربية والغربية!”.
وردّ نشطاء بتذكير الإعلام اللبناني بحفلة “شكراً قطر” التي أطلقها عقب عدوان 2006، متسائلين: لماذا حلال على حزب الله وحرام على حماس؟
وفي المقلب الآخر رد مناصرو الممانعة بأنّ قناة “الأقصى”، المحسوبة على حركة “حماس”، لم تنقل خطاب مشعل، مع أنّها نقلته.
وعبّر المستخدمون عن غضبهم الشديد من عدم توجيه مشعل شكره لإيران وحزب الله. وكتبت إحدى المعلّقات على “فيسبوك”: “نكاية بقطر وخالد مشعل، شكراً إيران”.
وعلى “تويتر”، سأل النائب السابق، ناصر قنديل، “من أحقّ بالشكر، أمير قطر أم محمد ضيف؟”. وكتب أحمد: “خالد مشعل يشكر قطر وتركيا والمنصف المرزوقي و”درّة الإعلام” قناة الجزيرة! لا تعليق! شتّان بين القسّام وبين هذا الرّجل!”.
المصدر: العربي الجديد