لم توضح الاستخبارات الأمريكية أي أدلة، وهي تعترض علنًا، وبصورة لافتة سياسيًا، على الطائرات المصرية والإماراتية التي تدخلت في ليبيا وقصفت قوات ومقار معادية للواء خليفة حفتر قائد عملية “كرامة ليبيا”.
وفي تقرير نشرته صحيفة “العرب اليوم” الأردنية تحت عنوان “لماذا فضحت واشنطن سر الطائرات التي قصفت ليبيا؟”، قالت إن الإمارات صمتت على التهمة الأمريكية ولم تعلق عليها، ومصر نفت مشاركة قوات أو طائرات تابعة لها في العمليات العسكرية في ليبيا، والإدارة الأمريكية بالتوازي خصصت مساعدات مالية لتونس في إطار حربها “على الإرهاب”، وإيران تتقارب مع السعودية في الأثناء تحت عنوان التصدي لداعش في سوريا بعد العراق.
وأوضحت الصحيفة، أن الجديد الذي يعرضه المشهد هو أن واشنطن وحلفاءها العرب غير موحدين عمليًا فيما يتعلق بالمشهد الليبي، وأن الصراع داخل وفي عمق المشهد الخليجي مع قطر ينعكس على طبيعة الصراع داخل ليبيا، حيث حفتر مقرب من مصر والإمارات، وخصومه المسلحون محسوبون على قطر التي تستعيد بعض مجدها تحت لافتة التعمق في محاربة الإرهاب.
وأكدت أن التصدع الواضح في جدار حلفاء أمريكا العرب الذي كشفته تفصيلات وتفعيلات الميدان الليبي، يعكس خلافات أكثر عمقًا تطال استراتيجية واشنطن “غير المتعاونة” مع الحكم المصري الجديد، وغير الحاسمة مع قطر، كما يعكس في الوقت نفسه ولادة استراتيجية الابتعاد قليلا عن الشريك الأمريكي بالنسبة للمحور السعودي- المصري مع التقارب- ما أمكن- من الروس.
وبالتالي يصبح الفضح الأمريكي لهُوية الطائرات الغامضة التي تقصف في ليبيا ـ كما قالت الصحيفة ـ يرد في الواقع على محاولات المحور العربي الابتعاد، سياسات واشنطن المعادية للنظام الرسمي العربي منذ الربيع العربي.
ميدانيا دخلت ليبيا في حالة فوضى عارمة، ومن الواضح أن واشنطن لا تريد لها الإستقرار، ولا تريد لمعاركها الداخلية الحسم، خصوصا بعدما إتخذت قيادات بارزة في المؤتمر الليبي، من بينها أحمد جبرين، مواقف عدائية جدا تجاه مساعدة حفتر والتقارب من خصومه.