بغداد- الأناضول- أكد وزير خارجية إيران محمد جواد ظريف على أن بلاده تدعم القوات العراقية في حربها ضد الإرهاب، نافيا وجود أي جندي إيراني على الأراضي العراقية.
وقال “ظريف” في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره العراقي هوشيار زيباري من بغداد الأحد إنه “لا يوجد أي جندي إيراني على الأراضي العراقية”، مضيفا “العراق مكتفي وهو ليس بحاجة إلى وجود جنود إيرانيين على أرضه”.
ولفت “ظريف” إلى أن بلاده “تقدم الدعم للقوات العراقية في حربها ضد الإرهاب”، مضيفا بقوله “الدعم ليس بالضرورة أن يكون بتواجد جنود إيرانيين على الأراضي العراقية”.
وكانت مصادر كردية عراقية قالت في وقت سابق السبت، إن قوات إيرانية شاركت إلى جانب البيشمركة، في الهجوم على أطراف بلدة جلولاء بمحافظة ديالي شرقي العراق ضد قوات تنظيم الدولة الإسلامية.
وأضاف وزير الخارجية الإيراني، إن “مقاومة الإرهاب في العراق، مدينة للمالكي (رئيس الوزراء العراقي المنتهية ولايته) ومواقفه الحكيمة، التي فتحت بابا جديدا أمام شعوب المنطقة لمقاومة الإرهاب ومواجهته.”
وتابع أنها “فرصة مميزة في هذه الظروف التي يعيشها العراق لمواجهة الحركة المناهضة للإسلام والدين والإنسانية والسلام وأن يقف الشعب العراقي بقوة ضدها”، في إشارة لتنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مساحات ومواقع مؤثرة في سوريا والعراق مؤخرا.
واستطرد وزير الخارجية الإيراني “الحركة التي تشكل الخطر على سوريا والعراق لا تمثل أثنية محددة أو مذهب معين أو بلد معين، بل هي ضد المنطقة بأسرها وتشكل خطرا على الأمن والسلامة الدوليين”.
وقال ظريف “نحن نفتخر بمقاومة العراق بقيادة المرجعية الدينية في مواجهة حركة داعش، ونقف إلى جانب الشيعة والسنة والعرب والكرد والتركمان والمسلمين وغير المسلمين في العراق”، وتابع أن “إيران يعتبر الأمن في العراق أولوية في سياستها الخارجية والإرهاب داعش خطر على المنطقة بأكملها”.
وأضاف “ايران يدعم وحدة الأراضي العراقية وتحقيق التنمية في العراق، ويثني على الإنجازات التي حققها البلدين خاصة في شط العرب حيث تربط البلدين علاقة تاريخية ودينية ومصالح مشتركة والتعاون بين البلدين هو ليس في خدمة الإيرانيين والعراقيين وحدهم فحسب بل في خدمة جميع شعوب المنطقة”.
و”شط العرب” ممر مائي بطول 190 كم يمتد من مدينة البصرة في جنوب العراق حتى خليج العربي، ويتشكل من التقاء النهرين الفرات ودجلة في مدينة البصرة، ويقع على الحدود بين العراق وايران، ويعتبر ممراً اقتصادياً في غاية الأهمية للعراق خاصة حيث لا توجد شواطئ على البحار المفتوحة باستثناء شواطئ الخليج في جنوبي البلاد.
كما أبدى وزير الخارجية الإيراني، ارتياحا كبيرا لسير العملية السياسية في العراق، مشيرا إلى أن بلاده لا تتدخل بشؤون العراق الداخلية ومنها تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة حيدر العبادي.
وقال في المؤتمر الصحفي، “نحن نشعر بارتياح كبير لسير العملية السياسية في العراق وكذلك لاختيار العبادي لتشكيل الحكومة نحن ندعم ما انتخبه وقرره الشعب العراقي،” مشيدا “بموقف نوري المالكي في هذه العملية.” في إشارة إلى تخلي المالكي عن التمسك بمنصب رئاسة الوزراء قبل أيام لصالح حيدر العبادي المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة.
وأضاف ظريف “نحن نحترم قرار الشعب العراقي ولن نتدخل في المستقبل بخياراته وبنفس المقدار الذي دعمنا حكومة نوري المالكي نقدم الدعم للحكومة الجديدة التي سيرأسها حيدر العبادي”.
من جانبه قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري، إن “العراق طلب الدعم من خلال الاستشارة والمعلومات”، معتبرا “ذلك أمر طبيعي ويسري في جميع الدول التي تتعرض للخطر”.
وأضاف زيباري خلال المؤتمر الصحفي “نحن محظوظون لحصولنا على الدعم الدولي ونشكر إيران لتعاونها في مكافحة الإرهاب،” مشيرا إلى أنه “لا توجد أي نقص في القوات العراقية أو البيشمركة (الجيش النظامي لإقليم شمال العراق) ليطلب العراق الإمداد بالجنود”.
وفي معرض الرد على أسئلة الصحفيين: أثنى زيباري على دور “الشركات الإيرانية التي بقيت في إقليم (شمال العراق) وهي لا تزال تمارس نشاطاتها الاقتصادية وتساهم في تطوير البنية التحتية في الإقليم.
وصل وزير الخارجية الإيراني، في وقت سابق اليوم الأحد، إلى العاصمة بغداد في زيارة هي الثالثة التي يقوم بها إلى بغداد منذ توليه منصبه في آب (أغسطس) من العام الماضي.