قال الصحفي البريطاني ديفيد هيرست إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ما كان ليقدم على الحرب على غزة لو علم النتائج التي ستؤول إليها والنتائج العكسية التي أدت لتقوية الجناح العسكري لحماس والمقاومة.
وأوضح هيرست بمقالته في صحيفة “ذي هافنغنتون بوست” السبت أن نتنياهو “كان يمكنه إبقاء الوضع على ما هو عليه ويبقي حكومة الوفاق الفلسطيني بالاسم فقط، ويستمر بحرمان 50 ألفا من موظفي حماس بغزة بلا رواتب ويواصل احتواء حماس بصندوق صغير اسمه غزة، ويحرمها من التواصل مع العالم الخارجي خاصة الجانب المصري”.
ورأى أن الحرب الحالية “وحدت الفصائل الفلسطينية ولو مؤقتا، واضطرت رئيس السلطة عباس لأن ينأى بنفسه عن إدانة الصواريخ ويتجه للمطالبة بكسر الحصار، وبعيدا عن رأيه وراء الكواليس في رفض الفلسطينيين المبادرة المصرية، إلا أنه ومصر تم جرهما إلى موقف المقاومة ولم يكن عباس ليفعل غير ذلك”.
ولفت إلى أن حماس “احتلت موقعا رياديا حول طاولة منظمة التحرير بسبب حملة القصف، وصعد نجم جناحها العسكري كتائب القسام على عكس ما تمنى الإسرائيليون” مضيفا: “لم يقل أحد في غزة إن المقاتلين مختبئون في الأنفاق بينما يدفع المدنيون الثمن بل إن قيادات حماس وزوجاتهم وأبناؤهم كانوا في أوائل من قتلوا نتيجة القصف”.
وأشار إلى أن البيان السياسي الذي لم يسبق لكتائب القسام أن أصدرته من قبل، والذي طلب فيه الناطق باسمها أبو عبيدة من الوفد الفلسطيني الانسحاب من القاهرة “يدل على ما يتمتعون به من ثقة في النفس”.
وقال إن الأوروبيين والأمريكان “بذلوا جهودا لوقف الحرب، وأصدروا بيانا طالب بنزع سلاح المقاومة انسجاما مع ما تطالب به إسرائيل، إلا أنهم وصلوا إلى فهم أكثر واقعية، يفيد بأن نزع سلاح المقاومة غير قابل للتحقيق”، مشيرا إلى أنهم الآن يحاولون الانتقال إلى موقف “خلاصته الحيلولة دون إعادة التسلح، ولا أدلَّ على ذلك من أن مسودة قرار أممي أعدته الدول الأوروبية المعروفة بـ E3، وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لم ترد فيه عبارة نزع السلاح إطلاقا”.
وأشار إلى أن نتنياهو كان يريد الحصول على “صورة للنصر” في الحرب بعملية اغتيال قائد القسام محمد الضيف إلا أن هذا الاغتيال “لن يغير في الأمر شيئا فالضيف الذي بدأ نضاله برمي الحجارة انتهى الأمر به قائدا لجيش صغير، لديه ترسانته الخاصة به من الصواريخ، وسيمضي جيل آخر من الشباب الفلسطينيين على نهج الضيف”.
وأضاف أن آلاف الشباب الذين شاركوا في جنازة قادة القسام الثلاثة برفح “أقسموا على الانتقام وكلما اغتالت إسرائيل جيلا من قادة حماس يحل محلة جيل أكثر فاعلية، وترجع حماس أقوى عسكريا”.
وقال إن المقاومة “لن تجتذب الشباب الفلسطيني وحده، بل إن السنة في أرجاء العالم جذبهم هذا الأمر، وعلى إسرائيل المدعومة من السعودية والإمارات ومصر أن تأخذ الأمر على محمل الجد، والدعم المالي الذي حصلت عليه من هذه الدول بالسر فضحته الحرب وانكشف”.