“باردو بالبيكيني، والمرأة المحجبة على الشاطئ”، بهذا العنوان الذي اعتبر مهينا للإسلام وساخرا من المحجبات، أطلقت الوزيرة الفرنسية السابقة، نادين مورانو، الموالية للرئيس الأسبق نيكولا ساركوزي، موجة تسونامي من الانتقادات الغاضبة والعنيفة في الساحة الفرنسية، قادها نشطاء سياسيون وإسلاميون، اتهموا نادين باستفزاز مشاعر المسلمين.
واعتبرت عضوة حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية (UMP) ذي التوجه الليبرالي المحافظ، في تدوينة لها على صفحتها الشخصية بموقع “فيسبوك”مرفوقة بصورة للممثلة الفرنسية الشهيرة بريغيت باردو وهي بلباس المايو مستلقاة على الرمال إلى جانب صورة أخرى لسيدة محجبة جالسة في إحدى الشواطئ، (اعتبرت) أن تواجد نساء محجبات في الشواطئ العامة بفرنسا يسيء للثقافة الفرنسية “التي وجب احترامها”، لأن فرنسا تبقى “دولة علمانية وليس دينية.. وتحترم حقوق الإنسان”.
وفيما انتقد ناشطون سياسيون وإعلاميون فرنسيون تصرف نادين مورانو، التي التقطت صورة لسيدة محجبة بإحدى شواطئ فرنسا وتعميمها على مواقع التواصل الاجتماعي، معتبرين إياه “انتهاكا سافرا لخصوصية المرأة المسلمة”، استنكر عبد الله زكري، رئيس المرصد الوطني ضد الإسلاموفوبيا بفرنسا، سلوك السياسية الفرنسية داعيا إياها “بالتوقف عن إعطاء المسلمين دروسا وتوفير جهدها للاهتمام بالشأن الداخلي لحزبها الذي يعيش حالة انقسام”.
وأضاف زكري، في تصريحات أدلى بها للصحافة، أن حديث نادين عن احترام قيم الجمهورية الفرنسية، “يعني أيضا احترام قيم المواطن الفرنسي بمن فيه المسلم”، مردفا أن السيدة في تلك الصورة احترمت القانون الفرنسي، لكونها لم تخف وجهها بالنقاب، “المسلمون دائما يحترمون الثقافة الفرنسية ولا يسيؤون إليها”، وفق تعبير زكري.
ويتابع الأخير في رده على تصريحات نادين مورانو، التي شغلت في السابق منصب كاتبة للدولة مكلفة بالأسرة في الفترة الرئاسية لنيكولا ساركوزي، بالقول “لم نسمع عن مسلمين فرنسيين اشتكوا من شواطئ العراة التي تقام في فرنسا.. لكن لا أحد يمنع سائحا فرنسيا من السباحة في شواطئ المغرب وتونس متعريا”.
وتعود تفاصيل الجدل السياسي الجديد حين أقدمت نادين مورانو، على نشر صورتين في صفحتها الرسمية بموقع “فيسبوك” تحت عنوان “باردو بالبيكيني والسيدة المحجبة على الشاطئ”، حيث تنقل الصورة الأولى لغلاف العدد الأخير من مجلة لوفيغارو، الذي تضمن لقطة للممثلة الفرنسية الشهيرة بريغيت باردو، بالبيكيني وهي مستلقاة على إحدى الشواطئ، فيما الصورة الثانية، التي قالت نادين إنها التقطتها بنفسها، تظهر امرأة محجبة جالسة على شاطئ فرنسي وأمامها مصطافون يرتدون أزياء سباحة متحررة.
وعلقت نادين على لقطة الممثلة الفرنسية بالقول إنها تعبر عن “فرنسا التي تفتخر بحرية المرأة”، قبل أن تعرج على وصف ما قالت إنها شاهدته بشكل مباشر في إحدى شواطئ بلدها “قدم زوجان إلى المكان الذي يسبح فيه الناس بلباسهم الخاص.. الرجل، يرتدي سروالا قصيرا وقميصا خفيفا صيفيا، بجانبه سيدة محجبة بسترة طويلة وسروال وحجاب”، مضيفة “بعد دقائق، يتوجه الرجل بالمايو إلى البحر مظهرا جسده الأنيق ليستمتع بالسباحة، بينما المرأة ظلت لوحدها جالسة بهدوء بحجابها فوق الرمال”.
وتسائلت نادين ما إن كان “للرجل وحده الحق في التعري والسباحة.. دون المرأة”، معتبرة أن “انتشار هذا السلوك في بلاد حقوق الإنسان أمر مستفز”، على أنه “يمس ويسيء للثقافة الفرنسية الداعية إلى المساواة بين للرجل والمرأة”، داعية إلى احترام العيش في بلدها “فرنسا ليس دولة دينية، بل علمانية.. ويستيطع أي أحد ممارسة شعائره الدينية مع احترام كل الحقوق”.
وتابعت بالقول إن مسار المساواة الشاملة بفرنسا لا يزال طويلا، “هنا، حصلت المرأة على حق التوصيت وحرية العمل دون إذن من زوجها، وحرية فتح حساب بنكي، وسياقة السيارة، ولباس السراويل..”، مشددة على أن “المعركة مستمرة للقضاء على هيمنة الذكور التي لا يجب أن نتعايش معها في فرنسا”.
هسبريس – طارق بنهدا