كشفت وثائق ويكليكيس المعنية بالأسرار السياسية والدبلوماسية للدول والزعماء والأحزاب والسفارات ، نشرت فحواها يوم ١٩ اغسطس صحيفة نيويورك تايمز أن الدبلوماسيين الأمريكيين العاملين في السفارة الأمريكية في بغداد كانوا قد بعثوا بتقارير إلى واشنطن أكدوا فيها بأن حيدر العبادي، المرشح لتولي منصب رئيس وزراء العراق، أكد في أكثر من مناسبة خلال لقاءاته المتكررة مع المسؤولين الأمريكيين أبان فترة الاحتلال الامريكي للعراق بأن عليهم ألاّ يتوقعوا مصالحة وشيكة مع الطائفة السنية في البلاد. وأكد العبادي للمسؤولين في السفارة الأمريكية، حسب الوثائق، أنه في حال عدم تحقق المكاسب التي يتطلع إليها الشعب من العملية الديمقراطية فان ضباط الجيش “سيقومون بانقلاب عسكري”.
وهي نفس الافكار التي نقلتها عن نوري المالكي تقارير استخبارية في نهاية عام ٢٠١٢ وتسربت الى ااقليم كردستان حيث تحدث بها علنا مسعود بارزاني وقال ان المالكي يعد لانقلاب عسكري .
وذكرت الصحيفة الامريكية أن الانطباعات التي كشفت عنها وثائق ويكيليكس للقاءات المتعددة لحيدر العبادي مع دبلوماسيين أمريكيين في مناسبات متكررة تعكس بشكل واضح الاثار النفسية العميقة التي تعاني منها الحركة الاسلامية الشيعية في العراق والتي طبعت حياة حيدر العبادي، والاعتقاد السائد لدى هذه الحركة بأن الطائفة السنية عازمة على العودة إلى ادارة البلاد. وقالت الصحيفة أن نجاح مهمة العبادي تعتمد على قدرته على طي صفحة الماضي وبناء شراكة وطنية مع السنة والأكراد في العراق. أوضحت الصحيفة أن الملاحظات التي وردت على لسان العبادي في وثائق ويكيليكس تعكس وجهات النظر المعتادة للقادة العراقيين الشيعة وهو من نفس عينتهم، موضحةً بأن طريقة صعود العبادي غير المتوقعة إلى قمة السلطة في العراق شبيهة بطريقة صعود سلفه نوري المالكي حيث كان كلاهما برلمانيين مغمورين. خلصت الصحيفة إلى القول بأن الولايات المتحدة ساهمت في وصول المالكي الى السلطة بعد أن وجدت أن السياسات الطائفية التي اتبعها سلفه ابراهيم الجعفري غير قادرة على توحيد المجتمع، وهو السبب ذاته الذي ادى الى سقوط المالكي. وتساءلت الصحيفة هل سيكون بوسع العبادي الذي ينتمي الى حزب الدعوة الشيعي أن يخرج من الدائرة الطائفية الضيقة التي تسيطر على مخيلة معظم قيادات الحزب.