تسابق كل من نظام بشار الأسد والإدارة الأمريكية على نفي التقارير التي باتت تؤكد وجود تعاون أمني وثيق بين دمشق وواشنطن لمحاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وكان لافتا أن تنقل أحد الصحف اللبنانية المحسوبة على نظام بشار تقريرا ينسب إلى مصادر أمنية مطلعة تأكيدها أن “الأجهزة الأميركية والسورية بدأت تعاوناً ثنائياً في ميدان مكافحة الإرهاب للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في سوريا قبل ثلاثة أعوام ونصف العام”.
وبحسب صحيفة “السفير” فقد تلقت دمشق خلال الأيام الماضية، معلومات عن مواقع وأرتال تنظيم “الدولة” داخل الأراضي السورية، لا سيما في المناطق المتاخمة للحدود السورية العراقية في الرقة، وحول مطار الطبقة الاستراتيجي، ودير الزور وحلب.
بل إن الصحيفة نسبت إلى مصدر سوري قوله إن “المعلومات الأميركية عن تحركات داعش وأرتالها سمحت في الأيام الماضية، بشن أكثر من 122 غارة على مواقعها في يوم واحد، وهو رقم قياسي للطيران الحربي السوري، وسمحت خصوصاً بمضاعفة الهجمات ضد مقارها وتجمعات قواتها، لا سيما في منطقة الرقة وحول مطار الطبقة وريف حلب الشمالي”.
وخلافا لكل ما نقلته التقارير، اختار إعلام النظام في دمشق أن ينفي التعاون مع الأمريكان على طريقته، حيث نسب إلى “مصدر عسكري” تكذيبه الأنباء عن قيام طائرات أمريكية بتنفيذ ضربات على أهداف في الرقة.
ونقلت “الإخبارية السورية” عن المصدر العسكري: “كل ما تناقلته بعض وسائل الإعلام حول قيام طائرات أمريكية بتنفيذ ضربات على أهداف في مدينة الرقة عار تماماً من الصحة”.
بدورها سارعت واشنطن إلى دحض الأقاويل التي تتحدث عن أنها باتت مع نظام بشار “في خندق واحد”، رغم تزامن غاراتها الجوية على مواقع تنظيم “الدولة” في العراق مع غارات مماثلة لطيران بشار على مواقع التنظيم داخل سوريا.
ونأت الخارجية الأمريكية عن الإشادة بمحاربة نظام بشار لتنظيم “الدولة الاسلامية”، مؤكدة في الوقت عينه أن القضاء على مقاتلي هذا التنظيم يعد “أمرا جيدا”.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية “ماري هارف” إنها تعارض بشدة مقولة أن الولايات المتحدة ونظام دمشق هما “على الموجة نفسها” فيما يتعلق بمحاربة الدولة الإسلامية.
وأوضحت “هارف” أن حكومة بغداد هي من طلبت تدخلا أميركيا لمساعدتها في وقف زحف “الإسلاميين المتطرفين”، أما في سوريا فإن نظام بشار الأسد هو المسؤول عن بروز تنظيم الدولة الإسلامية وتنظيمات جهادية أخرى مثل جبهة النصرة.
ورغم مرور قرابة عام ونصف على سقوطها بيد الثوار ولاحقا بيد تنظيم “الدولة”، فإن سماء الرقة لم تشهد من قبل غارات مكثفة لطيران النظام كالتي دشنها النظام منذ يومين، بالتزامن مع إطلاق إدارة أوباما حملة جوية استهدفت ما قالت إنها مواقع التنظيم في العراق.
زمان الوصل