وطن الدبور – (خاص) – حكام الإمارات جعلوا من الشيخ العراقي “الكبيسي” الذي يحركونه بالريموت كنترول كبشا بعد غضب السعودية من هجومه على الإمام محمد عبد الوهاب واعتباره صنيعة يهودية حيث حولوه إلى المحاكمة.
حملة الإماراتيين ضد الوهابية ليست وليدة اليوم. فالمدعو سالم حميد الذي يدير مركز المزماة المدعوم حكوميا كتب سلسلة مقالات ضد الوهابيين. هذا واحد منها:
عن -الوهابية- طاعون العالمين العربي والإسلامي الذى دمر سمعة الإسلام والمسلمين
سالم حميد
الحوار المتمدن-العدد: 3501 – 2011 / 9 / 29 – 20:30
يعتبر الفكر السعودي الوهابي من أقبح وأنكر الأفكار على وجه الأرض، والدين الإسلامي بريء من هذا الدين السعودي المستحدث المسمى بالوهابي، ومنذ العام 1803 ونحن في دولة الإمارات نعاني من الإمكانيات السعودية الهائلة في تصدير أفكارها الشاذة، ولا أودّ هنا أن أطرح بدايات النفوذ الفكري السعودي في دولة الإمارات منذ بداية القرن التاسع عشر، لأن هذا الحديث مطولاً جداً، كما أنه معروف لدى الجميع أن السعودية تحتل ما يقارب 4 آلاف كيلو متر مربع من أراضي الإمارات، أي نحو مساحة إمارة دبي (دبي مساحتها 3885 كيلو متر مربع)، وتسرق يومياً نحو أو أكثر من 650 ألف برميل من النفط من أراضينا المحتلة.
سأتناول ما حدث ما بعد العام 1978 عندما دخلت القوات السوفياتية كابول لدعم الانقلاب الشيوعي ضد الفصائل الإسلامية المعروفين بـ “المجاهدون الأفغان”، وتحت الضغط الأمريكي للدول العربية وعلى رأسهم السعودية، تم السماح للشباب العربي وأولهم السعوديين، بالسفر للاشتراك في الحرب ضد السوفييت، وشخصياً طرحتُ سؤالاً على الرئيس الأفغاني الأسبق برهان الدين رباني عن مدى حاجة أفغانستان الفعلية لمن يسمون بالأفغان العرب، وذلك في مؤتمر صحافي عندما زار دولة الإمارات عام 2003، فقال “كنا نفضل الحصول على قيمة تذكرة السفر التي أتى بها المقاتل العربي بدلاً من حضوره الشخصي!”، وأضاف “نحن لم نكن نعاني على الاطلاق من أي نقص عددي أو بشري من المقاتلين الأفغانيين، كان ينقصنا الدعم المادي والأسلحة”.
قامت السعودية في ما بعد وبطريقة رسمية العمل على تشجيع الشباب السعودي والخليجي بما يسمى بـ “الجهاد”، وقامت بإصدار الفتاوى بالكيلو وربما بالأطنان بضرورة محاربة الكفار السوفييت، أي أن السعودية لم تكن سوى دمية تحركها الولايات المتحدة كيفما تشاء، وكانت الحكومة السعودية تحرص على تجييش المشاعر الدينية عبر مختلف الوسائل الإعلامية وإصدار المنشورات والتسجيلات الدينية، فكانت السعودية في حالة تعبئة دينية قصوى غسلت خلالها عقول الشباب والأطفال، ثم انجرت الحكومات الخليجية بكل أسف خلف السعودية وفتحت أبوابها هي الأخرى لمن يرغب من شبابها في الذهاب إلى أفغانستان، الأمر الذي لم يكن مستحسناً لدى الأفغان أنفسهم! بل أنهم كانوا يتساؤلون ويسألون المجاهدين العرب “إن كانت لديكم رغبة في الجهاد ف لماذا لا تذهبون لتحرير فلسطين بدلاً من السفر آلاف الكيلومترات لتحرير بلاد لا ترتبطون بها سوى التشابه في الدين؟!”، لكن للأسف الشباب العربي كان مغسول العقل وانخدع بالتجييش الديني الذي طبقته السعودية بطريقة في غاية الذكاء بناء على أوامر من أسيادها في الولايات المتحدة، حتى بلغ عدد المتطوعين العرب أو من يسمون بالمجاهدين العرب أكثر من 40 ألف متطوع عربي في مطلع الثمانينات م القرن الماضي، وكانوا يشكلون عبئاً وليس عوناً على حركة المقاومة الأفغانية.
لم تكن تدرك السعودية أن من يريد أن يلعب بالنار عليه أن يعرف جيداً كيف يتعامل مع النار وإلا سوف تحرقه! وهذا ما حصل، فقائد “الحمقى العرب” – عفوا “المجاهدين العرب” – ذلك النعاق الأجرب عبدالله عزام يكن العداء الدفين لجميع الدول العربية، ووضع خطة خبيثة بعيدة المدى، تقوم على اعادة إرسال نصف من يسمون بالمجاهدين إلى بلدانهم الأصلية لرفع راية الجهاد ضد شعوبهم وحكوماتهم الكافرة، وهذا ما حصل، فبعد خروج القوات السوفياتية من أفغانستان اندلعت الحرب الأفغانية الأهلية وعاد أغلبية الأفغان العرب إلى بلدانهم لبث سمومهم والجهاد ضد أهلهم وناسهم، حينها أدركت السع ودية مدى الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه وتسببت في صناعة فئة ضالة من البشر،همها الأول والأخير إشاعة الفوضى والقتل والتخريب باسم الدين! لقد اتخذت السعودية من الدين وسيلة لتحقيق مكاسب سياسية لكن تلك الخطة الأمريكية لم تكن مدروسة بالشكل الجيد، والأفغان العرب الذين عادوا لم يكونوا سوى مصيبة حلّت على جميع الدول العربية بسبب ا لسعودية.
في العام 1990 تسبب الأحمق العراقي الكبير المدعو صدام حسين في تخريب وتدمير أقدم حضارة على وجه الأرض وهي العراق باحتلاله دولة الكويت، فكان الاحتلال العراقي وما تبعه من قدوم لجحافل وقطعان وحيوانات القوات الأمريكية وأخرى إلى السعودية بمثابة الفرصة العظيمة للنعاق الأجرب الآخر المدعو اسامة بن لادن الذي سرعان ما شكلّ تنظيماً سرياً لمحاربة القوات الأجنبية الكافرة في السعودية، ثم طُرد وعاش في السودان ثم طُرد مرة أخرى ليعود إلى حديقة الحيوانات في أفغانستان وينفذ ارهابياته من جهة، ومن جهة أخرى يعاني العرب والمسلمين حتى اليوم من سوء المعاملة والتحقير في البلدان بسبب الكلب الأجرب اسامة بن لادن.
بعد حرب الخليج 1991 والمصيبة الكبيرة التي تسبب بها في المنطقة ذلك ال خنزير العراقي صدام حسين، خرجت علينا السعودية بمرحلة جديدة عُرفت بـ “الصحوة الدينية 1991 – 2001” انفقت خلالها السعودية نحو 16 مليار دولار لترويج الفكر الديني المتشدد والنعاق الوهابي، أي أن السعودية لم تتعلم من الدرس الأفغاني وتبعياته وأصرت على الاستمرار في بث سمومها الغريبة التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي لا من قريب ولا من بعيد، حتى حلّت مصيبة “غزوة نيويورك” عام 2001، وشخصياً لا اعتقد أن السعودية ستتعلم من الدرس مرة أخرى وستستمر في الترويج للأفكار المتشددة داخلياً وخارجياً كما قال تعالى “الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون”.
يُعرف التيار الديني المتشدد في عصر الصحوة بالسرورية، ولا أعرف بصراحة إن كان هذا له علاقة بالسرور! إنما البؤس والشقاء بمعنى أصح! بل انه نجح وبفعالية كبرى وتغلغل في نفوس وقلوب الأطفال والشباب والنساء، ونحن في دولة الإمارات لم نعرف اللباس السعودي القبيح المدعو بالنقاب إلا في عصر الصحوة السعودي! فالتغلغل في وجدان المجتمع السعودي تبعه تغلغل آخر أشد وأقوى على بقية الدول الخليجية ومن بعدها العربية، وهذا بسبب مليارات الدولارات التي كانت تضخها السعودية من أجل ترويج المفاهيم والخزعبلات الم تشددة عبر الخطب الدينية والنشرات الدينية المتشددة والأشرطة الدينية السمعية والبصرية والمجلات والإذاعات، هذا بخلاف القنوات التلفزيونية المشبوهة والمستمرة في النمو في ظل الدعم السعودي السخي وعلى رأسهم قناة المجد الأصولية، فلولا الدولار السعودي هل كان سيحل علينا هذا التخلف القبيح باسم الدين؟! بالطبع لا. وكي لا نظلم النظام السعودي فقد كان هناك أيضاً دعماً مادياً سخياً من قبل كبار رجال الأعمال السعوديين للتيار الديني المتشدد، لكن يعيب الحكومة السعودية مباركتها الدعم المادي السخي الذي تحصل عليه الجهات الدينية من اليمين والشمال لدعم مسيرة التخلف.
لقد قام هذا التيار المتشدد باستحداث بدائل لأغلب احتياجات الناس، لدرجة حتى أفراح الزفاف استحدثوا لها أناشيد خاصة تُعرف بأناشيد الأفراح، وبات الناس يراجعون الدين من الناحية الشرعية لمزاولة أبسط أمور حياتهم اليومية والمعيشية، مع ترويج الكره وعدم التسامح مع الديانات الأخرى أو حتى المذاهب الدينية الإسلامية الأخرى كالمتصوفة والشيعة، وأصبح المجتمع السعودي غارق في الأصولية، وبدأ في تصدير الأصولية إلى المجتمعات الخليجية الأخرى، وطالت لحى الرجال وقصرت كناديرهم حتى الركب واتشحت النساء بالسواد الأعظم من قمة الرأس إلى اخمص القدم، لدرجة يصعب التفريق ما بينهن وبين أكياس الزبالة السوداء!
وتم تحريم أبسط الأمور الترفيهية، فالغناء حرام والموسيقى حرام والمسرح والسينما والثقافة حرام والفن حرام والأدب حرام والشعر حرام والكتاب الغير ديني حرام ونغمات الهاتف النقال حرام والانترنت حرام على المرأة من دون محرم والمصافحة حرام والتصفير حرام والتصفيق حرام والقهوة حرام لأنها لم تكن معروفة في صدر الإسلام! وكل ما هو فرائحي أو ترفيهي حرام في حرام (حرّم الله عيشتكم يا عيال الـ……..)، وما شاء الله الفتاوى التكفيرية تنشر بالكيلو والأطنان في اتفه الأمور والأسباب، ومن يريد أن يرفّه عن نفسه فعليه بسماع الأدعي الدينية وخلاف ذلك فكل شيء حرام والعياذ بالله! حتى جاءت هجمات 11 سبتمبر 2001، ورغم هول هذه الحادثة إلا أن السعودية لا تزال مستمرة في الترويج لفكرها السلفي المتطرف ولن ترتاح إلا بتحقيق غايتها في تقبيح البشر شكلياً وفكرياً، ولكي تكون مسلماً صادقاً عليك بتقصير ثوبك أيها الرجل حتى ركبتك وتطلق العنان للحيتك لتنمو فتصبح شع ثاء غ براء، أما المرأة فيجب أن تكون كما اسلفت ككيس الزبالة السوداء.
قبل بضعة سنوات تعرضت مدرسة للمرحلة المتوسطة للبنات في مدينة مكة للحريق، فجاء قطعان هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطوقوا المدرسة، وأمام حالة الهلع التي اصيب بها البنات نسي بعضهن تلك الخرقة التي تُدعى بالحجاب، فما كان من هؤلاء القطعان المتوحشون المنزوعين العاطفة والضمير والرحمة إلا أن منعوا الفتيات البريئات من الخروج من المدرسة من دون تلك الخرقة القبيحة، أي على الفتاة أن تذهب إلى الموت لأنها نسيّت تلك الخرقة القذرة! فهل هذا هو مفهوم الدين بالنسبة إلى السعودية؟!
إذا كان هذا مفهومكم للدين فلماذا لا يحتفظون به لأنفسكم بدلاً من اغداق الأموال من أجل تخريب المجتمعات المجاورة لكم؟!
اعتقد أن ابناؤكم أولى بتلك الأموال.