لاحظ مراقبون ان السعودية استعادت حركتها الديبلوماسية النشطة من خلال الدعوة لاجتماع طارئ لوزراء خارجية منظمة المؤتمر الاسلامي الذي عقد الاسبوع الماضي في جدة ،لاتخاذ موقف اسلامي سياسي متضامن مع غزة يساعد في الضغوط الدولية على اسرائيل.
وعلى المستوى الخليجي لاحظ المراقبون أيضا ان السعودية هي التي اقترحت عقد الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الذي انعقد في جدة يوم الاربعاء الماضي ليصدر بيانا سياسيا يعبر عن موقف خليجي مشترك بشأن “دعمهم الكامل للشعب الفلسطيني وللسلطة الفلسطينية للتوصل لوقف دائم لإطلاق النار في غزة بما يضع حدا لتكرار الجرائم الوحشية التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين”.
المهم في الاجتماع الخليجي ليس حضور قطر له بل مشاركة قطر في الاعلان عن موقف خليجي موحد تجاه مختلف تطورات الاحداث في العالم العربي، ليس في غزة فقط بل في العراق، حيث عبر عن ترحيب خليجي بترشيح حيدر العبادي كرئيس جديد لوزراء العراق، وكان هذا تعبيرا عن ارتياح لعدم ترشيح رئيس الوزراء السابق نوري المالكي الذي لم يكن هناك اي رضى لأي دولة خليجية عليه.
ويلاحظ ان البيان الخليجي الذي كانت قطر احد المشاركين في صياغته حمل تقديرا للدور المصري “الحيوي لتثبيت الهدنة في غزة وإيجاد اتفاق دائم ينهي معاناة أهل القطاع ويعزز الأمن والاستقرار”.
وتقول مصادر ديبلوماسية خليجية ان الرياض اصبحت تأمل حاليا في استعادة الدور القطري ضمن المنظومة الخليجية والعربية، حتى ولو ابقت الدوحة على علاقاتها مع حركة الاخوان المسلمين، ومن اجل ذلك لوحظ ان البيان الخليجي المشترك طالب اللجان المعنية بتحقيق المصالحة الخليجية بالانتهاء من كل “المسائل المتعلقة بتحقيق هذه المصالحة خلال اسبوع تمهيدا للاعلان في الاجتماع القادم لوزراء خارجية دول الخليج الست المقرر في مطلع الشهر المقبل عن عودة العلاقات الطبيعية بين جميع دول مجلس التعاون، واولها عودة سفراء السعودية والامارات والبحرين للدوحة.
وابدى مسؤولون خليجيون استغرابهم من قيام بعض الاعلام العربي المناهض لقطر بالترويج لاستمرار القطيعة الخليجية مع قطر، الى درجة ان بعض هذا الاعلام نشر ان السعودية هددت الدوحة بتجميد عضويتها في مجلس التعاون وبإغلاق الحدود معها، في حين ان الحقيقة ان هناك انفراجا كبيرا في العلاقات الخليجية مع الدوحة سيؤدي الى الاعلان الشهر المقبل عن عودة السفراء الثلاثة الى العاصمة القطرية.
ويتوقع ان تؤدي عودة العلاقات الخليجية الطبيعية مع قطر الى انفراج ايضا في علاقات القاهرة مع الدوحة. ويلاحظ مراقبون ان الحملات الاعلامية المصرية المعهودة ضد قطر قد خفت حدتها هذه الايام.