بعد اجتماع طارئ، في بروكسل يوم الجمعة، ووسط ضغوط بريطانية وفرنسية لزيادة الدعم العسكري لمقاتلي قوات البيشمركة الكردية، وافق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي على أن العراق “شريك مهم بحاجة إلى دعم قوي”، ودعوا أيضاً إلى إجراء تحقيقات عاجلة بـ “الفظائع وانتهاكات حقوق الإنسان الأساسية”.
وقال الاتحاد الأوروبي، في بيان صدر عقب الاجتماع، إنه يرحب بالقرارات الفردية لكل من الدول الأعضاء بالاستجابة لدعوة السلطات الإقليمية الكردية في توفير المواد العسكرية على وجه السرعة. ولكنه أكد أيضاً على أن كيفية الاستجابة لهذا الأمر متعلقة بكل دولة عضو في الاتحاد على حدة، وبأنه لن يمارس أي ضغط على دوله من أجل الاستجابة للشأن العراقي بطريقة معينة.
الرئيس السابق لحزب الديمقراطيين الليبراليين البريطاني، بادي أشداون، ورغم ترحيبه بقرار تسليح القوات الكردية، توقع أن هذه الخطوة لن تستطيع فعل شيء لوقف ما سماه “حرباً دينية أوسع تترسخ في المنطقة، بين المسلمين السنة والشيعة”.
وحذر أشداون من أن الشرق الأوسط غارق في حرب دينية، تشابه في أصداءها حرب الثلاثين عاماً في أوروبا الوسطى خلال القرن الـ 17، وقال: “هناك تشنج، وهو تشنج رهيب وخطير جداً”. وأضاف: “ولكن خلال عملية التشنج هذه، وعندما تنتهى، سيكون قد تم رسم حدود الشرق الأوسط. سايكس بيكو ستكون قد أخرجت من النافذة، وسنرى شرق أوسط جديد تحكمه الاعتقادات الدينية، وليس تفضيلات الإمبراطورية القديمة”.
واتهم زعيم الديمقراطيين الليبراليين السابق كل من قطر والسعودية بالتمهيد لهذه الحرب الدينية، قائلاً: “الموضوع يتعلق بتوسيع الحرب السنية الشيعية، والجهاديون من السنة، وبتمويل من المملكة العربية السعودية وقطر، هم تمهيد لهذه الحرب”. وأضاف: “بدلاً من وجود سلسلة من الخطط للتعامل مع سلسلة من الكوارث الإنسانية، نحن بحاجة إلى استراتيجية متكاملة لاحتواء حرب أوسع قادمة”.
وفي ترحيبه بقرار تسليح الأكراد، قال أشداون: “دعم الأكراد، دعمهم بالسلاح، لا أستطيع أن أتخيل لماذا كانت الحكومة مترددة جداً حول هذا!” وأضاف: “علينا دعم الأكراد بكل الوسائل، وتوفير الإنقاذ والملجأ لليزيديين، وهم علمانيون، وهم بمثابة الحصن الشمالي لردع تقدم داعش”.
ولكن أشداون قال إن تسليح الأكراد سوف يتطلب معالجة متأنية للحساسية التركية تجاه هذا الموضوع، حيث ستندهش هذه الأخيرة من شدة التحركات نحو إنجاز الاستقلال الكردي. وبالإضافة إلى هذا، سيكون على الغرب، وفقاً لأشداون، أن يحقق تقارب جديد مع إيران، والتي يمكن أن تكون بمثابة القوة “التوازن” ضد الجهاديين السنة، وكذلك يجب الضغط على المملكة العربية السعودية وقطر لوقف تمويل الجهاديين، حيث قال أشداون إن هاتين الدولتين قامتا بتغذية الأزمة في العراق وسوريا استعداداً للحرب الدينية الكبرى في الشرق الأوسط مستقبلاً.