نشرت وكالة «ريانوفستي» الروسية، تعليقا لخبير بمعهد الخدمات المتحدة الملكية، تناول فيه تقييمه لطبيعة دور المملكة العربية السعودية في مواجهة “الإرهاب”. ويثير التعليق، الذي حمل بشده على الحركة الوهابية بالمملكة وادعى أنها سببا لموجات تطرف القاعدة وطالبان، يثير تساؤلا حول أسباب زيادة التنسيق بين مصر والسعودية والإمارات من ناحية وروسيا من ناحية أخرى في الوقت الذي تتبنى فيه الأخيرة موقفا سلبيا خاصة تجاه الأزمة السورية وفي الحرب على غزة.
وقالت الوكالة: تبرعت السعودية بمبلغ 100 مليون دولار لمركز مكافحة الإرهاب التابع للامم المتحدة وهو ما يعد أكبر رقم تتبرع به دولة لهذا الكيان المستحدث حتى اليوم.
ويقول «ماثيو جاميسون»، وهو زميل استشاري في معهد الخدمات المتحدة الملكية، إن العائلة المالكة من خلال ذلك تقوم بدعم بقاء سلطتهم وحكمهم فب المملكة. ويؤكد أن هذه الخطوة لا تزال غير كافية وذلك لأنه لا يمكن لأحد شراء المتطرفين بالمال.
«لا يمكنك أن تضخ مالا في مثل هذا. هذه هي المشكلة في جنوب غرب آسيا. إن السعوديين في الحقيقة يملكون الكثير من المال الذي تقوم عليه قوتهم. ولكنهم لا يزالون غير قادرين على شراء الإرهابيين بالمال».
وقد واجهت الدولة الخليجية مؤخرا سلسلة من التحديات ضد سلطتها وخصوصا من داعش. كما أن العائلة المالكة في السعودية سنية مثلها مثل داعش ولكنها ليست متطرفة ولا راديكالية ولا أصولية مثل هؤلاء الإرهابيون الإسلاميون.
إن عناصر داعش، الذين يقومون الآن بعمليات واسعة النطاق في العراق وسوريا يرون آل سعود باعتبارهم حفنة من «الكفرة الفسدة الذين يتعاملون مع الغرب على حساب المبادئ الإسلامية».
ويقول جاميسون، «يحاول آل سعود بكل الطرق الممكنة أن يدعموا أنفسهم لكونهم في وضع خطر للغاية. وهذا الذي يحدث يمثل تهديدا كبيرا على شرعيتهم».
ظهر فراغ هائل في السلطة في سوريا وذلك لانتشار الجماعات المسلحة منذ 2011 مخلفين وراءهم حوالي 200 ألف قتيل، وأكثر من المشردين. وقد تدفق إلى سوريا الكثير من المجاهدين من كل أنحاء العالم لتصبح سوريا وفقا لما قاله جاميسون، «أرضا للتدريب ومركزا للإرهاب للأصوليين الإسلاميين ومرتعا حقيقيا للإرهاب الأصولي الإسلامي».
ويقول، « في سوريا يذهب الناس للتدريب وتجميع الثروات وهو المكان الذي يدخل إليها الكثير من المال والمعدات وكذلك يخرج منها».
ويؤكد جاميسون أن تأثير ذلك واقع بالفعل هناك وبدأنا الآن نرى تداعيات السماح للوضع في سوريا بالتدهور إلى هذا الحد طوال السنوات الثلاث الماضية وخصوصا الأنشطة الإرهابية التي امتدت في سوريا وكذلك على الحدود السعودية.
وقد تقدم الخبير بخارطة طريق أوسع حول كيفية وقف الأنشطة الإرهابية في المنطقة قائلا أنه لا بد من التحرك بعيدا تماما عن دعم داعش. وقال إن السعودية قامت بصفقة على نفس الطريقة حيث سمحوا للوهابيين في الصحارى بأن ينشروا هذه الأصولية الإسلامية التي خرجت من رحمها القاعدة وطالبان الباكستانية.
وقد غض السعوديون الطرف عن هذا خوفا من خسارة سلطتهم وقوتهم في المنطقة. ويقول جاميسون، «سمح السعوديون لهم بالاستمرار في بلادهم طالما ظل آل سعود في السلطة ويتحكمون في مصادر النفط ويسيطرون على السياسة الخارجية»
«على السعوديون أن يدركوا أنه لا يمكن الإبقاء على الافاعي في حديقتهم والاعتقاد بأن تلك الأفاعي لن تهاجم سوى جيرانهم. عاجلا أم آجلا ستدور الدائرة عليهم وستقوم الأفاعي بمهاجمتهم»
ويشعر هذا الخبير أنه وبكل تأكيد فإن الطريقة الوحيدة لوقف الأصولية الإسلامية من الانتشار هي الديمقراطية على المدى الطويل. «عليهم أن يجففوا هذا المستنقع ويقوموا بتسخير كل طاقاتهم من أجل ذلك».