أكد الأمير «سعود الفيصل» وزير الخارجية السعودي، أن المحادثات بين الرياض ودول مجلس التعاون مستمرة حول الأزمة القطرية. وأبدى عدم ارتياح بلاده مع الخلاف مع قطر، ملمحا للمرة الأولى، صراحة، أن الاختلاف مع السياسة الخارجية لقطر أحد أسباب الخلاف.
جاء هذا في مؤتمر صحفي عقد مساء الثلاثاء، عقب اجتماع اللجنة التنفيذية الاستثنائي الموسع على مستوى وزراء الخارجية في منظمة التعاون الإسلامي، الذي استضافته جدة (غربي المملكة) لبحث العدوان الإسرائيلي على غزة.
وتابع الفيصل: «ما حدث بيننا وبين قطر ليس بالشيء الذي نرتاح له، ونحن نريد أن تكون العلاقات بين الدول الخليجية علاقات تضامن وتكافل واتفاق، خصوصاً على الجوانب الأساسية للسياسة الخارجية والمواقف تجاه القضايا الدولية، وهذا ما نأمل أن نصل إليه».
وهذه هي المرة الأولى التي تصرح فيها المملكة حول الخلاف مع سياسة قطر الخارجية.
وأعلنت السعودية والإمارات والبحرين عن سحب سفرائها من قطر فى مارس/آذار الماضي، بزعم أنها تتدخل فى شؤونهم بما يخالف اتفاق الرياض.
ويقضي اتفاق الرياض بـ«الالتزام بالمبادئ التي تكفل عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من دول المجلس بشكل مباشر أو غير مباشر».
وبذلت الكويت، وسلطنة عمان جهودا متواصلة لتقريب وجهات النظر والعمل على عدم تفاقم الخلاف الخليجي.
وقال وزير الدولة العماني المسؤول عن الشؤون الخارجية، معالي يوسف بن علوي بن عبدالله، في تصريحات صحفية منذ يومين أن الخلافات الخليجية ستطوى نهائيا خلال المرحلة المقبلة.
واستبقت تصريحات وزير الخارجية السعودي اجتماعا اليوم الأربعاء في جدة لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي لمتابعة تقرير لجنة تسوية الخلافات بين الدول الأعضاء التي شكلت بعد «اتفاق الرياض» الذي تم التوصل إليه في نهاية مارس/آذار الماضي.
ورجح مراقبون أن يكون الخلاف حول الموقف من الانقلاب على الرئيس المصري، محمد مرسي، الذي ارتبط بعلاقات جيدة مع الدوحة، والتي انتقدت الإطاحة به، بينما دعمته بقية دول الخليج الست.
وسبق أن قال وزير خارجية قطر، خالد بن محمد العطية، في تصريحات له، في 10 مارس/ آذار الماضي، إن «استقلال السياسة الخارجية لدولة قطر هو ببساطة غير قابل للتفاوض»، كما أكد التزام بلاده »بدعم حق الشعوب في تقرير المصير ودعمها التطلعات نحو إحقاق العدالة والحرية».
وأعرب عن يقينه أن سحب الدول الثلاث سفراءها «لا علاقة لها بالأمن الداخلي لدول مجلس التعاون الخليجي، وإنما هي نابعة قبل كل شيء من تباين واضح في الآراء بشأن المسائل الدولية».
وشهدت العلاقات بين قطر والسعودية تقاربا في الفترة الأخيرة، حيث استقبل الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثان أمير قطر، في قصر البحر بالعاصمة القطرية الدوحة، في 5 اغسطس/ آب الجاري، الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني السعودي.
وكانت هذه هي الزيارة الأولى من نوعها لمسئول سعودي منذ إعلان السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائهم من الدوحة في مارس/ آذار الماضي.
وزار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثان مدينة جدة، غربي السعودية، الثلاثاء 22 يوليو/ تموز الماضي، في زيارة استمرت عدة ساعات، والتقى خلالها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز، حيث جرى «خلال اللقاء تناول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث ومستجدات وفي مقدمتها تطورات الأوضاع في فلسطين، لاسيما قطاع غزة».
وكان هذا اللقاء الأول من نوعه بين الزعيمين منذ اللقاء الذي جمعهما في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في العاصمة السعودية الرياض، بحضور أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والذي وقع خلاله أمير قطر على وثيقة الرياض.