(CNN) — رد الداعية السعودية، خالد الشايع، بعنف على التصريحات الأخيرة لرجل الدين العراقي، أحمد الكبيسي، التي وصف فيها الشيخ محمد بن عبدالوهاب بأنه “صناعة يهودية” داعيا أبوظبي إلى التحرك حيال الكبيسي الموجود على أراضيها، كما استنكر قيام الشيخ المصري محمد نصر، بوصف كتاب صحيح البخاري بـ”المسخرة” معتبرا أنه انضم بذلك إلى قائمة “الطاعنين في السنة.”
وعلق الشايع، المتخصص بالسنة النبوية والعلوم الإسلامية، على ما قاله الشيخ المصري نصر والعراقي الكبيسي بالقول: “في هذا الوقت العصيب الذي تعيشه أمتنا وأوطاننا، وتتناوشها الفتن من أطرافها.. تفجع الأمة بأصوات نشاز تنكص على أعقابها وتقف في صف الأعداء وتجحد فضل الأئمة الأعلام.. وكان من آخر ذلك صوتان منكران، الأول: لشخص من جمهورية مصر الشقيقة، والآخر لمقيم في دولة الإمارات الشقيقة.”
وأضاف الشايع أن نصر الذي ظهر في برنامج تلفزيوني عرَّفوه فيه بأنه “خطيب ميدان التحرير” قام بـ”التفوه على الجامع الصحيح للإمام البخاري، بعبارة ممجوجة مسيئة للمتكلم بها جارحة لمشاعر المسلمين، حيث قال هذا الشيخ في سياق اعتراضه على بعض أحاديثه: صحيح البخاري مسخرة”!!.
وأكد الشايع أن صحيح البخاري “هو أصح كتب الحديث النبوي الشريف” مضيفا أن كلام الشيخ نصر “لا يضر الكتاب ولا الإمام البخاري ولا يؤثر في إجماع الأمة في تلقيه بالقبول، وإنما يضيف من تفوه به لقائمة الطاعنين في سُنة من لا ينطق عن الهوى، محمد رسول الله.”
وتوجه الشايع بالشرك إلى العلماء في مصر، وبخاصة مشيخة الأزهر ومجمع البحوث وفي وزارة الأوقاف وغيرهم، لقيامهم بـ”إنكار ما صدر عن الشيخ نصر، ومطالبتهم بكفه عن الخطابة واللقاءات الجماهيرية” ودعاه إلى “مراجعة موقفه، وأن يراجع مشايخه فذلك خير له” وفق تأكيده.
أما عن الكبيسي واتهامه للشيخ محمد بن عبدالوهاب بأنه “صناعة يهودية!” فقد رد الشابع بالقول “سقوط هذه الدعوى يغني عن الإطناب في ردها” مضيفا: “وعجيب من الدكتور الكبيسي أن يتهور بهذا الإفك الشنيع ، فإنَّ مَنْ في عمره وعلمه ينتظر أن يكُفَّه ذلك عن الاندفاع والتهور وعن الأقوال المستنكرة ، وبخاصة أن له سوابق طيبة في مجال الدراسات الإسلامية إبان رئاسته لأقسامها في جامعة بغداد وجامعة الإمارات.”
وشدد الشايع على أنه كان من الممكن للكبيسي مخالفة ابن عبدالوهاب بقضايا اجتهادية باعتبار أن الأخير “غير معصوم” واستطرد بالقول: “أما أن يتهور الكبيسي فيصف مؤسس هذه الدعوة الإصلاحية وأتباعه بأنهم صناعة يهودية، مع أن صاحبها الشيخ محمد رحمه الله منهجه ودعوته قائمة على القرآن والسنة، وبذل جهده – بمناصرة الإمام محمد بن سعود جدُّ الأسرة السعودية الحاكمة ومؤسس الدولة السعودية رحمه الله – في الدعوة إلى عقيدة سيدنا محمد وصحابته الكرام.. فهذا الافتراء السافر من الكبيسي لا سبيل لتفسيره إلا أنه تهور وتهجم الله أعلم بسببه ودوافعه.
ولفت الشايع إلى أن هذه “الادعاءات الباطلة” غير مستغربة على “دعاة الهدى بين حين وآخر” ولكنه اعتبر أنه المستغرب حقا هو “أن يكون أهل الحل والعقد في أبو ظبي التي يقيم فيها الكبيسي مبجلاً محترماً غير عابئين ولا مستنكرين لادعاء شخص في كنفهم يتهجم بالباطل ضمناً على جارتهم الشقيقة، وعلى الأساس الذي قامت عليه، والعاقل الرشيد – ناهيك عن سياسي ممارس – يعرف جيداً ما الموقف الذي ينبغي عليه في مثل هذه الحال دون تأخير أو تردد.”
وكان الشيخ المصري، محمد عبدالله نصر قد قال في مقابلة تلفزيونية إن القول بأن صحيح البخاري هو أصح كتاب بعد القرآن “ظلم وافتراء على الله” مضيفا أن البخاري “لم يكن عربيا وله ما له وعليه ما عليه” متهما الكتاب بـ”الإساءة” إلى النبي عبر ما قال إنها إشارات إلى كونه تعرض للسحر وما نقل عنه بقضية رضاع الكبير وأنه “حاول الانتحار أكثر من مرة” على حد قوله.
أما الكبيسي، فكان قد هاجم ابن عبدالوهاب، الذي يعتبر مؤسسا المنهج العلمي الذي يتبعه الآلاف في السعودية والخليج، واصفا إياه بأنه “صناعة يهودية” ما أثار الكثير من ردود الفعل ضده، خاصة وأنه قد سبق له انتقاد عدد من صحابة النبي محمد، وبينهم معاوية بن أبي سفيان.