استنكر غالى محمد رئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير مجلة “المصور” ما اعتبره تخلى من قبل المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات المتحدة عن دعم مصر فى الوقت الراهن الذى تعانى فيه البلاد من أزمات إقتصادية طاحنة.
وألمح رئيس تحرير “المصور” القومية إلى أن الأسباب غير المعلنة عن عدم تقديم الدعم المالى للبلاد فى هذا الوقت الحرج تكمن فى تنصيب السيسى رئيساً للبلاد حيث لفت إلى أن الدعم من تلك الدول توقف بعد تولى الأخير رئاسة مصر لاسيما أنه أكد فى اجتماعه مع رؤساء الصحف أن هناك أسباب لذلك رفض الافصاح عنها مكتفياً بقول :”ليس كل ما يعرف يقال” وذلك بحسب كلامه.
وعن العلاقات المصرية مع الدولتين قبل تنصيب السيسى قال:” الكل يعرف قوة العلاقات المصرية السعودية الإماراتية بعد ثورة 30 يونيو وإسقاط حكم الفاشية الاخوانية، كما أنه يعرف الدعم الذي قدمته السعودية والإمارات لمصر بعد ثورة 30 يونيو، وحتى قبل أن يصبح السيسي رئيسا لمصر، قدم لمصر دعم يصل إلى حوالي عشرين مليار دولار، من السعودية والإمارات وكذلك الكويت، فضلا عن إمدادات الوقود الشهرية خاصة من السعودية والإمارات ولا ننكر أن إمدادات الوقود الشهرية لا تزال مستمرة حتى الشهر القادم، وفقا لآلية بحثها المهندس شريف إسماعيل وزير البترول أخيرا في الإمارات”
وتابع متسائلاً:” لماذا أوقفت السعودية والإمارات الدعم المالي لمصر، بعد أن أصبح السيسي رئيسا لها؟، خاصة أن وقف هذا الدعم جاء في أوقات عصيبة والرئيس السيسي يقود فيها دفة السفينة، وسبق أن سألنا الرئيس عن ذلك في اجتماعاته منذ أسابيع مع رؤساء التحرير، لكنه اكتفى بقوله “ليس كل ما يعرف يقال”. لكن هذا لا يمنع أن هناك حيرة لدى المراقبين من هذا الموقف السعودي والإماراتي بوقف الدعم المالي بعد أن أصبح السيسي رئيسا، ورفض الكثيرون أن يكون هذا الوقف نتيجة ضغوط أمريكية، لأن السعودية والإمارات ترفضان أي ضغوط أمريكية عليهما بشأن مصر تحديدا.
واختتم كلامه قائلاً:” ما يزيد الأمر حيرة أن السعودية والإمارات تعرفان حجم الضغوط الاقتصادية على الرئيس السيسي، وتعرفان أيضا حجم الضغوط الأمريكية على مصر، وتعرفان حجم التهديدات في المنطقة، ثم تتخليان عن الدعم المالي لمصر وشعبها في هذا التوقيت الخطير! لكن أيا كانت الأسباب التي أدت إلى توقف الدعم المالي لمصر من السعودية والإمارات، فربما تكون هناك فرصة بمشاركة كبيرة من السعودية والإمارات تحديدا في مشروع محور قناة السويس الذي أعلنه الرئيس السيسي هذا الأسبوع، ولا يعني هذا أننا نطالب السعودية والإمارات باستمرار الدعم المالي لمصر في ظل ظروفها الصعبة واستغناء مصر عن المساعدات الأمريكية، لأن علاقة المصير الواحد تربط بين مصر والسعودية والإمارات، ولا يحكمها عنصر الدعم المالي فقط، وإنما بحكم الأمن القومي المشترك الذي يواجه مخاطر عديدة الآن تؤدي إلى كوارث إذا ما اهتزت مكانة مصر في هذه المنظومة، التي تجمع مصر والسعودية والإمارات، لذا فإنني أطالب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد أن ينظرا إلى الأمر على أنه ليس دعما ماليا فقط لمصر بقدر ما ان القضية هي المصير الواحد للدول العربية الثلاث”