تضاربت أنباء الثلاثاء حول صدور قرار من السلطات الأردنية بإغلاق قناة تلفزيونية محلية، لإشهار مالكها ومقدم أحد البرامج فيها “سيفاً حقيقياً” على الهواء مباشرة، احتجاجاً على ما وصفه بـ”الصمت العربي” على الأحداث التي يشهدها قطاع غزة.
وأكدت مصادر في عدة جهات مختصة لموقع “سي ان ان بالعربية” عدم صدور أي قرار حتى اللحظة، بإغلاق قناة “أردن المستقبل”، وهي إحدى القنوات التلفزيونية الخاصة بالمملكة، إلا أن المسؤولين ذكروا أن قراراً بهذا الشأن مازال “قيد الدراسة.”
ورغم تأكيد مالك القناة، حسام العبدللات، إبلاغه بقرار الإغلاق وإحالته إلى القضاء، قال مدير هيئة الإعلام الأردنية، الدكتور أمجد القاضي، إن “قرار الإغلاق لم يتخذ بعد”، حتى مساء الثلاثاء.
وأضاف القاضي، في تصريحات لموقع “سي ان ان بالعربية”، “نحن كجهة مسؤولة عن متابعة المواد الإعلامية وشروط الترخيص، رصدنا أخطاءً في بث القناة، ونقوم حالياً بالتحقيق فيها، وهو من حقنا، وبأبعد تقدير الأربعاء، سيكون هناك قرار واضح بشأنها، لأن لدينا التسجيلات الخاصة بالقناة، التي سجلت عليها الملاحظات.”
وبين القاضي أن أي قرار تتخذه الهيئة بحق أي وسيلة إعلام، ليس “قراراً اعتباطياً”، مؤكداً أنه بصدد الاطلاع على تسجيلات القناة، التي يتم رصدها أولاً بأول.
وتابع بقوله: “نحن ليس لدينا رقابة مسبقة، بدليل أن المواد بثت على الهواء.. ما نقوم به هو متابعة.. ولم نقم لآن بأي إجراء لوقف بث القناة.”
في المقابل، أكد مالك القناة، التي انطلقت منذ نحو شهر، ومقدم برنامج “كشف المستور”، العبدللات بالقول إن مسؤولين في الهيئة استدعوه الثلاثاء، وأبلغوه شفهياً بقرار الإغلاق، والإحالة إلى القضاء.
وقال في تصريحاته للموقع: “أبلغني أحدهم أن قرار الإغلاق اتخذ لأسباب متعلقة بتجاوز الخطوط الحمراء، ولم أعرف هل هي بسبب انتقادي لمسؤولين في الديوان الملكي، أم انتقادات وجهت عبر ضيوف إحدى الحلقات للنظام، أم بسبب إشهاري لسيف على الهواء، احتجاجاً على ما يجري في غزة.”
واعتبر العبدللات، وهو موظف في وزارة التنمية الاجتماعية حالياً، قبل نقله من رئاسة الوزراء، مع بداية عهد حكومة عبدالله النسور الحالية، أن القرار يخالف حرية التعبير والحريات الإعلامية في البلاد، مبرراً لجوئه إلى استخدام السيف إلى “حالة الصمت المخزي للأنظمة العربية حيال الحرب الإسرائيلية على غزة”، وقال: “كان علي أن أقوم بما هو أكثر من ذلك.”
وكان مالك قناة “أردن المستقبل” قد أشهر سيفاً من غمده على الهواء قبل أيام، متوعداً في برنامجه الزعماء العرب، في حال لم ينتصروا لغزة، كما سبق أن رفع “حذاءه” في حلقة كانت سابقة، موجهة ضد توفيق عكاشة، مالك قناة “الفراعين” المصرية، بسبب موقفه المؤيد للحرب على غزة، بحسب ما أكد العبدللات.
وأكد العبدللات للموقع اتهامه على الهواء مباشرة لمسؤولين في الديوان الملكي ولرئيس الحكومة “بالفساد”، فيما أكد أن الحلقة الأخيرة التي حملت اسم “حرامية البلد”، انتقد فيها المعارضان سفيان التل ومحمد خلف الحديد، النظام مباشرة، رغم محاولاته التدخل لتجنب الحديث عن النظام، على حسب تعبيره.