انصبّت بعض مضامين وثائق العميل الأمريكي إدوارد سنودن، على الحديث عن “حلفاء” الولايات المتحدة الرئيسيين في الشرق الأوسط والذين يدخلون حلقة تسريب معلومات لأميركا عن “أهداف” فلسطينية، تسربها الأخيرة بدورها للكيان الصهيوني.
ما أورده سنودن في وثائقه التي ترجمت “رأي اليوم” جزءا منها تحدثت عن تورط النظام الأردني، وقوات أمن السلطة الفلسطينية في ما أوردته الوثائق كـ”تقديم خدمات التجسس الحيوية المتعلقة بالأهداف الفلسطينية”.
الوثائق التي نشرها، موقع “فيرست لوك” في زاوية “ذي انترسبت”، تحدثت في جلها عن توفير الولايات المتحدة للدعم لـ”دولة اسرائيل”، من نقد وأسلحة وتكنولوجيات تجسس، إلا أنها صبت اهتمامها على آليات التعاون الجاسوسي والاستخباراتي بين الجانبين، والتي قال “سنودن” إنها “تمكن اسرائيل من مباشرة الاعتداءات العسكرية الإسرائيلية – على غزة مثلا”.
وتحدثت الوثائق عن مضاعفة مساعدات التجسس التي تقدمها وكالة الأمن القومي الأمريكية خلال العقد الماضي إلى نظيرتها الإسرائيلية، بما في ذلك البيانات المستخدمة لرصد واستهداف الفلسطينيين.
تحالف ثلاثي تشكله الاستخبارات الامريكية والبريطانية والكندية، تحدث عنه سنودن في وثائقه، على اعتبار أن التحالف المذكور يشكل حليفا وشريكا لاسرائيل.
وكشفت الوثائق عن استعانة مدفوعة سرّا قامت بها الولايات المتحدة، بأنظمة استخباراتية في الشرق الأوسط، لدعم حليفتها “اسرائيل”، ضمنها النظام الأردني، وقوات أمن السلطة الفلسطينية، لتقديم خدمات التجسس الحيوية المتعلقة بالأهداف الفلسطينية.
وعلق صاحب موقع “فيرست لوك” الصحفي السابق بصحيفة “ذي جارديان” غلين غرينوالد، على ما الوثائق بقوله “الوثائق الجديدة تؤكد التدخل المباشر من الحكومة الامريكية وحلفائها الرئيسيين، في العدوان الإسرائيلي ضد جيرانها”، موردا تعليقا لأحد أساتذة كلية بروكلين على ما قاله الرئيس الأمريكي باراك اوباما عن العدوان الأخير على غزة.
وقال الرئيس أوباما في مؤتمره الصحفي الجمعة عن ما يحث في غزة من سفك دماء “انه امر محزن ان نرى ما يحدث هناك”، الأمر الذي عقّب عليه أستاذ كلية بروكلين كوري روبن بقوله “كما لو أنه مجرد أحد المارة، ومشاهد لتكشّف الحقائق (…) أوباما يتحدث عن غزة كما لو كانت كارثة طبيعية، أو كارثة طبيعية لا يمكن السيطرة عليها.”
وأوردت الوثائق أن وكالة الأمن القومي والاستخبارات نجحتا على حمل قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية التي تدعمها الولايات المتحدة لتزويدهما بمعلومات استخباراتية حول “مجموعات” عربية أخرى في المنطقة.
كما أوردت “الطريقة التي رأت فيها وكالة الأمن غزة” ضمن وثيقة، اجتهدت “رأي اليوم” لإيراد تفاصيلها، التي تقول إنه “طالما أن قطاع غزة المكان الرئيس للتابعين لمنظمة حماس، وهو ذاته المكان الذي يشهد صدامات بين مناصري المنظمات الحمساوية والفتحاوية والاسرائيليين والمناضلين الفلسطينيين، كما يشهد “قتالات” بين هذه القوى، فإن له أهمية حاسمة”.
وتضيف “المؤسسات التي تدعمها أميركا في فلسطين (PASE) ليست حربية ولا ارهابية، إلا أنها قد تزود الولايات المتحدة بتقارير عن منظمات مصنفة كإرهابية أمريكيا. اليوم بعد انسحاب القوات الاسرائيلية، تعتبر المؤسسات الفلسطينية أفضل مزوداتنا بالمعلومات”.
وعن الأردن، قالت وكالة الأمن القومي إنه يغذيها ببيانات تجسسية عن الفلسطينيين، الأمر الذي جاء على إحدى الوثائق المصنفة منذ عام 2013، والتي قالت إن “شراكة وكالة الامن القومي مع “مديرية الحرب الالكترونية الأردنية” راسخة، وطويلة الأمد وأنها علاقة موثوقة يعود تاريخها إلى أوائل عام 1980، خصوصا، وأن الوكالتين تتعاونان بصورة كبيرة بالنسبة للأهداف الاسرائيلية ذات الاهتمام المشترك.
وتواصل الوثيقة المصنفة “سري للغاية”، والمروسة على انها “ورقة معلومات”، أن مديرية الحرب الالكترونية الأردنية “توفر مجموعة مهمة جدا، وفريدة من أهداف مختلفة مثل قوات الأمن الفلسطينية”. وتضيف “مديرية الحرب الالكترونية الأردنية هي المساهم الوحيد لمجموعة كبيرة من تقارير وكالة الامن القومي عن هذا الهدف “.