من المفترض أن يتم الانتهاء من متحف اللوفر في أبوظبي عام 2015. وقال طارق مساعد، وهو نجار يعمل في بناء المتحف، الذي يتكلف 653 مليون دولار، «رسالتي لرئيس متحف اللوفر تظهر كيف نعيش هنا».
وقد أخبرني طارق عبر أحد المترجمين قائلا، «انظر إلى أحوالنا المعيشية هنا وفكر في الوعود التي وعدونا بها في أبوظبي».
ترك طارق عمله في باكستان العام الماضي حالما بعمل جيد في الخليج وأخرج لي شهادة تثبت تفوقه في مجاله. وعده أرباب العمل براتب يبلغ 326 دولارا شهريا على أن يدفع 1776 نفقات تعيين مقدما. طار بعدها طارق إلى أبوظبي للعمل في شركة للبناء والتي تقوم بتعيين بنائين أجانب.
ولكن عند وصول طارق قالت الشركة أنها ليست بحاجة له وانتظر 24 يوما بدون أن يدفعوا له أي نفقات ويعيش في مخيم للعمال. وعندما تقرر دخوله العمل أدرك أن راتبه 176 دولارا فقط شهريا. أخذ مديره في العمل جواز سفره وبذلك لم يستطع تغيير الوظيفة أو حتى ترك البلاد. إنه يرسل نصف راتبه لأسرته. وبعد مرور 11 شهر من المكوث في الخليج لا يستطيع طارق أن يسد الدين الذي أخذه للذهاب إلى الإمارات.
وتساءل طارق بنظرة يائسة، «كيف يمكنني أن أكون سعيدا براتب 176 دولارا؟».
طارق هو واحد من عشرات عمال البناء في جزيرة السعديات.
هناك الكثير من التقارير التي صدرت عن أحوال العمال في الخليج. وبنود هذه التقارير تظهر تناقضا بين ناطحات السحاب البراقة هناك والرواتب الهزيلة التي يتقاضونها.
في أول مرة وطأت قدمي جزيرة السعديات كان الحر شديدا لدرجة أنني كدت أصاب بحالة من الإغماء. لا يسمح للصحفيين بزيارة المواقع هناك بدون تصريح ولذلك قمت بالتسلل إلى هناك.
تبدو أرض السعديات مثل القمر. أعماني الغبار هناك والحالة هناك مقفرة للغاية.
إن هذه الظروف السيئة للعمال لا تقتصر فقط عليهم فقد كان مترجمي المرافق لي واسمه إبراهيم يخاف من الترحيل في أي وقت. وقد أخبر مديره في العمل بعد أن وصل إلى الإمارات أن الجحيم أفضل من هنا، فرد عليه مديره قائلا، «إذا اذهب إلى الجحيم».
يقول إبراهيم أن مدير عمله رجل يوبخ عماله دائما ويصفهم بالحمير والأغبياء. وبسبب كفاءة إبراهيم في اللغة يطلبون منه أن يخبر صاحب العمل أن ضغط العمل كثير جدا وأنهم بشر.
وفي العام 2007 بدأ عمال أربتيك إضرابا عن العمل في دبي. وقام العمال الذين يعملون في برج خليفة، أطول ناطحة سحاب في العالم، بترك معداتهم. وقد تم تنسيق هذا الإضراب عن طريق الهواتف المحمولة للاحتجاج على ضعف الرواتب وظروف الحياة الصعبة.
قامت الشرطة باعتقال 4000 مضرب عن العمل وبعد مرور عشرة أيام وعدت أرابتك بزيادة الرواتب. وأخبر مدير الإدارة رياض كمال رويترز أن تأثير زيادة الرواتب على أرباح الشركة أقل من 1%.
غير أن الإضرابات – والتعدي عليها – استمرا. وبدأ أكثر من 3000 عامل آخر إضرابا في دبي بحلول عام 2011. إنهم يأخذون 176 دولارا شهريا ويريدون زيادة بمقدار 41 دولار فقط. اعتقلت الشرطة 70 رجلا قالت أنهم من يتزعمون الإضراب. وقال اللواء محمد المر، من شرطة دبي، «إن وجود هؤلاء في الدولة يمثل خطرا».
وبعد ذلك حظر استخراج تأشيرات للعمال البنغال الذين زعم أنهم من قاموا بتنظيم الإضراب في الإمارات.
وفي العام 2013 توقف آلاف العمال في أرابتك عن العمل في دبي وفي مشروع السعديات وكذلك متحف اللوفر. وقد طالبوا ببدل طعام شهري يصل إلى 81 دولار. ووفقا لمصدر تم سؤاله، «تم الاتصال بالشرطة بعد يوم وطلب من العمال العودة إلى العمل أو أن يتم ترحيلهم لبلادهم. وبعد أسابيع تم إلغاء تأشيرات آلاف العمال في أرابتيك في أبوظبي وحدها. ومعظم هؤلاء العمال من البنغال».
وفي رد على ذلك وعدت أرابتك بزيادة 20% في الرواتب. لا يوجد أحد من العمال الذين جرى معهم اللقاء يتقاضى ما اتفق عليه من راتب معهم.
قامت أربتك أيضا باستبدال العمال البنغال بعمال آخرين باكستانيين وقد كانت هذه استراتيجية فرق تسد والتي تبعتها الإمبراطورية البريطانية. وفي أغسطس 2013 انفجرت أعمال شغب في الجذور بين البنغال والباكستانيين في قرية السعديات. رفع العمال أدواتهم ضد بعضهم البعض وضربت الشرطة الرصاص الحي في الهواء. وبعد هذا الشجار تم نقل العمال الباكستانيين إلى معسكرات أخرى.
لا ينتهي الحديث عن ظروف العمال المأساوية في الإمارات بشكل عام فهذا الذي ذكر فيض من غيض حول شكاوى العمال من ظروف حياتية ووعود لا يتم الالتزام بها.
مولي كرابابل، فيس // ترجمة وتحرير: الخليج الجديد