أثار مقتل القيادي البارز في حزب الله، إبراهيم الحاج منذ عدة أيام جملة من التساؤلات حول دور ميليشيات الحزب في العراق، وإعادة ترتيب صفوفها بين العراق وسوريا.
فمع بداية النزاع داخل سوريا أعلن حزب الله وقوفه إلي جانب الرئيس السوري بشار الأسد وتعهد بتخصيص قواتٍ كبيرة في سوريا، لكن تحديد العدد الفعلي لها يعد أمراً في غاية الصعوبة إلا أنه طبقاً للوراد من الأنباء أن أعلى عدد تقديري لقوات حزب الله التي تم التعهد بها للقتال في سوريا قد بلغ نحو 10,000 مقاتل بين عائد وذاهب وليسوا متواجدين جميعهم بشكل مستمر وتشمل أنواع القوات التي أرسلت إلى سوريا قوات النخبة والقوات الخاصة والقوات الاحتياطية.
علي الجانب الأخر لم يعلن حزب الله عن تواجده داخل الأراضي العراقية مثلما فعل في سوريا سوي بعد مقتل إبراهيم الحاج قبل أيام وانكشف الأمر ، إلا أن دخول حزب الله في العراق ليس جديداً، وهو لم يحصل بعد سيطرة داعش على محافظات عدة وإنما حصل قبل ذلك بكثير لدعم وتدريب ميليشيات عراقية شيعية تأتمر بأوامر إيران بحسب التقارير الأمنية المعلنة وشارك خبراء ومقاتلون من الحزب في الكثير من المعارك، قبل أن ينكشف أمر وجودهم مع سيطرة داعش على الموصل ومناطق أخرى، حيث تزايدت أعداد المقاتلين هناك.
وانخراط حزب الله في الصراع العراقي، قد يحوله إلى نزاع مذهبي ويضر بمعركة مكافحة الإرهاب التي قد يخوضها النظام العراقي وعدد من الدول العربية ضد داعش كما أنه يشكل محاولة إيرانية لإبقاء رئيس الوزراء نوري المالكي في سدة الحكم وإذا وضعنا الوضع العراقي وما يجري في سوريا في سياق واحد، وحاولنا تحديد الدور الإيراني الذي يعبر عنه حزب الله بتورطه العسكري لوجدنا أن مصلحة طهران هي إبقاء هذين البلدين العربيين في حالة أزمة وصراع واقتتال, ويشكلان ساحة للرسائل الإقليمية والدولية.
ورغم التكتم عن منصب إبراهيم الحاج وموقعه القيادي في الحزب، ذكر موقع جنوبية الإلكتروني أن الحاج هو قائد المجموعة العسكرية المهاجمة التي نفذت عملية أسر الجنديين الإسرائيليين في 12 يوليو 2006 وهي العملية التي تسببت باندلاع الحرب بين لبنان وإسرائيل، واستمرت 33 يوما.
ويعد الحاج، أول قيادي في حزب الله يُقتل في العراق، رغم أن الحزب لم يرسل إلى العراق جيشا، بل اكتفى بإرسال كوادر وخبراء، هم برتبة ضباط في الحزب علي اعتبار أن المساحة الجغرافية العراقية لا تؤهل الحزب للعب دور عسكري شبيه بدوره في لبنان أو سوريا، بل يقتصر دوره على إرسال خبراء متخصصين بحرب العصابات والتفجيرات هؤلاء الخبراء مهمتهم هي تدريب ميليشيات شيعية مقربة من رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي.
في الوقت نفسه تحدثت صحف غربية عن نقل 250 مستشارا محترفا من حزب الله إلى العراق، في مهمة رئيسية، هي توحيد وتنسيق العمل بين الميليشيات المقاتلة تحت لواء الحرس الثوري الإيراني.
وكشفت الصحافة اللبنانية عن حملة باسم “تجديد الإيمان”، يقوم بها حزب الله، يعرض فيها فيلما من عشرين دقيقة عن قتال الحزب في القصير، ويختم بكلمة لأمين عام الحزب يدعو فيها إلى التطوع للقتال، في استراتيجية لنقل القوات المحترفة من سوريا إلى العراق، وتجنيد الشباب للقتال في سوريا.