ساعتك الـ193 بشكل متواصل بدون كهرباء، فتصبح زجاجة الماء البارد حلماً جميلاً لمعظم الشهداء وكل الجرحى!
ساعتك الـ240 بدون ماء، ونحن في شهري يوليو وأغسطس.
شهيدك الـ1850 ثلثهم بلا ثلاجات، ليس لأنه لا كهرباء، بل لأن صفوف الذاهبين إلى الجنة لم تعد تتسع!
جريحك الـ10100 نصفهم بإصابات فوق الخطيرة، لا بأس، سيستشهد نصفهم ولن يتحرك فيكم شيء.
الشارع فارغاً من السيارات، البيوت من أهلها، والنفوس من الذل، فقد أتخم أهل غزة كرامة!
تخيل فقط،
أن تجف الدموع من كثرة البكاء، فتموت المشاعر.
أن يتآمر القريب قبل البعيد من أجل موتك، فتعيش!
أن تشعر بطعم الحياة وسط الموت، لأن الله يمنحنا إياها، لا الأمم المتحدة
أن تُغلق كل المنافذ/المعابر .. إلا إلى الجنة.
جرّب رياضياتك:
تسقط قذيفة مدفعية منذ 29 يوم على غزة كل 8 ثوان، فإذا علمت أن غارة طيران تقع كل 4 دقائق ونصف، احسب مجموع القذائف والغارات التي سقطت في غزة.
ملاحظة: يبلغ عدد سكان قطاع غزة 1.8 مليون فلسطيني مخصوماً منهم 1850 شهيد، احسب نصيب الفرد من المتفجرات إذا علمت أن وزن كل قذيفة مدفعية 80 كجم، وكل صاروخ طائرة 330 كجم.
للأذكياء فقط: احسب المدة الزمنية المتاحة للنوم وفق المعطيات السابقة الخاصة بالقذائف والغارات.
لا تتسع مخيلتنا في غزة، ولا وقتنا/كهربائنا من أجل هذا الترف الفكري بأن نفرغ أنفسنا، ولو لدقيقة، من أجل أن نتخيل،
إنما تتسع سجلاتنا للشهداء، ودفاترنا للذكريات، وعقولنا لأن لا ننسى
سامحونا .. لم نعد نتخيل!
–
تركت أم اسماعيل، جارتنا الطيبة، رسالة لي حمّلتني إياها أمانة.
خالتي أم اسماعيل .. سامحيني، لن أكتب الدعوات الصاعدة إلى الله من قلب أمٍ لشهيدين، وزوجة أسير، على كل العرب والمسلمين
ولا عن “حسبنا الله ونعم الوكيل” التي رفعتِ بها سبابتكِ إلى الله داعيةً بها على الشعب الفلسطيني الشقيق في الضفة و فلسطين المحتلة 48،
ولكني سأخبر المجاهدين بوصيتكِ لهم:
قوموا، فموتوا على ما مات عليه أولادها، فلا حياة إن بقي بنو يهود. أروا الله منكم ما يحب، فلقد علمتم كيف يضحك الله من عبده.
أيها الشباب: باب بيت خالتكم تركته مفتوح يمّا، على إيدك اليمين في المطبخ تحت الغاز 4 علب تونة و 3 علب لحمة لانشون،
ربطة الخبز فوق التلاجة، وكرتونة البيض على إيدك الشمال جنب سلة الخضرة.
وسامحونا يمّا، علب الجبنة خربانة، ما توكلوا منها.
*رنا العلي (مجاهدة الشام)
#رسائل_تحت_الحرب