أدان العاهل السعودي الملك عبد الله الحرب في غزة، ووصفها بأنها “مجزرة جماعية” وجريمة ضد الإنسانية، ولكن لم يصل الى حدّ الإدانة المباشرة للحملة الشرسة لإسرائيل ضد حماس.
فعلى عكس الحروب الماضية، بما في ذلك الهجوم المدمر على غزة عام 2008، لم يدن العاهل السعودي إسرائيل بشكل كامل عن الصراع الذي يقول مسؤولون إنه أودى بحياة ما لا يقلّ عن 1500 فلسطيني، معظمهم من المدنيين، منذ أن بدا في يوم 8 يوليو/ تمّوز الماضي. بينما قالت إسرائيل إن 63 من جنودها قد قتلوا بالإضافة إلى ثلاثة مدنيين في إسرائيل.
وبدلًا من ذلك، بدا الملك عبد الله وكأنه يشير إلى أن كلًّا من إسرائيل وحماس مسؤولتان، قائلًا إن العنف في غزة قد أدى إلى “أشكال مختلفة” من الإرهاب سواء من الجماعات أو المنظمات أو الدول. وأضاف أن “كل ذلك يحدث بينما المجتمع الدولي يراقب بصمت غير مبرّر”.
لكن الملك لم يدعُ لاتخاذ أية إجراءات محددة ضد إسرائيل في تصريحاته. ويشير خطاب العاهل السعودي إلى التحول الأخير في السياسة الإقليمية، حيث أصبحت القيادة في مصر وغيرها من الدول تعارض الأحزاب الإسلامية وتضيق الخناق على جماعات مثل الإخوان المسلمين، التي نشأت منها حركة حماس. كما ضغط الملك على القادة المسلمين للتوحد ضد التطرف، قائلًا بأن الإرهابيين يقومون بأعمال غير مشروعة وقتل باسم الإسلام وتشويه للدين.
ويتزامن تأرجح اللغة في خطاب ملك السعودية، وخاصة تجاه إسرائيل، مع الاضطرابات التي اجتاحت مصر وشهدت الإطاحة بالرئيس الإسلامي محمد مرسي، في العام الماضي واعتبار جماعة الإخوان المسلمين مجموعة إرهابية، في مصر والمملكة العربية السعودية.
وترى العديد من البلدان في المنطقة، الإخوان والحركات الإسلامية التابعة لها مثل حماس، تهديدًا مباشرًا لحكمهم. حيث ظلت مصر تلقي باللوم على حماس لدعمها الإخوان واتهمتها بمحاولة زعزعة استقرار البلاد.
مبادرة وقف إطلاق النار الأخيرة التي طرحتها مصر لقيت قبولًا من جهة إسرائيل، ودعمتها المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول، ولكنها لاقت رفضًا صريحًا من قبل حماس. وحاول وزير الخارجية الأمريكي جون كيري استدعاء قطر وتركيا إلى المشهد، إلا أن ذلك لم يحقق تقدمًا يذكر، مع وقوف معظم دول الشرق الأوسط وإسرائيل بقوة وراء الخطة المصرية.
كان الملك عبد الله ضالعًا بشكل عميق في محادثات وقف إطلاق النار، ووقف إلى جانب مصر ودول الخليج الأخرى المعارضة لحكم حماس في غزة. وعقد الاجتماعات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمير قطر، الذي يعمل وسيطًا لنقل مطالب حماس لكل من مصر وإسرائيل برفع الحصار البالغ من العمر أكثر من سبع سنوات على قطاع غزة.
كما تعهدت المملكة العربية السعودية حتى الآن بتقديم 80 مليون دولار مساعدات للشعب الفلسطيني منذ بدء الحرب على غزة.
وحذر عبد الله من أن القتال في غزة سيؤدي إلى ظهور جيل من الأطفال الفلسطينيين الذين لن يعرفوا إلا لغة العنف.
وأضاف: “إننا جميعًا نرى دماء إخواننا في فلسطين تنزف في المجازر الجماعية، وجرائم الحرب ضد الإنسانية دون تحفظات إنسانية أو أخلاقية”.
إنكويرر