وجه كاتب سعودي معروف خطابا مفتوحا للرئيس عبد الفتاح السيسي دعاه فيه إلى إعادة الرئيس المعزول محمد مرسي إلى قيادة مصر مرة أخرى من أجل إنقاذ البلاد من التخبط والخطر المحدق بها ، على حد قوله ، واعتبر أن السيسي لم يأخذ بنصيحة الملك عبد الله في إجراء مصالحة وطنية مما فاقم الأمور وجعل مصر على أبواب خطر ، وقال الدكتور كمال محمد الصبحي ، وهو أستاذ جامعي سابق ومدير واستشاري في إدارة المشاريع التطويرية واتخاذ القرارات في مقاله الذي جعله بعنوان ” أعيدوا مرسي لمصلحة مصر” ، قال أنه يؤمن بأن قيادات الجيش المصري تتسم بالحكمة وأنها ستتفهم رسالته ، واضاف قائلا :
أخاطبكم لأنني ارى أن بلدكم تسير في منحدر يبدو بسيطا الآن، ولكنها سيزداد انحدارا بعد ذلك، وحينها قد لاينفع النصح.
لاشك أن قيادات جيشكم تتسم بالحكمة، وقد تدخلت في فترات حالكة من تاريخ مصر الحديث بما يمليه عليها واجبها الوطني في استتاب الأوضاع في مصر.
في هذا المقال أتقدم لكم بإقتراح بسيط هو أن تفكر قيادات الجيش المصري الحكيمة في اعادة الرئيس محمد مرسي لسدة الرئاسة في مصر حتى يكمل فترته الرئاسية ، لأننا نريد أن نحمي مصرا من الهاوية التي تسير اليها حاليا.
وفي عودة مرسي – اذا حصلت بالطريقة التي أصفها هنا – مصلحة كبرى لمصر ودول الخليج والدول العربية وكافة دول العالم والسلم الدولي . بل أن هذا في مصلحة اسرائيل نفسها لأن اسرائيل ينطبق مثل (الجاهل عدو نفسه)، وسيستمر وضعها هكذا حتى يأتي الله بأمره.
واستند في ذلك الى جملة أمور الخص بعضها فيما يلي وأعتذر عن استعراض البعض الآخر لضيق المكان، ولأسباب لن تخفى على السياسي المحنك، فليس كل مايُعرف يقال:
(1) الكفاءة الإدارية: أثبت الحكومة المصرية الحالية عدم وجود قدرة ادارية لديها لحل مشاكل مصر الشقيقة، ومعظم اعمالها تفتقد الى الرؤية الصحيحة، وهي توضح عدم وجود قدرة ومهارة في ادارة شؤون الحكم في دولة مصر الشقيقة. ويتناقل المصريون طرائف كثيرة حول هذا الموضوع.
إن الرؤساء المصريين العسكريين منذ 1952 لم يفعلوا شيئا يعمل على تطوير مصر. ومصر التي كانت أيام الملكية يضرب بها المثل في التطور وسبقت الدول العربية بمائة عام اصبحت في وضع سيء اليوم .. لانرضاه نحن المحبون لها.
ولاشك أن الرئيس العسكري قد يكون قائدا عسكريا ماهرا – بإعتبار التعليم العسكري والتدريب الذي حصر عليه والخبرة – لكنه في شؤون الحكم والسياسة لم نر مايثبت امتلاكه لأي مهارة قادرة على اخراج مصر من ازماتها الحالية، وبالتالي فإن هناك خوف من تفاقم الأمور في مصر الشقيقة.
واذا سقطت مصر – لاقدر الله – في مشاكل فماذا يبقى من العالم العربي؟ انها عمقنا الإستراتيجي ومنبع من منابع حكمتنا وقوتنا.
وليس عيبا اذا رأى أنه في حالة وجود مثل هذا الخوف أن يفكر الرئيس نفسه في مغادرة منصبه خدمة لمصر التي يقول أنه يحبها. وهل الحب الا تضحية ؟!
(2) عدم الإستماع لنصائح الملك عبدالله: يعتبر الملك عبدالله بن عبدالعزيز أحد حكماء العرب اليوم، وهو لم يقصر في الوقوف مع مصر ، ومواقفه معروفة لن تخفى الا على حاسد.
وقد نصح الملك عبدالله الرئيس الحالي نصائح واضحة في خطاب معلن ومعروف، وهي نصائح تكتب بماء من الذهب، ولعل أهمها دعوته الى حل المشاكل والتقارب مع الجميع في دولة مصر الشقيقة، ذلك أنه يصعب التصديق بأن مصر ستبقى تعيش على المساعدات لفترة طويلة.
إلا أن الحكومة الحالية ظلت تستخدم العصا، ونسيت الجزرة، ولم تستطع احداث أي نوع من التوازن مع أي من خصومها ، بل أنها عادت حتى الذين ساندوا الرئيس في الوصول الى الحكم.
وفي ذلك تطيير لعقول المواطنين وخطر عظيم على الدولة المصرية.
(3) انخفاض مستوى الإعلام المصري واستخدام كلمات غير لائقة: كانت مصر – ولاتزال – مدرسة في الإعلام، ولكن منذ تولي الرئيس الحالي الحكم في مصر، رأينا انخفاضا وكلمات غير لائقة في الإعلام المصري تنذر بسوء وعاقبة الحال.
فمنذ متى يتلفظ الإعلاميون بكلمات نابية مثل (ياحمير يابتوع غزة .. أنت ياوله) على الهواء دون عقاب؟
ومنذ متى يقوم اعلامي بتأليب دولة مثل اسرائيل وتشجيعها على قتل مواطنين عرب ومسلمين ، مهما كان الإختلاف معهم؟! يعني: هل اسرائيل سترحمنا بعد أن تنتهي من حماس؟! اننا اذن نحلم بالمستحيل.
أين أولئك الإعلاميون المصريون العظام الذين خرجوا أجيالا من الصحفيين والإعلاميين ارتقت بهم مصر والعالم العربي؟
ادخل على اليوتيوب وقوقل وبقية مواقع الإنترنت واقرأ عن وضع الإعلام المصري بعد الانقلاب واستمع لفيديوهات تحمل الفاظا سوقية وتأليبية يترفع الإنسان السوي عن ذكرها.
إن مثل تلك الألفاظ السوقية والتأليبية ستؤدي الى ردات فعل عنيفة لدى الأجيال الحالية والمستقبلية لمصر الشقيقة. فالإعلام من المفترض أن يرتقي بذائقة الناس ويعلمهم الأدب والحكمة حتى يكون الجميع في صف واحد لخدمة مصر والأمة العربية.
ونحمد الله أنه لازال في مصر بعض الإعلاميين الشرفاء الذين يعلمون أن مايحصل في اعلام مصر هو سحابة صيف مؤقتة ستزول بإذن الله تعالى، فهذا مراسل التلفزيون المصري يغلق الهاتف في وجه المذيع احتجاجا على طبيعة الأسئلة التي لاتمت بصلة لما يحصل في غزة من جرائم حرب تستهدف المدنيين والعزل.
(4) انفلات الوضع في فلسطين: يحلم الرئيس الحالي بأن اغلاق معبر رفح مع حماس سيؤدي الى القضاء عليها، وبالتالي تصفية هذا الفصيل. ونسي 3 أمور:
(أ) أن اسرائيل رفضت كل عروض السلام منذ تأسيسها، لم تقبل بقرار التقسيم في عام 1947م. ومابقي الآن 22% من ارض فلسطين تعمل على محاصرته واذيته بكافة السبل.
وهي تعلن أنها ترغب في حكم منطقة تمتد من الفرات الى النيل، أي حتى الداخل المصري، وهذه الخريطة معلنة.
(ب) ان اسرائيل ستنفلت في مهمة للقضاء على حماس وأي مقاومة، ومن ثم التفرغ لإيذاء دول المنطقة العربية في برنامج تفكيك واضح ومعلن عنه هو (الشرق الأوسط الجديد). ونتائجه واضحة في العراق وسوريا وليبيا والسودان!!
يعني الدور على مصر وبقية دول المنطقة، فكيف نفرغ عدونا لأذيتنا؟!
(ت) أن هذه المقاومة ستبقى – شاء من شاء وأبي من أبى – لأن الله لن يكذب رسوله وهو الذي يوحى اليه، فهناك حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه (لاتزال طائفة من أمتي على الدين ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لايضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتيهم أمر الله) قالوا: يارسول الله وأين هم؟ قال: (ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس).
وقد فهم ذلك مشايخنا الكرام سواءا في السعودية أو في مصر من علماء الأزهر المعتبرين، فهذا الإمام المعتبر الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – قال في اجابة على سؤال: لقد ثبت لدينا بشهادة العدول الثقات أن الإنتفاضة الفلسطينية والقائمين بها من خواص المسلمين هناك وأن جهادهم اسلامي لأنهم مظلومون من اليهود (يقصد الشيخ الصهاينة لأن بعض اليهود من غير الصهاينة لايقبلون الظلم وقد ساروا في مظاهرات أثناء الإعتداء الآثم الحالي على غزة). الفتاوى 4/259.
لذلك .. سواءا كان اسمها حماس في الوقت الحاضر أو غيرها في الماضي مثل الفدائيين التابعين للمرحوم ياسر عرفات آنذاك أو غيرها في المستقبل مما يعلمه الله تعالى، فإنه لابد من وجود طائفة منصورة من قبل رب العالمين بصفة مستمرة، فكلمة (لاتزال) تفيد معنى الإستمرارية، وهي شوكة في حلق اسرائيل وكل عدو له مصلحة في تفكيك المنطقة العربية واحتلالها واذيتها، فهل تريد الحكومة المصرية الحالية الدخول بمصر في متاهة مع رب العالمين؟!
والله ماتفلح مصر، ولايفلح العالم العربي إن سمحت قيادات الجيش المصري بذلك، وماذا نسوى بدون رب العالمين؟! وهل هذه الدول العربية ماشية الا ببركة الله تعالى؟!
والحكمة التي كان يقوم بها السيد مرسي هو رفع صوت مصر عاليا ودعم حماس دعما انسانيا معقولا لكي تظل شوكة في حلق اسرائيل التي نراها الآن شوهت سمعتها أمام دول العالم بقتل هذا الكم الهائل من النساء والأطفال والمدنيين العزل، وأذت نفسها.
ولا يمكن السيطرة على عقليتها الا بوجود فصيل مثل حماس طالما أن الدول العربية غير قادرة في الوقت الحالي على الدخول في مواجهات عسكرية بسبب الأوضاع الدولية والإقليمية، فكيف نسي أهل السياسة ذلك؟!
وكان السيد مرسي قادرا على القيام بهذا الدور، بينما الرئيس الحالي يريد القضاء على حماس، وهو فصيل صغير، ويسمح في نفس الوقت بكبر برنامج تفكيك كبير تقوده اسرائيل، وأنظر الى منطقة الأكراد في شمال العراق ونشاطها المحموم فيه. أي سياسة هي تلك؟
إن كنت لاتدري فتلك مصـــــيبة
وإن كنت تدري فالمصيبة أعظم
إن من مصلحة اسرئيل نفسها اعادة مرسي، فحتى الدول الداعمة لإسرائيل لم تعد قادرة على الدفاع عنها، ولذلك ستسعد بكبح جماح طموحها عن طريق رئيس مثل مرسي. السياسة لعبة يحسن معرفة كيف يمكن لعبها.
ذلك أن اسرائيل لديها سوء حسابات كبير، وعدم فهم أنها ليست فقط مكروهة في المنطقة العربية، بل مكروهة على مستوى العالم، والدليل على ذلك المظاهرات التي عمت دول العالم ضدها من قبل كل انواع الطيف بما في ذلك المعتنقين للديانة اليهودية، واستدعاء العديد من الدول لسفرائها بسبب العدوان على المدنيين العزل وقتلهم في غزة.
(5) استغلال اسرائيل لكل شيء – الجاهل عدو نفسه: إن اعادة مرسي فيه كبح لجماح هذه الدولة المؤذية .. التي تؤذي نفسها بتشويه سمعتها .. وتؤذي غيرها.
ولايمكن الوثوق باسرائيل في الوقت الحاضر لأنكم ببساطة أعطيتوهم منطقة مفتوحة تتحرك فيها دون مضايقات. ومن أدلة ذلك قيام الأمير تركي الفيصل بمحاولة التقارب معهم لعله يستطيع السيطرة على عقليتهم واقناعهم بترك الفلسطينيين يعيشون في سلام.
والأمير ابن رائد التضامن الإسلامي الشهيد الملك فيصل الذي دفع حياته ثمنا لمواقفه من القضية الفلسطينية وحرب 73.
ورغم أن الأمير تركي الفيصل أوضح في مقال له أن اسرائيل تتسبب في العدوان بسبب تصرفاتها، إلا أنهم مع ذلك قاموا بإستغلال كل كلمة كتبها وتوزيعها في بروشورات على السفراء في اسرائيل لتبرير اعمالهم العدوانية وتبييض سمعتهم التي شوهوها بأنفسهم بسبب عدوانهم الأخير على قطاع غزة.
والإسرائيليون سعيدون أكثر بالحكومة المصرية الحالية، وصحفهم تطفح مديحا للرئيس المصري ولما يقوم به من خدمات مجانية، معتبرينه أكبر مناصر لهم. وهذا أمر في غاية السوء، لأن مصلحة مصر القومية تستدعي غير ذلك.
إن اسرائيل ارسلت نساء فيهم ايدز الى مصر، وارسلت دولارات مزيفة، وأرسلت حبوب قمح بها أمراض، وقتلت اسرى مصريين عزل، وطوال السنوات الماضية كانت المخابرات المصرية تكشف عن قضايا تجسس لاتكاد تنتهي.
والثقة بهم في الوقت الحاضر ، بل ومساعدتهم على حماس التي هي شوكة في حلقهم هو أمر يدل على عدم فهم لمصلحة الأمن القومي المصري والعربي.
إن من ابجديات السياسة أن تشغل عدوك – الذي هو عدو نفسه – بما يشغله عن أذيتك !!
(6) فكي كماشة: إن اعادة مرسي فيه تعطيل لأحد فكي الكماشة، وهي اسرائيل. وتبقى ايران كطرف الكماشة الآخر، وهي مقدورة عليها لوحدها بما لدينا من اسلحة ردع.
لكن لو قضينا على حماس، وفرغنا اسرائيل، فسوف نقع بين فكي كماشة (اسرائيل وايران) يا أهل السياسة، فكلاهما لديه أحلام وطموحات على حسابنا !!
(7) الغاء التنظيم الدولي للأخوان ومحاصرة قطر والجزيرة والشيخ القرضاوي: لاشك أن الجلوس على طاولة المفاوضات مع السيد مرسي تقتضي ايضاح أن عودته لابد أن يواكبها الغاء التنظيم الدولي للأخوان المسلمين والعمل داخل مصر فقط، وذلك لأن الأوضاع الدولية لاتسمح لأحد بالتدخل في شؤون أحد دون اذن. كما ان في ذلك استعداء للآخرين.
كما أن مصر وبقية دول الخليج قادرون على اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع قطر وقناة الجزيرة والشيخ يوسف القرضاوي من التدخل في الشؤون الداخلية للأقطار العربية.
والشيخ يوسف القرضاوي يعلم أنه على خطأ، فهو لايستطيع الحديث عن مايحصل داخل قطر، بينما يعطونه منبر الجزيرة للحديث عن الدول الأخرىن فكيف يستقيم هذا؟!
لقد كان هذا هو الذي ينبغي ان يحصل من البداية، فمصر والسعودية مثل الرأس، وغيرهما فرع يعيش عليهما.
والذي نعرفه أن كل شيء قابل للحوار مع مرسي، وهو موافق على ذلك حسب ماصرح. والضامن الله ثم الجيش المصري والبرلمان المنتخب الذي يوقف الرئيس عند حده في حال تجاوز صلاحياته.
(8) الدعوة الى تحسين العدالة والأوضاع الإدارية في الدول العربية ومنها مصر الأخت الكبرى: إن عودة السيد مرسي تقتضي أن تفكر كل الدول العربية – دون استثناء – في تحسين مستوى العدالة وأوضاعها الإدارية، وذلك لأن الأجيال الحالية تبحث عن اداء مقنع وعدالة معقولة.
إن القضاء على الربيع العربي لايكون إلا بمثل ذلك.
لقد أدى محاولة القضاء على الربيع العربي بغير ذلك الى تدخل أجهزة استخبارات عالمية في المنطقة استغلت كل شيء لتشويه سمعة كل شيء !!
يقول الله تعالى محذرا (وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعدا). فكيف يستقيم قتل المواطنين والاغتصاب في مراكز التحقيق والشرط وظلمهم في مصر بالطريقة التي نراها حاليا بدعوى حفظ النظام الذي تمت مخالفته في الاصل من بعض من هم قائمون عليه؟!
إن تهديد الله واضح بأن الظلم سيؤدي الى القضاء على الدول، ومن يطيق مواجهة الله تعالى؟! واغلاق باب – مثل الربيع العربي – عن طريق الظلم والتعسف سوف يؤدي الى فتح أبواب جديدة طالما أن السبب – وهو الظلم – قائم في بعض دولنا العربية.
كلنا سنموت يوما، فلنخلف عدلا وراءنا يشفع لنا في قبورنا.
ولنتذكر رب الأرباب اذا أصبحنا بين يديه يحاسبنا على كل شيء.
ثم: لقد علمتم أيها المصريون الشرفاء المواطنين وأرسلتموهم في بعثات للغرب، فكيف نبقي الأوطان العربية ومصر تحديدا على حالها من سوء الأداء؟!
إنني أرجو من الجيش المصري أن يستمر في دعم ميزانياته ومكتسباته من خلال مايقوم به حتى يبقى في خدمة مصر والعالم العربي، وفي نفس الوقت يتفق مع السيد مرسي على طاولة المفاوضات على اقتسام معقول للكعكة وترك مساحة مقبولة للحكومة المصرية بقيادة مرسي للإنطلاق بدولة مصر الشقيقة الى افاق من الاداء والجودة والإنتاج غير المسبوق.
حرام حرام حرام أن تكون لديكم كل هذه العقول المصرية والعربية المبدعة ثم تظلون على هذه الحال. لقد ارسلت مصر ايام (محمد علي) بعثات الى الغرب في نفس الوقت الذي ارسلت اليابان بعثاتها الى الغرب، فأنظر الى حال مصر والى حال اليابان وقارن بينهما !!
ولاشك أن الجميع يحتاج الى تحمل مسؤولياتهم التاريخية لإصلاح مواطن الخلل ووضع الدول العربية ومصر في المكان اللائق بين الأمم.
والسيد مرسي قادر على ذلك اذا وجد عونا من الجيش ومن الحكومة المصرية العميقة.
(9) التعلم من الصغير قبل الكبير: إنه ليس من المعقول أن تظل الدول العربية ومصر في حالة من سوء الأداء أدت الى أن يجرؤ عليها كل من هب ودب.
ولنتواضع .. ولنتعلم من صغيرنا قبل كبيرنا، فهذه حماس بإمكاناتها البسيطة استطاعت صنع صواريخ واسلحة لكي تدافع عن نفسها، فكيف بالدول العربية ذات الإمكانات المالية والبشرية الكبيرتين؟!
(10) التعايش واستحالة القضاء على من يختلفون عنا: ومن المفترض أن نتعلم أنه من الصعوبة بمكان أن نقضي على من نكرههم داخل مجتمعنا ونتصور أنهم مختلفون، وبالتالي نصنفهم على أنهم أعداؤنا.
ولننظر فنرى كيف أن رجلا افريقيا اسودا أصبح رئيسا لأمريكا، بينما لو جاء لأي دولة عربية في أوضاعنا الحالية لربما أصبح عاملا او موظفا بسيطا دون أي طموح .. أو حتى أقل من ذلك!!
والقطر المصري من المفترض أن يحوي جميع ألوان الطيف ويتعايشوا فيما بينهم لخدمة مصر، وهكذا كل قطر عربي ينبغي أن يكون فيه نهر رئيسي من البشر وأقليات لها حقوق.
ويحتاج الأمر الى سن قوانين توضح أن على الجميع التعايش، وتجريم من يتجاوز ذلك. والأمر يحتاج الى وقت لتطوير المفاهيم وزرعها في النفوس. الكل مواطنون لهم حقوق وعليهم واجبات. وهم في خدمة الوطن لايسمح لهم بالتعلق الا بالله ثم بوطنهم.
حمى الله مصر من كل سوء، فاحدى أمهاتنا .. أمهات المؤمنين من مصر (مارية القبطية)، ووفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والهمنا جميعا التوفيق والحكمة، وأبعد عنا الغضب في غير محله، ونحمد الله على كل حال، ونسأله التوفيق والسداد والحماية، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين.
ملحوظة: لاينتمي الكاتب لأي جماعة مهما كانت توجهاتها. وهو يعتبر نفسه فوق ذلك ليس تكبرا .. ولكن لأن الكثير من الجماعات تنطوي على فكرها ونفسها بعد فترة من تأسيسها. هو يقرأ وينصت للجميع، ويقتنع بما فيه المصلحة العليا للأوطان، ويقف على مسافة واحدة من الجميع.