وجّه آلَاف المغاربة، المشاركين في المسيرة الشعبية التضامنية مع غزة، صباح اليوم بمدينة الدار البيضاء، سيْلا من الانتقادات لموقف الأنظمة العربية الحاكمة، حُيالَ الحرب الإسرائلية على قطاع غزّة، والتي خلّفت لحدّ الآن أزيد من 1700 شهيد.
ورُفعت خلال المسيرة الشعبية، التي دعتْ إليها خمس وعشرون هيئة سياسية ومدنية، تحت شعار “غزة تقاوم… غزة تنتصر”، صور بعض الزعماء العرب، منهم ملك السعودية، الملك عبد الله بن عبد العزيز، وحاكم دبي محمد بن راشد آل مكتوم، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.
ونال السيسي النصيب الأوفر من الانتقادات الموجّهة إلى الحكام العرب، إذْ رفع المشاركون في المسيرة شعار “يا سيسي يا حقير”، وصوراً له يظهر فيها وجهه مُشطّبا عليه بعلامة حمراء، والشيء نفسه بالنسبة للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي وصفه المحتجون بـ”المشارك في الجريمة”.
ورفع المشاركون في المسيرة الاحتجاجية الشعبية التي تصدّرها علَم فلسطيني كبير، شعارات قويّة ندّدوا من خلالها بموقف الأنظمة العربية، من قبيل “هادي هي الحقيقة.. الأنظمة منافقة”، و “الشعوب تقاوم والأنظمة تساوم”.
وعلى عكس “الخلاف” الذي عرفته المسيرة الشعبية للتضامن مع غزّة، التي شهدتها مدينة الرباط قبل أسبوعين، بين جماعة العدل والإحسان، وكلّ من الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ومجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين، توحّدت جميع الأطياف الداعية إلى مسيرة الدار البيضاء، حيثُ ضمّت مقدمة المسيرة الإسلاميين، واليساريين، وأعضاء جماعة العدل والإحسان.
وعرفت المسيرة الشعبية للتضامن مع غزّة، والتي جابتْ شارع بوشعيب الدكالي، حضورا لافتا للعنصر النسوي، وحضورا للأطفال، الذين أدّوا لوحات مسرحية على الطريق، شخّصوا فيها التقتيل الذي تقوم به قوات الاحتلال الإسرائيلي في حقّ أطفال قطاع غزة، مُرتدين أكفانا بيضاء، وحملوا نعوشا، ولافتات تدعو إلى وقف تقتيل أطفال غزة، من قبيل “أغيثوا غزة، إنهم يقتلون الأطفال”.
وفي الوقت الذي انتقد المشاركون في المسيرة “مساومة” الأنظمة العربية، وعدم تدخّلها لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، دعت الهيئات السياسية والمدنية الخمس وعشرون التي نظمت المسيرة النظامَ المغربي، في بيان مشترك، إلى “وقف جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني”.
هسبريس – محمد الراجي (صور منير امحيمدات)