كشفت نشرة “انتلجينس أون لاين” الأسبوعية، الاستخبارية، في عددها الأخير، أن السعودية تخوض حربا سرية لزعزعة استقرار قطر التي تحاول أن تسلك نهجا تتميز بها عن غيرها من دول المنطقة.
وكان نائب ولي العهد، الأمير مقرن بن عبدالعزيز، قد زار أبوظبي والكويت والمنامة منذ 23 يوليو، وسط تكتم لافت، وفي كل محطة كرر المسؤول السعودي النغمة نفسها، في محاولة لإقناع القادة المحليين الانتقام من قطر، التي اتُهمت بدعم جماعة الإخوان ضد دول الخليج.
وقد سحبت الإمارات والسعودية والبحرين سفراءها من الدوحة في مارس الماضي، في محاولة لإخضاع قطر والضغط على الأمير تميم للانصراف عن نهج أبيه الأمير حمد.
ولكن حتى الآن، وفقا للتقرير، لم يُظهر الأمير الشاب أي علامات للخضوع للابتزاز السعودي. في 9 يوليو، رفعت أبوظبي مؤشر الضغط على الدوحة باعتقال العديد من القطريين في الإمارة بشبهة التجسس.
وللمرة الثانية، في أقل من ستة أشهر، استهدفت أبوظبي القطريين، بداية من مارس الماضي، حيث سجنت طبيبا قطريا اتُهم بدعم حركة الإصلاح الإسلامية بسبع سنوات في الإمارة.
وفي زيارته لجدة يوم 21 يوليو، التقى الشيخ تميم الملك عبد الله ووزير الداخلية محمد بن نايف، ولكن اللقاء لم يذب أي جليد بينهما.
ولعدم إحراز أي تقدم دبلوماسي بينهما، فإن السعودية قد تقرر مقاطعة القمة السنوية القادمة لمجلس التعاون الخليجي، التي ستقام في الدوحة في ديسمبر القادم، وقد تقتفي أثرها الإمارات والبحرين.
في حربها الاستنزافية ضد الدوحة، وفقا للتقرير، يبدو أن الرياض لديها ورقة قد تكون مؤثرة، وهي العلاقة الوثيقة مع رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم، المنافس السياسي البارز للشيخ تميم الذي أقاله الأمير.
ويبدو أن رئيس الوزراء الأول السابق، حمد بن جاسم، المقرب من الأمير متعب بن عبد الله، وزير الحرس الوطني السعودي، الوريث المحتمل للحكم، في وضع مثالي للعمل كوسيط بين الدوحة والرياض، خصوصا وأنه ظل على مقربة من ابن عمه، أمير قطر السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الحاكم الذي أطلق سياسة دعم قطر للإخوان المسلمين.
وحتى الآن، ظل رئيس الوزراء القطري السابق، حمد بن جاسم، بعيدا عن التورط في الصراع الذي أُبعد عنه ويتحين الفرصة للبروز مجددا.