كشف تقرير نشرته وكالة “يو بي آي” (UPI) من فترة، نقلا عن موقع إلكتروني استخباري فرنسي (أنتليجينس أون لاين)، أن تنافس وتسابق الشركات الأجنبية لانتزاع حصة من الاستثمارات في تركمانستان الغنية بالغاز، ولَد بعض “الشراكات الغريبة”، مثل التي تربط شركة “PetroSaudi” التي يملكها نجل الملك عبد الله، بمجموعة “مرحاف”، تكتل إسرائيلي يديره ضابط المخابرات السابق، يوسي ميمان (أو يوسف ميمون وهو شريك رجل الأعمال المصري حسين سالم في شركة شرق المتوسط للغاز المتورطة في صفقة نهب الغاز المصري وبيعه لإسرائيل في عهد مبارك).
وفقا لما أورده الموقع الفرنسي الاستخباري، ويهتم بقضايا الأمن العالمي، فإن الشركات التي يملكها أصحاب عداوات وخصومات قديمة في المنطقة تتفاوض (وهذا منذ العام 2009) على تأسيس شراكة “عبر وسطاء” لاستكشاف حقل “سردار” الذي يمتد على جانبي الحدود بين تركمانستان وأذربيجان الغنية بالنفط.
وتفيد التقارير أن الحقل يحوي على ما يعادل 1 مليار برميل على الأقل من النفط القابل للاستخراج. وللإشارة، فإن تركمانستان هي عاشر (10) أكبر منتج للغاز في العالم. وتتنافس كل من الولايات المتحدة وأوروبا والصين وروسيا وإيران للظفر بصفقات استغلال حقول الغاز الواسعة، والتي تحوي على ما يقدر بنحو 20 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي، ما يكفي بتزويد أوروبا من الغاز لمدة 66 عاما.
وقد عمل ضابط الاستخبارات “يوسي ميمان” لصالح الموساد، جهاز الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية، وأُشيع بأنه يرتبط بشبكة من الشركات المملوكة من قبل مجموعة “مرحاف”.
وانتقل إلى آسيا الوسطى لبعض الوقت، وقاد جهودا إسرائيلية لتأمين النفوذ –والحضور الاستخباري المؤثر- في حوض بحر قزوين الغني بالنفط والغاز الطبيعي.
كما شاركت مجموعة “مرحاف” في صناعة الغاز الطبيعي بتركمانستان لسنوات. في عام 2004 وصفت صحيفة “جيروزاليم بوست” يوسي ميمان، الوجه المألوف في العاصمة التركمانية، عشق أباد، بأنه “شخصية قيادية” في قطاع الغاز في آسيا الوسطى.
ووفقا لبعض التقارير، فإن “سوسي ميمان” تحسن على الجنسية التركمانستانية بموجب مرسوم من رئيس البلاد المتسلط، صابر مراد نيازوف، الذي توفي من مرض القلب في 21 ديسمبر 2006.
وفقا للموقع الإلكتروني الاستخباري، فإن “ميمان” كان وراء تعيين أول سفير إسرائيل في تركمانستان، ضابط آخر سابق في الموساد، رؤوفين دينيا، من طرف وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان.
وقال تقرير وكالة “يو بي آي”، الذي نشر في ديسمبر 2009، إن تركمانستان وأذربيجان ترتبطان بشكل وثيق بالمصالح التجارية الإسرائيلية -ناهيك عن المخابرات الإسرائيلية-، ويبدو أن “ميمان” في وضع جيد للتوسط في اتفاق بينهما حول حقل “سردار” المتنازع عليه.
وكشف التقرير أن رجل الأعمال الألماني المولد، الذي أصبح مواطنا إسرائيليا في عام 1971 وأسس مجموعة “مرحاف” بعدها بخمس سنوات، لديه أيضا علاقات تجارية منذ فترة طويلة مع المملكة العربية السعودية.
وقال تقرير وكالة “يو بي آي” إن هذه الاتصالات قد تتوسع في وقت تجد إسرائيل والسعودية نفسيهما في خط واحد في مواجهة النووي الإيراني.
وكشف أن ضابط الموساد السابق، “ميمان”، قد سافر إلى الرياض في العديد من المرات خلال السنوات الأخيرة ممثلا لمجموعته بجوازات سفر غير إسرائيلية.
وأفاد التقرير أن شركة PetroSaudi، برئاسة تركي بن عبد الله بن عبد العزيز، واحد من أبناء العاهل السعودي، الملك عبدالله، قد تكون الأوفر حظا في تركمانستان إذا عزز شراكته مع مجموعة “مرحاف” الإسرائيلية، وهي تواجه (والتقرير نشر في العام 2009) منافسة من توتال الفرنسية وايني الايطالية ورويال داتش شل، TNK-BP، وشركة لوك أويل الروسية وشركة شيفرون من الولايات المتحدة.