وجّه الإعلامي علي الظفيري رسالة للملك عبد الله يقول فيها: “إن هناك أشخاصًا يشوهون صورة المملكة ويقومون بدور (قذر) ويدَعون أنهم همّ البلد ويقولون نحن “ممثلون الحكومة” “نحن فقط السعوديون”، وهم لا يحبون إلا مصالحهم ومكاسبهم -مثلما هؤلاء يحرفون علينا ويكتبون السعودي السابق، وأنه يحمل الجنسية القطرية – هؤلا الأشخاص اليوم في العدوان الصهيوني على غزة يقومون بدور (قذر) ويصورون للناس أن هذا موقف الدولة وأنها ضد حماس، وهذا لا يمكن؛ السعودية طوال عمرها موقفها موقف كريم وعروبي وإسلامي تجاه فلسطين”.
وأكد على أنه يجب إيضاح هذا للناس أن هؤلاء “المنتفعين” و”المرتزقة” الذين يحاولون الحصول على مكاسبهم عبر الالتصاق بالدولة أو الحكومة والملك إنما هم لا يمثلون الحكومة.
وأضاف خلال لقائه ببرنامج في الصميم مع الإعلامي عبد الله المديفر أنّ الثورات فشلت فشلًا جُزئيًّا، لكن فكرتها الأساسية نجحت وهي: أن الإنسان حُر وليس عبدًا، ليس عاملًا في مزرعة وليس جزءًا من ممتلكات الحاكم. وأضاف أن استعباد الناس والمنّة في حقوقهم أمر انتهى. وعبر عن امتعاضه من وجود من يحرض ضده بقوله: “هناك أشخاص لا يتمتعون بالأخلاق ولا بالرجولة، فهناك من يمارس التحريض الدنيء على أبناء البلد في مواقع التواصل الاجتماعي، وأنا بدوي وأقول بأن هذه ليست (مرجلة)”.
واستبعد الظفيري حدوث ثورة في السعودية أو بدول الخليج، مؤكدًا بأن طبيعة منطقة الخليج محصنة بشكل كبير جدًّا ضد الثورات، مستدركًا “لكن ما يجري عمله هو هدّ هذه الحصون بشكل كبير وغريب، فهناك حالة فوبيا وخوف من الثورات والربيع العربي بزحفها إلى منطقة الخليج، فنحن محصنون ضد هذه الثورات في دول الخليج والسعودية؛ لأن هناك شرعية للأسر الحاكمة وشرعية الحكام وتتمتع بمحبة وتقدير وأموال تغطي عيوبًا كثيرة جدًّا”.
وعن شعار الجزيرة “الرأي والرأي الآخر” قال الظفيري: أنا من الأشخاص الذين كانوا ينتقدون على الجزيرة هوسها بالرأي الآخر حتى وصل بشكل فجّ، مؤكدًا بأنها ليست صوت الإخوان المسلمين ولم تكن كذلك، مشيرًا بأن الجزيرة قد أظهرت الصوت الغائب الذي لا يُساير الأنظمة ويتوافق مع توجهاتها”، فهي الصوت عربي الآخر الذي لا يريد أن يسمعه ويُقمع بشكل يومي وممنهج من ألف سنة، ومن بين تلك الأصوات جماعة الإخوان المسلمين. فهي صوت للجميع”.
ويضيف الظفيري بأن الجزيرة قررت أن تنحاز من أخمص قدميها، ومنذ اليوم الأول لها، للإنسان ولقضية الإنسان وحقه في التعبير، ولا يوجد شيء اسمه حيادية والانحياز شيء طبيعي جدًّا، ولكن يجب أن أضبط هذا الانحياز بالمهنية، وأن تكون منصفًا وصادقًا وعادلًا لإتاحة الفرصة للناس للحديث عن قضاياهم.
ووصف انحياز قناة العربية ضد الإخوان المسلمين بعدم المهنية، وقال بأنها: “بعد 30 يونيو لا تُتيح للإخوان المسلمين -وهم طرف أساسي في القضية- الظهور على شاشتها للحديث عن قضاياهم”.
وعن موقفه الشخصي من “الإخوان المسلمين” قال: أنا لا أدافع عن الإخوان المسلمين، وأنا خصم لهم، بل العكس أنا مع إدخالهم السياسة “والعن خيّرهم ودعهم يتحملون المسؤولية”. واتهم الظفيري “الإخوان المسلمين” بأنه تيار يستثمر ويستغل الدين، ويلعب بالدين في كثير من الأحيان ويُمارس شعارات وخطابات أكثرها فارغ، وقال: “عندما حكموا سنة في مصر ضيّعوا الأمة كلها ويتحملون المسؤولية”.
ورأى الظفيري بأن هناك تقصيرًا من قناة الجزيرة في الحديث عن الشأن القطري، مُرجِعًا ذلك بعدم وجود حالة كبيرة وبارزة في هذه الدولة كالفقر والاحتجاجات والتظاهرات والكوارث؛ لأنها بلد صغير وغنيّ جدًّا وعدد سكانه قليل جدًّا، فالوضع فيها بشكل عام جيد، نافيًا وجود معارضة قطرية.
واستنكر الظفيري من يرى أنه يعمل في وسيلة معادية لبلاده، قائلًا: “إذا كنت أعمل في إعلام معادٍ للبلد وأنا لا أدري هذا معناه أنا (خالص منتهي)”، لافتًا إلى زيارة أمير قطر للمملكة قبل يومين ولقائه خادم الحرمين ما يشير إلى أن العلاقات مستمرة.